الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

04:41 م

الاتحاد الأوروبي يخوض معركة قانونية قبل منافسة عمالقة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025 02:33 م

الاتحاد الأوروبي يتحدى عمالقة التكنولوجيا

الاتحاد الأوروبي يتحدى عمالقة التكنولوجيا

ميرنا البكري

يحاول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة، إثبات نفسه كلاعب عالمي ليس في السياسة والاقتصاد، لكن أيضًا في مجال التكنولوجيا، ومع صعود الذكاء الاصطناعي، فلم تعد هذه الساحة مجرد "ابتكار تقني"، بل ساحة نفوذ اقتصادي وسياسي، بعد أن سيطرت الشركات الأمريكية مثل جوجل، مايكروسوفت، وميتا على هذا السوق، لذلك قررت أوروبا أن تدخل بمعركة من نوع مختلف، “معركة القوانين والرقابة”.

قانون الأسواق الرقمية (DMA)

 

أوروبا ترفع الكارت الأصفر لعمالقة التكنولوجيا

وبعثت المفوضية الأوروبية رسالة واضحة، “نحن نراقبكم”، كما وجهت الرسالة للمشرعين، مؤكدة أن الاتحاد يتابع كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في خدمات، سواءً محركات بحث مثل جوجل أو منصات سوشيال ميديا مثل إنستجرام.

وهذه الرسالة ليس مجرد حديث، لكنها إنذار مبكر؛ فالاتحاد الأوروبي لديه قانون "الأسواق الرقمية" (DMA)، والذي يصنف هذه الشركات كـ"جهات مسيطرة"، ويفرض عليهم التزامات صارمة في التعامل مع البيانات وطرق الدمج بين الخدمات.

 

سيطرة أمريكية تقلق بروكسل

حاليًا، الهيمنة في الذكاء الاصطناعي أمريكية خالصة، فجوجل لديها محرك البحث الأقوى، ومايكروسوفت متحالفة مع OpenAI (التي أنشئت ChatGPT)، كما بدأت ميتا تُدخل المساعدات الذكية في إنستجرام وفيسبوك، ما يجعل أوروبا تشعر بأنها "مستهلك" لهذه لتكنولوجيا وليس صانع لها، وتعتبره تهديد اقتصادي على المدى الطويل؛ فمن يمتلك التكنولوجيا يملك السوق، ومن يسيطر على السوق، يستطيع فرض شروطه على باقي الاقتصاديات.

 

الذكاء الاصطناعي يثير قلق الاتحاد الأوروبي

ويعتبر الاتحاد الأوروبي، أن دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات بدون ضوابط يفتح أبوابًا لمشاكل كبيرة:-

1. التحكم في البيانات، حيث تستخدم الشركات الأمريكية، بيانات المستخدمين الأوروبيين لتدريب أنظمتها.

2. الهيمنة على الأسواق، فأي دمج جديد للذكاء الاصطناعي، يزود من سيطرة الشركات الكبرى على المستخدمين.

3. تقييد المنافسة، لا تستطيع الشركات الأوروبية الناشئة، الدخول في سباق به لاعبين كبار معهم مليارات وبيانات لا نهائي.

 

أوروبا تحاول بناء “ذكاء اصطناعي عادل”

لذلك أطلق الاتحاد الأوروبي، مراجعة لقواعد المنافسة الرقمية في يوليو، يركز فيها على كيفية ضمان أن الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل تنافسي عادل داخل أوروبا، وذلك بهدف خلق بيئة تسمح للشركات الأوروبية، أن تنافس وتبتكر بدلًا أن تبقى في عمالقة وادي السيليكون.

ويعتبر بعض أعضاء البرلمان الأوروبي مثل كيم فان سبارينتاك، من حزب الخضر، أن هذه الخطوة متأخرة قليلًا، لكن مهمة، مدعيا أن شركات التكنولوجيا الكبيرة، توسع هيمنتها بسرقة بيانات الاتحاد.

 

أبرز التوقعات، صراع طويل لن ينتهي قريبًا

هذا الصراع قد يشهد على المدى القصير، شد وجذب قانوني بين أوروبا والشركات الأمريكية، ستحاول بروكسل من خلاله فرض غرامات وتنظيمات، كما ستبحث الشركات عن طرق للتحايل أو للتفاوض، وعلى المدى المتوسط، إذا نجحت أوروبا، قد يصبح هناك نموذج مختلف للذكاء الاصطناعي أكثر احترامًا للبيانات والخصوصية، ما قد يصبح ميزة تسويقية للشركات الأوروبية.

وإذا فشلت أوروبا في خلق بيئة ابتكار حقيقية، تظل مجرد سوق استهلاكي للتكنولوجيا الأمريكية، والنتيجة أن الفجوة الاقتصادية والتكنولوجية ستتسع أكثر.

 

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل اقتصاد وسياسة

وتكشف هذه الأزمة، أن الذكاء الاصطناعي أصبح سلاحًا اقتصاديًا واستراتيجيًا وليس أداة تقنية فقط، كما تحاول أوروبا استخدام قوتها التشريعية كوسيلة موازنة أمام الهيمنة الأمريكية، والسؤال الآن، هل القوانين كافية لمواجهة مليارات الدولارات التي تضخها شركات مثل جوجل ومايكروسوفت؟

المعركة الآن لازالت في بدايتها، ومن يربح لا يحدد شكل سوق التكنولوجيا فقط، لكن أيضًا شكل الاقتصاد العالمي في العقد المقبل.

 

اقرأ أيضًا:-

الاتحاد الأوروبي يطالب أبل وجوجل ومايكروسوفت بخطط لمكافحة الاحتيال المالي

لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، ميتا تبحث التعاون مع جوجل و"أوبن إيه آي"

AI safety: Successful use of AI
الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search