كيف يُهدر الذكاء الاصطناعي 9 مليارات دولار من إنتاجية الشركات؟

الأحد، 28 سبتمبر 2025 02:40 م

الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

على الرغم من التطور الهائل في عدة مجالات خلال سنوات قليلة ماضية منذ اقتحام الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض الدراسات أظهرت سلبيات تلك التكنولوجيا الحديثة، وتسبب بحث نشرته “هارفارد بزنس ريفيو”، في صدى واسع خلال الأيام الجارية، بعدما كشف عن ظاهرة جديدة أطلق عليها الباحثون اسم «العمل الوهمي» (Workslop) تتعلق بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية | منتدى الكتاب العربي

الذكاء الاصطناعي يفرض ضريبة العمل الوهمي

رغم الطفرة التكنولوجية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي واقتحامه مختلف القطاعات خلال السنوات القليلة الماضية، لا تزال تدور حوله حالة من الجدل بين مؤيد يرى فيه ثورة إنتاجية، ومعارض يحذر من تبعاته السلبية، وبينما تتزايد الوعود الكبيرة التي أطلقتها شركات التكنولوجيا بأن الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الإنتاجية ويخفض التكاليف، تكشف دراسات حديثة أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا.

أشارت الدراسة، إلى أنه بدلًا من تسريع الأعمال، يفرض الذكاء الاصطناعي "ضريبة خفية" على كل من المواطنين والشركات، وعبر ما يسمى بالعمل الوهمي Workslop، وهو إنتاج مخرجات تفتقر إلى القيمة الحقيقية.

تقرير أممي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على قرابة نصف الوظائف في العالم - شفق نيوز

ما هو العمل الوهمي؟

ألقى البحث الضوء على هذه الظاهرة الجديدة، والمقصود بها الكم الهائل من المهام التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، مثل عروض "باوربوينت" مرتبة ومنظمة بشكل أنيق، تقارير مملوءة بمصطلحات معقدة، أو شفرات برمجية تبدو صحيحة لكنها لا تضيف تقدمًا فعليًا للمشروعات، وتتطلب تلك المواد مراجعة وتصحيحًا مطوّلًا من الموظفين، مما يحولها من أداة مساعدة إلى عبء إضافي.

التكلفة الخفية

وفقًا لدراسة مشتركة بين جامعة ستانفورد وبيتر أب لابز، قال 40 % من الموظفين الأميركيين إنهم تلقوا عملًا وهميًا خلال الشهر الماضي وحده، مما أجبرهم على إضاعة ساعات في إعادة التحقق والتصحيح، وأظهرت البيانات أن كل موظف يقضي نحو ساعتين إضافيتين أسبوعيًا في معالجة هذه المخرجات، بتكلفة تصل إلى 186 دولارًا شهريًا للفرد، وعلى مستوى الشركات الكبرى التي تضم 10 آلاف موظف، تصل الخسائر الإنتاجية السنوية إلى أكثر من 9 ملايين دولار.

كيف يساعد وكلاء الذكاء الاصطناعي رواد الأعمال المنفردين في توسيع أعمالهم؟

وعود الابتكار وواقع الإحباط

في الوقت الذي تروّج فيه شركات وادي السيليكون لفوائد الذكاء الاصطناعي، تظهر أبحاث معهد MIT أن التقنية لم تحقق بعد طفرة في إيرادات الشركات، وأشار بحث هارفارد إلى أن التبني العشوائي للتقنيات الجديدة يؤدي إلى نتائج عكسية، ويحول الذكاء الاصطناعي من محفز للنمو إلى سبب في الإحباط.

ضغط متزايد على الموظفين

يطالب المديرون موظفيهم باستخدام أدوات مثل ChatGPT وClaude وGemini، وفي الوقت نفسه يلومونهم إذا كانت المخرجات غير مكتملة أو ضعيفة، بما يضع الموظفين الشباب خصوصًا في مأزق، ويجدون أنفسهم مطالبين بإنتاج عمل متكامل ثم إضافة لمسة ذكاء اصطناعي فقط لتبرير الاشتراكات الضخمة في تلك الأدوات، ما يزيد من أعبائهم بدلًا من تخفيفها.

العمل الوهمي ضريبة غير مرئية

يطلق الباحثون على تلك الظاهرة «الضريبة غير المرئية»، فالذكاء الاصطناعي بدلًا من أن يوفر المال، قد يتحول إلى عامل استنزاف للموارد، ويؤدي الوقت الضائع في التصحيح والتدقيق إلى تأخير تسليم المشروعات وارتفاع التكاليف التشغيلية، يطرح ذلك سؤالاً هام حول هل الاستثمار في هذه الأدوات يضيف قيمة حقيقية، أم أنه مجرد سباق محموم وراء «موضة» تكنولوجية جديدة؟.

حماس الشركات الناشئة وخطر فقاعة جديدة

وشبّه بعض خبراء الاقتصاد، الوضع الحالي بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، وتتسابق الشركات لاعتماد الذكاء الاصطناعي دون استراتيجية واضحة، فقط لإثبات سرعة التبني، ولكن يحول غياب المعايير هذه السرعة إلى عبء، ويضاعف من إنتاج محتوى بلا قيمة يستهلك وقت الموظفين.

خلص الباحثون إلى أن الحل يكمن في تبني استراتيجيات أكثر عقلانية، عن طريق تدريب الموظفين على التحقق من مخرجات الذكاء الاصطناعي، ووضع سياسات واضحة تحدد متى وكيف تستخدم هذه الأدوات، بالإضافة إلى التركيز على استخدام التقنية لتحسين العمل ذي القيمة الحقيقية بدلاً من إنتاج مواد ضعيفة.

ومن المتوقع أن تظل الشركات تواجه ضريبة العمل الوهمي، حتى تتضح الصورة بخصوص العائد الحقيقي من استثمارات الذكاء الاصطناعي، ويكمن التحدي الأكبر في كيفية توظيف الأدوات التكنولوجية بعقلانية داخل بيئة العمل.

اقرأ أيضًا:

3 صفات تكشف سر التفوق وتضع قواعد النجاح، كيف ينجح رواد الذكاء الاصطناعي؟

رغم ضبابية المشهد التجاري، ارتفاع صادرات تايوان بدعم من الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.