الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

10:25 م

الذكاء الاصطناعي.. حين يتحول النمو الاقتصادي إلى انفجار

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 08:27 م

الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي

الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي

لم يعد السؤال اليوم هو هل يؤثر الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي؟، بل إلى أي مدى يمكن أن يغير جذريًا قواعد اللعبة؟ فقد تحولت التكنولوجيا من أداة داعمة للنمو إلى قوة قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي بالكامل، وقد لا يكون التحول هو التعبير الأدق، بل الانفجار.

الذكاء الاصطناعي يقود النمو الاقتصادي

الاقتصاد عند عتبة التحول الجذري

مع استمرار تدفق الاستثمارات بمئات المليارات إلى شركات الذكاء الاصطناعي حول العالم، بدأ الحديث يتجاوز تأثيرات الذكاء الاصطناعي التقليدية كاستبدال الوظائف البشرية أو إعادة هيكلة سوق العمل إلى سيناريوهات أكثر عمقًا تتعلق بطبيعة النمو الاقتصادي ذاته، ومستقبل الدولة، ووظائف النظام المالي العالمي.

تقرير حديث لمجلة "إيكونوميست" رسم صورة تبدو أقرب للخيال العلمي قبل عقد فقط، طفرة اقتصادية تقودها نماذج ذكاء اصطناعي تصل إلى مستوى السوبر ذكاء، قادرة على تطوير نفسها ذاتيًا، واكتشاف معارف جديدة بسرعة تفوق قدرة الإنسان.

وإن صحت التوقعات، فإن البشرية لا تقف فقط أمام ثورة تكنولوجية، بل عند حافة تحول اقتصادي هائل يجعل معدلات النمو الحالية تبدو ضئيلة أمام ما هو قادم.

 

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد الملاحة الجوية، من التشغيل التقليدي لشركات الطيران الذكي

من 0.1% إلى 20%.. حين يتضاعف الاقتصاد كل 3 سنوات

لنستوعب حجم التغيير المحتمل، نعود للحظة تأسيسية في التاريخ الاقتصادي، في عام 1700، كان الاقتصاد العالمي ينمو بنسبة 0.1% سنويًا، أي يحتاج ألف عام ليتضاعف. 

مع الثورة الصناعية، تضاعف هذا المعدل مرارًا حتى وصل إلى نحو 2.8% سنويًا في القرن العشرين، مما جعل الاقتصاد العالمي يتضاعف كل ربع قرن.

لكن الذكاء الاصطناعي قد يقفز بنا إلى نمو يتجاوز 20% سنويًا، وفق دراسة حديثة لشركة "إيبوك AI"، متى ما تمكن من أداء ما يعادل 30% من مهام البشر. 

هذا ليس مجرد تحسن في الإنتاجية، بل تغيير كامل لقوانين الاقتصاد، يجعل التراكم الرأسمالي أضعافًا مضاعفة خلال سنوات معدودة.

الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي

ما وراء النمو.. فجوة تتسع وثروة تتركز

مع نمو الثروة بوتيرة صاروخية، يتغير توزيعها أيضًا، فليس الجميع رابحين في هذا السباق، ومن يمتلك أدوات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، من رأس المال، والطاقة، والأرض، والمعلومات سيكون في موقع السيطرة، بينما تتراجع القيمة الاقتصادية للعمالة البشرية.

الأجور مرشحة للانخفاض نتيجة تزايد العرض على الوظائف البشرية المتبقية، وسيزداد الضغط على الطبقات العاملة والوسطى، ولن يعود الادخار منطقيًا في عالم تذهب فيه العوائد الكبرى إلى المستثمرين في الذكاء الاصطناعي، لا إلى من يوفرون من دخولهم الشهرية.

دور الدولة يتراجع والمنافسة تصبح صفرية

ما يزيد من حدة القلق هو أن الدول قد تجد نفسها عاجزة عن تنظيم هذا النمو المنفلت، فتسارع التطور لا يتيح للسياسات العامة أو التشريعات مواكبته، ناهيك بتنظيمه أو توجيهه. 

التنافس العالمي على الذكاء الاصطناعي سيخلق منطقًا جديدًا، ألا وهو "الرابح يحصد كل شيء".

دول مثل الولايات المتحدة والصين تتسابق في هذه الحلبة، مدركة أن من يهيمن على الذكاء الاصطناعي يهيمن على المستقبل، وفي هذا السياق، لن تعني الهزيمة مجرد تأخر اقتصادي، بل تهميشًا كاملاً على الساحة العالمية.

اقرأ أيضًا:

192.7 مليار دولار، استثمارات «رأس المال الجريء» في الذكاء الاصطناعي 2025

الاقتصاد قد يكون ضحية الذكاء الاصطناعي

الجانب المظلم لهذا النمو المذهل يتجلى في التحديات الأخلاقية والبيئية والأمنية، فكلما زادت قدرة الذكاء الاصطناعي على التطوير الذاتي، زادت احتمالات حدوث أخطاء كارثية، من تدمير موارد الأرض بالخطأ إلى تطوير أسلحة بيولوجية خارجة عن السيطرة.

وهنا لا نتحدث فقط عن أخطاء مبرمجين أو سوء نية بشرية، بل عن احتمالات كامنة داخل أنظمة معقدة قادرة على اتخاذ قرارات تتجاوز الفهم البشري. 

السيناريوهات التي بدت ذات يوم من عالم هوليوود، أصبحت جزءًا من حسابات الاقتصاديين والخبراء الأمنيين.

الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي

لا عودة إلى الوراء

سواء انفجر الاقتصاد العالمي كما يتوقع البعض، أو بقي النمو عند مستويات عالية ولكن معقولة، فإن المؤكد أن شكل الاقتصاد، والعمل، وتوزيع الثروة لن يبقى كما كان.

الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد أداة دعم، بل محور الصراع والفرص في القرن الحادي والعشرين.

وإذا كانت الثورات الصناعية السابقة قد استغرقت قرونًا لإحداث التغيير، فإن الثورة الجديدة بقيادة الذكاء الاصطناعي قد لا تحتاج إلى أكثر من بضعة أعوام فقط.

هل يكون هذا الانفجار الاقتصادي بابًا لازدهار عالمي شامل؟ أم مجرد بوابة جديدة لفجوة طبقية أكثر عمقًا بين من يملكون التكنولوجيا ومن لا يملكونها؟ الأيام وحدها أو بالأحرى، السنوات القليلة القادمة كفيلة بالإجابة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search