-
لجنة التصنيع الدوائي لـ«إيجي إن»: مبيعات العلامة التجارية للـ«باراسيتامول» تتجاوز الـ20 مليار دولار
-
شعبة الأدوات المكتبية لـ«إيجي إن»: حجم إنفاق الأسر المصرية على التعليم أكثر من 25 مليار جنيه شهريًا
-
435.8 مليار قدم مكعبة غاز طبيعي مسال، صادرات أمريكا لمصر في يوليو الماضي
-
الأخبار الاقتصادية أم الخوف، من يملك زمام التحرك في أسواق المال؟
الأخبار الاقتصادية أم الخوف، من يملك زمام التحرك في أسواق المال؟
الخميس، 25 سبتمبر 2025 09:14 م

الخوف في أسواق المال
في الأسواق المالية، لا يحتاج المستثمرون إلى كارثة اقتصادية كي تبدأ حالة الذعر، في كثير من الأحيان، تكون مجرد تغريدة غامضة، أو إشاعة على وسائل التواصل الاجتماعي، كفيلة بإشعال فتيل تقلبات حادة في الأسواق العالمية.

رغم أهمية المؤشرات الاقتصادية في صياغة قرارات الاستثمار من بيانات الناتج المحلي الإجمالي، إلى معدلات التضخم، والتوظيف، وأرباح الشركات، إلا أن سلوك السوق لا يفسر بالمنطق فقط.
فعند ارتفاع مستوى عدم اليقين، تصبح مشاعر الخوف هي المحرك الأقوى، وغالبًا ما تتغلب على التحليلات والحقائق، هذه الظاهرة تبرز السؤال الأهم: هل الأسواق تتحرك بالأرقام والبيانات؟ أم أنها تقاد بالمشاعر والخوف؟
الخوف.. العامل الخفي الذي يتحكم في قرارات المستثمرين
يؤكد علم السلوك المالي أن المستثمرين لا يتصرفون دائمًا بشكل عقلاني، إحدى أبرز الانحيازات النفسية التي تؤثر على السوق تعرف باسم "تجنب الخسارة"، حيث يفضل المستثمر تجنب الألم النفسي المرتبط بالخسارة أكثر من فرحة الربح.
هذه الحقيقة السلوكية تفسر السبب وراء المبالغة في ردود الفعل تجاه الأخبار السلبية، مقارنة بردود الفعل الأكثر هدوءًا تجاه الأخبار الإيجابية.
في الأسواق الحديثة، حيث تتداخل الخوارزميات مع قرارات البشر، يصبح أثر الخوف مضاعفًا، فبينما تحتاج البيانات الاقتصادية إلى وقت حتى تهضم وتترجم إلى تحركات ملموسة، فإن الخوف يستطيع دفع السوق إلى الهبوط الحاد خلال دقائق.
هذا ما شهدناه خلال صدمة جائحة كوفيد-19، حين انهارت الأسواق العالمية قبل صدور أي أرقام رسمية تشير إلى الانكماش، والذعر كان أقوى من البيانات، والردود كانت أسرع من التحليل.

هل الأخبار الاقتصادية كافية لتفسير تقلبات السوق؟
الإجابة ليست مباشرة، ولكن نعم، البيانات الاقتصادية تعد العمود الفقري لتحليل السوق، والمستثمرون المؤسسيون يبنون استراتيجياتهم على أرقام النمو والتضخم وأسعار الفائدة وتوزيعات الأرباح.
لكن حتى هؤلاء يتأثرون بالعوامل العاطفية، خاصة عندما تكون المؤشرات متضاربة أو الرؤية ضبابية، وفي مثل هذه الحالات، يملأ الخوف الفراغ الناتج عن غياب الوضوح.
وبدلاً من الانتظار لحين صدور تقارير رسمية، تبدأ الأسواق في التفاعل مع توقعات أو تحليلات إعلامية أو تسريبات غير مؤكدة، فتتحرك الأسعار بناء على "ما قد يحدث"، لا على “ما حدث فعليًا”، وعندما تكون السيولة ضعيفة وهيكل السوق هشًا، تتفاقم هذه التأثيرات بشكل خطير.
اقرأ أيضًا:
الإيرادات المرتفعة لا تكفي، السر وراء تراجع أرباح الشركات
لماذا يقفز السوق خوفًا قبل أن يتكلم الاقتصاد؟
يرتفع مؤشر الخوف (VIX) عندما تسود حالة عدم اليقين، وفي هذه الأثناء، يطلب المستثمرون عوائد أعلى لتعويض ما يرونه مخاطرة غير محسوبة، يتجهون إلى تسييل محافظهم، وترتفع تكلفة التأمين على الاستثمارات عبر عقود الخيارات، وتنخفض السيولة المتاحة بشكل سريع.
هذه العوامل تغذي موجات البيع القسري، وتبدأ دوامات من الهبوط رغم عدم وجود تدهور فعلي في البيانات الاقتصادية.
وهنا تظهر نقطة مهمة، ليس فقط محتوى الأخبار هو ما يحرك السوق، بل أيضًا نبرة الخبر، وأظهرت الدراسات الحديثة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحليل التغطيات الإعلامية أن للنبرة السلبية، خاصة حين تأتي في وقت غامض اقتصاديًا، قدرة عالية على التنبؤ بحركات السوق قصيرة الأجل، حتى وإن لم تكن مدعومة بتغيير جوهري في المؤشرات.

