شتاء الذكاء الاصطناعي.. وول ستريت بين فقاعة محتملة واستراحة لالتقاط الأنفاس
الإثنين، 25 أغسطس 2025 08:22 م

وول ستريت
في السنوات الثلاث الماضية، بدا وكأن الذكاء الاصطناعي أصبح الذهب الجديد في وول ستريت، مليارات الدولارات تدفقت على الشركات الناشئة والعمالقة على حد سواء، ومهندسون حصلوا على مكافآت توقيع خيالية، وأسواق كانت تراهن على أن هذه التكنولوجيا ستغير قواعد اللعبة في الاقتصاد العالمي.

لكن ما يحدث الآن يشي بأن الحماسة بدأت تفقد بريقها، لتطفو على السطح أسئلة قديمة بصياغة جديدة، هل يقترب وول ستريت من فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
مؤشرات تباطؤ لا يمكن تجاهلها
الإشارات على حدوث تصحيح مؤلم تتزايد يومًا بعد يوم، فشركة ميتا، التي أنفقت مئات الملايين على استقطاب مهندسي الذكاء الاصطناعي، أوقفت التوظيف فجأة، أما سام ألتمان، الذي كان رمزًا لمرحلة الهوس الجماعي بالتقنية، فقد بدأ يتحدث علنًا عن احتمال وجود فقاعة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ChatGPT-5، الذي روج له كقفزة تاريخية، واجه انتقادات حادة، بينما خسرت شركة Coreweave نحو 40% من قيمتها السوقية في أسبوع واحد فقط.
والأسوأ أن تقريرًا لمعهد MIT كشف أن 95% من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي فشلت في تحقيق هدفها الأساسي، ألا وهو زيادة الإيرادات.
اقرأ أيضًا:
«وول ستريت» تُغلق منخفضة قبيل اجتماع جاكسون هول
سيولة تحرق بلا مسار واضح
الوضع بات أكثر قلقًا حين لجأت شركات مثل OpenAI وAnthropic إلى عرض منتجاتها للحكومة الأمريكية بأسعار شبه رمزية، في محاولة لتثبيت قدمها بالسوق، رغم النزيف المستمر في السيولة وعدم وجود طريق واضح نحو الربحية، ومن هنا بدأ المستثمرون يدركون أن الحلم الكبير قد يكون مكلفًا أكثر مما يحتمل.

رائحة الدوت كوم تعود
في وول ستريت، بدأ المتداولون يتجهون نحو ما يسمى بـ عقود الكارثة Disaster Puts، وهي أدوات مالية تحمي من الانهيار المفاجئ، في مشهد يعيد إلى الأذهان انفجار فقاعة الدوت كوم في التسعينيات، حينها، مثل اليوم، كانت الشركات تعد بمستقبل زاهر دون أن تقدم نموذجًا ربحيًا مقنعًا.
يمكن تلخيص المشهد في أن الإنفاق المبالغ فيه على توظيف مهندسي الذكاء الاصطناعي كان مؤشرًا على أن الأمور خرجت عن السيطرة.
ضغط على عمالقة السوق
أسهم شركات مثل إنفيديا، مايكروسوفت، وبالانتير لم تسلم من التراجعات، خاصة أن هذه الأسماء ارتبطت بشكل مباشر بطفرة الذكاء الاصطناعي.
ومع تزامن ذلك مع عوامل ضغط أخرى كالحرب التجارية الجديدة، وتباين نتائج شركات التجزئة، والجدل السياسي حول مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أصبح المشهد أكثر ضبابية.
اقرأ أيضًا:
الأنظار تتجه إلى جاكسون هول.. وول ستريت تتراجع قبل كلمة باول المرتقبة
هل نحن أمام شتاء الذكاء الاصطناعي؟
رغم قتامة الصورة، يرى بعض الاستراتيجيين أن ما يحدث قد يكون مجرد استراحة لالتقاط الأنفاس بعد ثلاث سنوات من الاندفاع غير المسبوق.
بمعنى أن الأموال لن تتوقف، بل ستعاد هيكلتها لتذهب إلى المشاريع الأكثر جدية، تمامًا كما حدث بعد فقاعة الإنترنت، حيث بقيت شركات مثل أمازون وجوجل لتصبح عمالقة.
لكن آخرين يحذرون من أن المسار قد يكون مختلفًا هذه المرة، فكما نرى لن ينفجر الأمر في يوم واحد، بل عبر سلسلة من خيبات الأمل المتراكمة ضد تكنولوجيا لم تثبت جدواها خارج الدعاية.

وول ستريت يقف على مفترق طرق
وول ستريت اليوم يقف على مفترق طرق، إما أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى ثورة اقتصادية مستدامة عبر تطبيقات عملية تدر إيرادات، أو ينكشف على أنه وهم مالي آخر شبيه بما عاشته الأسواق قبل عقدين.
وبين التفاؤل والقلق، يبقى المستثمرون في حالة ترقب، بينما يطرح السؤال نفسه بقوة، هل نحن في بداية شتاء الذكاء الاصطناعي أم مجرد سحابة عابرة فوق سماء وول ستريت؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الاقتصاد السعودي.. قفزات في الصادرات غير النفطية وتحديات في الفائض التجاري
25 أغسطس 2025 11:37 م
الوقود الأخضر في السماء، كيف يمكن للهيدروجين أن يغير قواعد لعبة الطيران؟
25 أغسطس 2025 06:21 م
السعودية تنافس، 9 مليارات دولار مبيعات صادرات لحم الضأن والخرفان عالميًا في 2024
25 أغسطس 2025 03:07 م
أكثر الكلمات انتشاراً