الخميس، 02 أكتوبر 2025

11:39 م

الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد الملاحة الجوية، من التشغيل التقليدي لشركات الطيران الذكي

الخميس، 02 أكتوبر 2025 07:51 م

 قطاع الطيران

قطاع الطيران

بينما يمر قطاع الطيران بمرحلة تحول غير مسبوقة، تتكشف ملامح مستقبل جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة مساعدة، بل كنظام تشغيل شامل يغير الطريقة التي تدار بها شركات الطيران من الأساس. 

الذكاء الاصطناعي وقطاع الطيران

في تقرير تحليلي صادر عن مجموعة من خبراء شركة Boston Consulting Group (BCG)، يحمل عنوان "The AI-First Airline"، يتضح أن التحول إلى نموذج "الذكاء الاصطناعي أولًا" لم يعد رفاهية تقنية، بل ضرورة استراتيجية واقتصادية لنجاح شركات الطيران في سوق يزداد تنافسًا وتعقيدًا.

سياق اقتصادي وتشغيلي مضطرب.. وفرصة سانحة

يمر قطاع الطيران منذ جائحة كورونا بعدد من التحديات المتداخلة، من اضطرابات سلاسل الإمداد التي تعيق الصيانة وتوسيع الأسطول، إلى نقص العمالة، مرورًا بارتفاع التكاليف التشغيلية، وزيادة توقعات المسافرين لتجارب سفر رقمية وسلسة.

ومع ذلك، فهذه التحديات بحسب التقرير، ليست سوى نافذة فرص للشركات التي تملك الجرأة على إعادة تصميم أنظمتها التشغيلية والتجارية من الجذور، وجعل الذكاء الاصطناعي المحور الأساسي في طريقة عملها، لا مجرد ملحق تقني على الأطراف.

الذكاء الاصطناعي كعنصر تغيير شامل في قطاع الطيران

من الناحية الاقتصادية، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصة واضحة لتحسين هوامش الربح، وهي عنصر حيوي في صناعة تعمل تقليديًا بهوامش ربح ضيقة. 

يتوقع التقرير أن تحقق شركات الطيران التي تتبنى الذكاء الاصطناعي كعنصر مركزي في عملياتها زيادة في هوامش التشغيل تتراوح بين 5 إلى 6 نقاط مئوية بحلول عام 2030.

هذه ليست مجرد أرقام، بل تعني فرقًا بين الربحية والخسارة، بين البقاء والمنافسة، وبين شركة تقود وأخرى تتخلف.

 

اقرأ أيضًا:

رهان صيني على أقوى توربين رياح طائر في العالم

أين تقف شركات الطيران اليوم؟ فجوة رقمية تتطلب لحاقًا سريعًا

وفقًا لدراسة BCG's Build for the Future، لا تزال صناعة الطيران في منتصف الطريق فيما يتعلق بنضج الذكاء الاصطناعي. 

فبينما تفوقت بنوك وشركات تكنولوجيا على غيرها، جاء أداء شركات الطيران متوسطًا، ولم تحقق سوى شركة واحدة فقط من بين 36 شركة طيران المعايير الكاملة للتحول إلى شركة طيران مستقبلية بالذكاء الاصطناعي.

بمعنى آخر، 35 شركة لا تزال أمامها رحلة طويلة، ولكنها أيضًا فرصة مفتوحة لمن يسارع.

الذكاء الاصطناعي وقطاع الطيران

نموذج التحول.. من الاستخدام البسيط إلى الابتكار الجذري

يقترح التقرير نموذجًا مكوّنًا من ثلاث مراحل لتبني الذكاء الاصطناعي:

1. النشر (Deploy):

وهو إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي الجاهزة في العمليات اليومية، مثل:

  • التنبؤ بالطلب.
  • جدولة الطائرات.
  • دعم العملاء عبر روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

هذا يوفر مكاسب سريعة في الإنتاجية، ويعزز الثقة الداخلية في فعالية الذكاء الاصطناعي.

