الجمعة، 26 سبتمبر 2025

03:24 ص

"بكين وواشنطن في سباق محتدم".. الطاقة النووية تدخل ساحة الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 01:01 ص

الطاقة النووية تدخل معركة الذكاء الاصطناعي

الطاقة النووية تدخل معركة الذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي يتصدر فيه سباق الرقائق المتقدمة عناوين الأخبار بين الولايات المتحدة والصين، تكشف الحقائق على الأرض معركة أكثر عمقًا تجري بهدوء داخل أروقة محطات توليد الطاقة، وتحديدًا النووية منها، حيث تتقاطع خطوط التكنولوجيا المتقدمة مع معضلة الطاقة، لتشكل جبهة جديدة وحاسمة في سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي.

الطاقة النووية

 

طفرة في الطلب.. وقلق عالمي

ومع صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، ظهرت مراكز البيانات كوحوش استهلاكية لا تشبع، حيث تشير توقعات بنك أوف أمريكا إلى أن استهلاك هذه المراكز، قد يتجاوز استهلاك اليابان، والتي تعد ثالث أكبر اقتصاد عالمي، بحلول عام 2026. 

أما وكالة بلومبرج، فترجح ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 30% بحلول نهاية العقد الحالي، وهذه الأرقام ليست مجرد تقديرات تقنية، بل ناقوس خطر اقتصادي، إذ إن البنية التحتية الحالية قد تنهار تحت ضغط الطلب، إذا لم تتخذ خطوات جذرية لتأمين مصادر طاقة مستقرة وموثوقة.

 

الطاقة النووية.. الحل المثير للجدل

وسط هذا المشهد المضطرب، تعود الطاقة النووية إلى الواجهة كخيارٍ إستراتيجي، وعلى الرغم من الجدل البيئي والتنظيمي المحيط بها، إلا أنها تقدم معادلة مغرية، من طاقة كثيفة، وانبعاثات كربونية شبه معدومة، وتشغيل مستقر على مدار الساعة.

وبحسب بيانات الإنتاج العالمي، فإن الولايات المتحدة لا تزال تتربع على عرش الإنتاج النووي بواقع 823 تيراوات/ساعة، تمثل نحو 29.2% من الإنتاج العالمي، تليها الصين بـ451 تيراوات/ساعة أي 16%، لكن المعادلة قد تنقلب قريبًا.

اقرأ أيضًا:-

النووي الأمريكي يترقب انتعاشًا جديدًا، (تفاصيل)

الصين تتقدم.. وأمريكا تناور

يأتي ذلك في وقت ظلت قدرات واشنطن النووية مستقرة نسبيًا لعقود، حيث تبني بكين وتشغل مفاعلات نووية جديدة بوتيرة غير مسبوقة، مدفوعة برؤية إستراتيجية تربط أمن الطاقة بالتفوق التكنولوجي، وبالوتيرة الحالية، يتوقع خبراء أن تتجاوز الصين الولايات المتحدة في القدرة النووية بحلول عام 2030.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد إلى البيت الأبيض، بدا مدركًا لحجم التحدي، ففي مايو، وقع أربعة أوامر تنفيذية لتحفيز الاستثمارات النووية، حيث تضمنت خطته الوطنية للذكاء الاصطناعي في يوليو دعوات صريحة لتأمين البنية التحتية الكهربائية الوطنية.

الطاقة النووية تدخل معركة الذكاء الاصطناعي

 

التكنولوجيا الخاصة تدخل على الخط

شركات التكنولوجيا العملاقة، لم تنتظر تحركات الحكومات، فقد ضخت مايكروسوفت، وأمازون، وميتا، وإنفيديا، وجوجل استثمارات مباشرة في مشاريع للطاقة النووية، مدفوعة برغبتها في السيطرة على سلاسل التوريد الخاصة بها، وضمان التشغيل المستمر لنماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة، التي تحتاج إلى طاقة لا تقل عن تلك التي تستهلكها مدن بأكملها.

 

بين الانشطار والاندماج.. صراع أجيال

فيما تعتمد أغلب المحطات الحالية على تكنولوجيا الانشطار النووي التقليدية، تستثمر الصين وروسيا بكثافة في ما يعرف بالمفاعلات الصغيرة المعيارية (SMRs)، والتي تمثل الجيل القادم من الطاقة النووية، أما الاندماج النووي، فهو الحلم الذي طال انتظاره، حيث لا يزال قيد التطوير، لكنه يعد بإنتاج طاقة تكاد تكون لانهائية حال نجاحه.

اقرأ أيضًا:-

جوجل تعلن اختيار ولاية تينيسي الأمريكية كموقع لمفاعل نووي قابل للتعديل

 

الطريق ليس مفروشًا باليورانيوم

ورغم الزخم السياسي والتجاري، تواجه واشنطن تحديات ضخمة، من تكاليف بناء باهظة، وإجراءات تنظيمية معقدة، وفجوة كبيرة في الخبرات البشرية نتيجة التوقف عن بناء محطات جديدة لعقود، فيما يعتقد محللون أن إعادة إحياء الصناعة النووية الأمريكية، تتطلب تحالفًا غير مسبوق بين القطاعين العام والخاص، واستثمارات بعشرات المليارات.

توليد الطاقة

 

معركة الذكاء الاصطناعي تبدأ من المفاعل

ولم يعد السباق على الذكاء الاصطناعي يدور فقط في مختبرات البرمجيات أو مصانع الرقائق، بل أصبح مرهونًا بمن يضمن استمرار تدفق الكهرباء دون انقطاع، وفي هذا السياق، تصبح الطاقة النووية سلاحًا إستراتيجيًا لا يقل أهمية عن الشيفرات والرقائق.

فمن يربح هذه الجولة؟ من يملك الخوارزميات الأذكى، أم من يضمن بقاء الأضواء مضاءة في مراكز البيانات؟ الجواب، كما يبدو، يختبئ في قلب كل مفاعل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search