الجمعة، 26 سبتمبر 2025

02:02 م

فن بلا فنان، الذكاء الاصطناعي يحدث زلزالًا في عالم الترفيه

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 12:26 م

الذكاء الاصطناعي وصناعة الترفيه

الذكاء الاصطناعي وصناعة الترفيه

في لحظة فارقة من التاريخ التكنولوجي، تتجه صناعة الترفيه نحو إعادة تعريف شاملة لهويتها، تقودها الطفرة المتسارعة في الذكاء الاصطناعي. 

فخلال السنوات القليلة الماضية، لم تعد أدوات الذكاء الاصطناعي مجرد تقنيات مساعدة خلف الكواليس، بل أصبحت قوة محورية في صلب عمليات الإنتاج، تتجاوز المهام التقنية لتتسلل إلى جوهر الإبداع الإنساني ذاته.

الذكاء الاصطناعي وصناعة الترفيه

وبينما كان ينظر للذكاء الاصطناعي في السابق كأداة لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، أصبح اليوم شريكًا حقيقيًا في عملية الخلق الفني، قادرًا على كتابة نصوص، وتوليد حبكات، وتصميم مشاهد، وحتى إحياء الممثلين الراحلين أو ابتكار شخصيات جديدة لم توجد من قبل.

التحول الجذري في دورة الإنتاج

تظهر أحدث التقارير العالمية أن التقنيات الجديدة قلبت مفاهيم الصناعة رأسًا على عقب، ولم تعد هناك حاجة لاستوديوهات ضخمة أو ميزانيات خيالية. 

بل بات بإمكان مراهق من منزله إنشاء فيلم قصير باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وبتكلفة قد لا تتجاوز بضع دولارات.

مثلًا، أداة Veo 3 من جوجل تستطيع إنتاج فيديو من 8 ثواني بتكلفة 6 دولارات فقط، مزودًا بمؤثرات صوتية وحركات شفاه واقعية، هذا التغير لا يقلص الكلفة فحسب، بل يعيد توزيع القوة الإنتاجية، ما ينذر بتحول كبير في خريطة الفاعلين داخل القطاع.

إن الخوارزميات الذكية لا تكتفي بكتابة نصوص درامية متكاملة، بل تقتبس أسلوب الكاتب، وتقترح الحبكات، وتولد الحوارات، وتحرر الفيديو، وتعدل الإضاءة، وتبدع خلفيات رقمية بأعلى جودة.

الواقع الافتراضي

التفاعل الشخصي وصعود المؤثرين الرقميين

لكن التحول لا يقتصر على مرحلة ما قبل الإنتاج أو مرحلة ما بعده، بل يمتد إلى العلاقة بين المحتوى والجمهور، فمع صعود نماذج الذكاء الاصطناعي التنبؤية، أصبحت منصات البث مثل Netflix وYouTube وSpotify قادرة على تحليل سلوك المشاهدين بدقة مذهلة، تقدم على أساسها توصيات مخصصة.

أصبح التخصيص الشخصي للمحتوى أداة استراتيجية لزيادة التفاعل، وبالتالي الإيرادات، كما أن الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعد من أبرز مصادر الدخل المتصاعدة.

ومن أبرز الظواهر الجديدة في هذا السياق، هو صعود المؤثرين الرقميين الوهميين، عن طريق شخصيات افتراضية تولدها الخوارزميات، تنشر محتوى وتتفاعل مع المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، وتحصد آلاف المشاهدات والتعليقات، دون وجود بشري حقيقي وراءها.

اقرأ أيضًا:

بـ 184 مليار دولار، الألعاب الإلكترونية تتحول من وسيلة ترفيه إلى صناعة حقيقية

منصات أكثر ذكاءً.. وإنتاج أسرع

يشير تقرير لبودكاست "مورجان ستانلي" إلى أن إنتاج أعمال فنية بات اليوم أسهل من أي وقت مضى، ومع قدرة الأدوات التوليدية على تحويل الصور والنصوص إلى أفلام أو لوحات فنية، بكفاءة تقارب ما ينتجه الفنانون التقليديون خلال أشهر، بل سنوات.

