الوقود الأخضر في السماء، كيف يمكن للهيدروجين أن يغير قواعد لعبة الطيران؟
الإثنين، 25 أغسطس 2025 06:21 م

الطيران المستدام
ميرنا البكري
في ظل سباق العالم لمواجهة تغير المناخ وخفض الانبعاثات، أصبح قطاع الطيران تحت المجهر، فمنذ عام 2000 لـ 2019 ارتفعت انبعاثات الطيران بنسبة 53%، أسرع من أي وسيلة نقل أخرى، وفي 2023 بمفردها، نتج عن القطاع 950 مليون طن CO₂، أي حوالي 2.5% من الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة، بحسب التقرير الصادر من وحدة أبحاث الطاقة.
الرسالة واضحة، لا يوجد طريق للوصول للحياد الكربوني في 2050 دون ثورة تكنولوجية في الطيران. وهنا يظهر بطل جديد في الحلبة، “الهيدروجين”.

لماذا يُعد الهيدروجين هو الرهان الأقوى؟
يتميز الوقود التقليدي للطائرات بالطاقة العالية، لكن يدفع الكوكب ثمن الانبعاثات، ولازالت كفاءة البطاريات ضعيفة (250 واط/ساعة لكل كيلوجرام) مقارنة بالوقود التقليدي (12 ألف واط/ساعة)، أما الهيدروجين فيقدم حل وسط عبقري، من كفاءة طاقة أعلى بـ 8 أضعاف مقارنة بالوقود الاصطناعي، وأيضًا خفيف نسبيًا مقارنة بالبطاريات،ـ كما أن استخدامه في خلايا الوقود ينتج عنه حرارة ومياه فقط، أي صفر انبعاثات كربونية.
مما يعني أن الطيران الكهربائي بخلايا وقود هيدروجينية قد يغير قواعد اللعبة، خاصً مع شركاتمثل بيوند إيرو التي تبني الطائرات من الصفر لكي تناسب هذه التقنية بدلًا من تعديل المتاح.
بيوند إيرو، من فكرة لطائرة حقيقية
صممت الشركة نموذج BYA-I، طائرة خفيفة لـ 6 ركاب، تمشي 1500 كم، وهذا 5 أضعاف مدى الطيارات الكهربائية بالبطاريات، والميزة الكبرى بها، أنها صُممت بخلايا وقود وخزانات هيدروجين وأنظمة دفع كهربائي، وأيضًا إدارة حرارة متطورة، مما يقدم توزيع وزن أفضل، وكفاءة حرارية أعلى، وأيضًا ديناميكا هوائية محسنة، مما يرفع المدى والسلامة، ويقربها من الحصول على شهادات الطيران.
لماذا يُعد طيران الأعمال هو البداية المنطقية؟
يرجع هذا لأن 70% من رحلاته أقل من 1000 كم، و90% أقل من 2000 كم، أي داخل النطاق المثالي للطائرات الهيدروجينية الكهربائية، وأيضًا التكاليف التشغيلية قد تقل 20% عن النفاثات التقليدية، كما أن التزود بالهيدروجين أصبح أكثر سهولةً، مع وجود أكثر من 1000 محطة عالميًا من 2023.
التحول الرقمي، الجناح الثاني للطيران المستدام
الموضوع ليس مجرد وقود جديد، لكن أيضًا رقمنة كاملة للتصميم والتشغيل، وذلك من خلال مراقبة المحركات والمكونات لحظيًا، وأنظمة تحكم رقمية للمناورة والكفاءة، وذكاء اصطناعي سحابي لتحليل بيانات الأسطول وتخطيط الرحلات، وتحليلات فورية داخل الطائرة لتعديل المسار حسب الطقس والأداء.
خارطة الطريق لثورة الطيران الهيدروجيني
1. مرحلة التأسيس (2020-2030): أول طيارة هيدروجينية خفيفة، نشر محطات تزويد الهيدروجين، استمرار استخدام وقود الطيران المستدام في التقليدية.
2. مرحلة الحصاد (2030-2040): تحسين الأداء، تخزين هيدروجين مسال، إنتاج طائرات إقليمية 70 مقعدًا.
3. مرحلة التوسع (2040-2050): إطلاق طيارات تجارية 150 مقعدًا للرحلات القصيرة المتكررة (اللي تمثل 24% من انبعاثات الطيران).
التوقعات الاقتصادية
1.قد يقفز الطلب على الهيدروجين الأخضر مع دخول الطيران المستدام مرحلة الإنتاج التجاري.
2.قد تحقق شركات الطيران التي تستثمر مبكرًا وفر كبير في التكاليف التشغيلية وسمعة بيئية أقوى.
3.ستصبح البنية التحتية للهيدروجين (محطات تزويد، إنتاج، نقل) سوق استثماري ضخم، خاصةً في أوروبا وآسيا.
بحلول 2050، قد يستحوذ الطيران الهيدروجيني على شريحة كبيرة من رحلات المسافات القصيرة والمتوسطة، ويخفض انبعاثات القطاع بنسبة ملحوظة.
اقرأ أيضًا:
«الدولية للنقل الجوي» تتوقع زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام في 2025
بداية من المطبخ، مصر تنتج وقود الطيران المستدام باستخدام زيت الطعام

ختامًا، الطيران المستدام ليس رفاهية بيئية، لكنه استثمار في مستقبل الصناعة وكوكبنا، يمثل الهيدروجين خاصةً في صورة خلايا الوقود، قفزة تكنولوجية ستحول طريقة الطيران بالكامل، ومع الرقمنة، وخفض التكاليف، ودعم البنية التحتية، قد تظهر حلول منتصف القرن سماء أنظف وطيران أرخص وأكثر كفاءة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
السعودية تنافس، 9 مليارات دولار مبيعات صادرات لحم الضأن والخرفان عالميًا في 2024
25 أغسطس 2025 03:07 م
النفط يسير على حبل مشدود، بين هجمات أوكرانيا وتلميحات الفيدرالي
25 أغسطس 2025 03:02 م
صعود غامض في بورصات الصين، فقاعة جديدة أم بداية انتعاش؟
25 أغسطس 2025 11:30 ص
أكثر الكلمات انتشاراً