2. إعادة الهيكلة (Reshape):

وتشمل إعادة تصميم سير العمل لتحسين الكفاءة والربحية، مثل:

  • استخدام المحاكاة الذكية لتحسين إدارة الشبكة والإيرادات.
  • توظيف النماذج التنبؤية في الصيانة لتقليل الأعطال قبل حدوثها.

تشير التقديرات إلى أن هذه المرحلة وحدها يمكن أن تحقق تحسينًا في الكفاءة التشغيلية بنسبة تتراوح بين 20% إلى 40%، إلى جانب تحسين رضا العملاء.

3. الابتكار (Invent):

وهي المرحلة الأعلى قيمة، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء نماذج أعمال جديدة، على سبيل المثال:

شركة KLM طورت منصة ذكاء اصطناعي متقدمة لإدارة العمليات، تتكامل فيها بيانات الطقس، والصيانة، وجداول الطيران، وسلوك الركاب، لتقديم قرارات لحظية تقلل من تأخر الرحلات وتحسن استهلاك الوقود.

شركات أخرى تختبر وكلاء ذكاء اصطناعي شخصيين يقدمون للمسافرين باقات سفر مخصصة، ودعمًا أثناء الرحلة، وتخطيطًا آليًا للرحلات.

الذكاء الاصطناعي وقطاع الطيران

ما هو المطلوب؟ التحول التنظيمي والثقافي قبل التكنولوجي

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أدوات برمجية، بل يتطلب تغييرات عميقة في الثقافة التنظيمية، من أبرز متطلبات التحول:

  • كسر الصوامع التقليدية بين الأقسام.
  • إعادة هيكلة الأدوار والمسؤوليات.
  • رفع مهارات العاملين وتدريبهم على التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
  • ترسيخ القيادة الرقمية في المستويات الإدارية العليا.

كما يتطلب التحول إلى شركة طيران ذكية تحديثات في البنية التحتية التكنولوجية، واستبدال الأنظمة القديمة بمنصات مرنة ومتكاملة تسمح بتدفق البيانات بسلاسة عبر المؤسسة.

 

اقرأ أيضًا:

"وقود الطائرات السبب"، ألاسكا تتوقع خفض أرباحها في الربع الثالث من 2025

خارطة طريق تنفيذية.. ست خطوات لبدء التحول

يقدم التقرير توصيات عملية للإدارة العليا في شركات الطيران:

  • قيادة التحول من الأعلى، واختيار حالات استخدام ذات عائد مرتفع لبدء التنفيذ.
  • إعادة تقييم الأولويات الاستراتيجية باستمرار، بما يتماشى مع التغيرات في السوق والتكنولوجيا.
  • فصل جهود الذكاء الاصطناعي عن تحديث البنية التحتية التقنية، لضمان المرونة والسرعة.
  • تأسيس مكتب مركزي مختص بتسليم مشاريع الذكاء الاصطناعي، مع ربطه بالتحول المؤسسي والمالية.
  • الاستعداد لتأثيرات متوسطة الأجل على القوى العاملة والنموذج التشغيلي.
  • تعزيز الثقافة المؤسسية الجديدة من خلال القيادة بالمثال وتوفير برامج تدريب موسعة.
الذكاء الاصطناعي وقطاع الطيران

من يلحق أولًا، يربح أكثر

الرسالة التي يوجهها التقرير واضحة، شركات الطيران التي تتحرك الآن، وتستثمر في بناء بنية ذكاء اصطناعي متكاملة، لن تكون فقط أكثر ربحية، بل ستكون أكثر مرونة واستدامة، وقادرة على تقديم تجربة سفر أكثر سلاسة، وابتكارًا، وتخصيصًا.

الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد ميزة إضافية، بل سيتحول إلى معيار جديد لتقييم أداء شركات الطيران في العقد القادم، والسؤال الآن: من سيكون في مقعد القيادة، ومن سيبقى عالقًا في المدرج؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search