فعمليات ما بعد الإنتاج، التي كانت تتطلب مئات الساعات، يمكن إنجازها اليوم بواسطة فرق صغيرة خلال أيام، إحدى أبرز الاستخدامات كانت في إزالة آثار الشيخوخة عن الممثلين، أو إعادة بناء ملامح فنانين متوفين، كما حدث في عدة إنتاجات حديثة دون المساس بالجودة البصرية.

وهذا لا يقتصر على السينما فقط، بل يمتد إلى الألعاب الإلكترونية، التي أصبحت بدورها أكثر تفاعلاً بفضل شخصيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، قادرة على فهم سياق اللاعب والتفاعل معه بطريقة آنية، وهو ما يخلق تجربة غامرة تتغير مع كل مستخدم.

الذكاء الاصطناعي يقتحم القطاع الموسيقي

في الموسيقى.. الألحان لا تموت

حتى قطاع الموسيقى لم يسلم من هذا التحول، فالذكاء الاصطناعي بات يؤلف مقطوعات موسيقية ويصمم أنماطًا صوتية تحاكي الحالة المزاجية للمستمع، كما أصبح من الممكن تقنيًا وقانونيًا أحيانًا استخدام صوت فنان راحل لإصدار ألبومات جديدة بالكامل.

وبينما يرى البعض في ذلك فرصة لتعظيم الإرث الفني، يحذر آخرون من فقدان الأصالة، وتجريف الهوية الفنية، في حال تم استبدال الفنانين الأحياء بأصوات مقلدة لا تحمل روح التجربة البشرية.

اقرأ أيضًا:

3 تريليون دولار على الأبواب، صناعة الترفيه والإعلام تواصل التحليق عالميًا

الفرص الاقتصادية.. والتحديات الأخلاقية

يمكن لهذه التحولات أن تحدث فرقًا جوهريًا في هيكل التكاليف والإيرادات، وتشير تقديرات إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تقليص نفقات الإنتاج بنسبة تتراوح بين 10 و30%، خصوصًا في مجالات الرسوم المتحركة، والمؤثرات البصرية، والدبلجة.

لكن بالمقابل، تبرز تحديات لا يمكن تجاهلها، فمع هذا التحول، تزداد المخاوف من فقدان وظائف فنية تقليدية، وتضاؤل دور الإنسان كمبدع رئيسي. 

كما تزداد حالات الانتهاك المحتملة لحقوق الملكية الفكرية، لا سيما مع استخدام صور وأصوات وشخصيات دون إذن مسبق.

الاعتماد المفرط على الخوارزميات قد يفقد الفن إنسانيته، ويحول الإبداع إلى عملية حسابية تخضع لقواعد السوق، بدلاً من أن تكون انعكاسًا لتجربة بشرية فريدة.

الترفيه

الذكاء الاصطناعي يفتح الباب لفصل جديد

ما تشهده صناعة الترفيه اليوم ليس مجرد تحسين في الأدوات، بل هو تغيير بنيوي يعيد رسم ملامح الصناعة من جذورها، ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية خلف الكاميرا، بل هو مخرج وكاتب ومنتج ومحرر ومؤلف موسيقي بل وحتى ممثل في آنٍ واحد.

ومع هذا التوسع، تبقى المفارقة قائمة: هل سيحرر الذكاء الاصطناعي الإبداع البشري ويطلق العنان لمخيلاتنا؟ أم سيعيد تشكيله على مقاس الخوارزميات؟

يكمن الجواب في تحقيق التوازن، إذا ما استخدم الذكاء الاصطناعي بحكمة، فإنه لن يقتل الفن، بل سيعيد ابتكاره، والمفتاح هو الحفاظ على القيمة الإنسانية في كل إنتاج، مهما بلغت قوة الآلة.

تقف صناعة الترفيه اليوم على أعتاب ثورة رقمية شاملة، يعد الذكاء الاصطناعي محركها الرئيسي، والتحدي الحقيقي لم يعد تقنيًا فقط، بل إنسانيًا وأخلاقيًا في المقام الأول.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search