دروس من الواقع.. عندما سادت المشاعر المشهد
في مارس 2020، تهاوت الأسواق في أيام معدودة بمجرد تصاعد المخاوف من تفشي فيروس كوفيد-19، حتى قبل أن تظهر أي دلائل رقمية واضحة على التباطؤ الاقتصادي.
أسواق الائتمان أصيبت بالشلل، وتحول المستثمرون إلى الهروب نحو السيولة، في رد فعل يعكس قوة الخوف كمحرك للسوق.
وفي أغسطس 2024، قفز مؤشر الخوف بشكل مفاجئ عقب مخاوف متعلقة بالتضخم العالمي والسياسات النقدية.
الملاحظ أن التحركات العنيفة لم تكن مرتبطة مباشرة ببيانات جديدة، بل بقلق جماعي من احتمالات قادمة، ولم تكن هناك أخبار مؤكدة، لكن المزاج العام المائل للتشاؤم كان كافيًا لفرض موجة من التقلبات الحادة.
اقرأ أيضًا:
الذهب يقفز والنفط على صفيح ساخن، كيف تقرأ الأسواق إشارات الخطر بين الحروب والشائعات؟
كيف يمكن للمستثمر التصرف في بيئة تقودها المشاعر؟
في ظل هذا التداخل بين العوامل النفسية والاقتصادية، يصبح التحدي الأكبر للمستثمر هو التمييز بين التحرك المشروع والتحرك العاطفي.
التنويع وحده لم يعد كافيًا، خصوصًا في فترات الأزمات، حيث تتحرك معظم الأصول بنفس الاتجاه، لذلك، تبرز أهمية التحوط الذكي، من خلال الاستثمار في أصول غير مترابطة، أو استخدام استراتيجيات هجينة، والحفاظ على هوامش سيولة جاهزة لمواجهة أي اضطرابات.
أما على مستوى السياسات، فإن مسؤولية البنوك المركزية والهيئات المالية تكمن في تقليل حالة الضبابية، فالأسواق لا تكره الأخبار السيئة بقدر ما تكره المفاجآت.
التواصل الواضح، وضخ السيولة عند الحاجة، والتحرك الاستباقي لإدارة الأزمات، كلها أدوات لتقليل أثر الخوف وتوجيه الأسواق نحو الاستقرار.

في الأسواق.. الخوف والاقتصاد يسيران جنبًا إلى جنب
الإجابة على السؤال.. من الأقوى؟ الأخبار الاقتصادية أم الخوف؟ تعتمد على السياق.
ففي الأوقات العادية، تتحرك الأسواق وفق أساسيات الاقتصاد، وتبني توقعاتها على أرقام موثوقة، لكن عندما يختفي الوضوح، أو تظهر مفاجآت، يتولى الخوف زمام المبادرة، وقد يقود الأسواق إلى تحركات لا تبررها المؤشرات.
الأسواق ليست مجرد جداول إكسل ورسوم بيانية، بل مسرح واسع تتصارع فيه الحقائق مع المشاعر، والمنطق مع الغرائز.
والمستثمر الذكي ليس من يتجاهل أحد الجانبين، بل من ينجح في قراءة كليهما، ويدير مخاطره بوعي، دون أن يفقد أعصابه أو يسير خلف موجات الذعر.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
من الساعات إلى السيارات، ألياف الكربون مادة خارقة تتفوق على الصلب
25 سبتمبر 2025 02:00 ص
السوشيال ميديا تسرق عقلك، المعركة الخفية على انتباه الأفراد
25 سبتمبر 2025 08:25 ص
سوق الكيوي يسجل 7.71 مليار دولار، ونيوزيلندا تصدر 47% من الإجمالي العالمي
23 سبتمبر 2025 05:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً