الذكاء الاصطناعي يشعل ثورة الطاقة.. هل حان عصر الاندماج النووي الاقتصادي؟

الخميس، 21 أغسطس 2025 09:56 ص

الاندماج النووي

بعد قرن من السعي وراء طاقة النجوم، تحقق حلم طال انتظاره، علماء منشأة الإشعال الوطني في الولايات المتحدة طوروا نموذجًا تنبؤيًا بالذكاء الاصطناعي قادرًا على التنبؤ بإشعال الاندماج النووي بدقة تتجاوز 70%، هذا ليس مجرد تقدم تقني، بل لحظة فارقة قد تمهد لتحول اقتصادي ضخم في قطاع الطاقة.

الاندماج النووي.. المعادلة تتغير

لسنوات، كانت مشكلة الاندماج النووي أنه يستهلك من الطاقة أكثر مما ينتج، والنتيجة كانت جدوى اقتصادية معدومة، ومشاريع تجريبية مكلفة، لكن منذ تجربة 2022 الناجحة، حيث خرج العلماء بأول تفاعل اندماجي بربح طاقي، بدأت الموازين تنقلب.

الآن، يدخل الذكاء الاصطناعي ليضيف عنصرًا جديدًا، القدرة على توقع النجاح مسبقًا وتقليل عدد التجارب الفاشلة المكلفة، وهو ما يحول الاندماج النووي من رهان محفوف بالمخاطر إلى استثمار محسوب.

الذكاء الاصطناعي.. مستشار اقتصادي للطاقة

النموذج الذي طوره الباحث بريان سبيرز ليس أداة تنبؤية فحسب، بل مستشار استراتيجي يساعد على تصميم تجارب الاندماج بكفاءة، فهو يقيم كل متغير من طاقة الليزر إلى شكل الكبسولة ويقترح السيناريوهات الأكثر احتمالًا لتحقيق الاشتعال.

والنتيجة؟ خفض كبير في التكاليف التشغيلية، وتسريع كبير في دورات البحث، وتقليل الاعتماد على التجربة والخطأ المكلف.

الاندماج النووي، سباق عالمي نحو «طاقة الشمس» داخل المعامل (فيديو)

تحديات اقتصادية قائمة

رغم هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات اقتصادية كبيرة:

تكلفة بناء المنشآت مثل مفاعلات ليزر "ليفرمور" تُقدر بمليارات الدولارات.
البنية التحتية الصناعية لم تطور بعد على نطاق واسع لتستوعب تكنولوجيا الاندماج.
ضعف مشاركة القطاع الخاص بسبب الغموض المحيط بالعائدات على الاستثمار.

وهذا يعني أن دخول هذه التقنية السوق لا يزال بحاجة إلى تمويل حكومي، وشراكات استراتيجية طويلة الأجل.

اقتصاد الطاقة على أعتاب التحول

إذا نجحت تقنية الاندماج النووي في الوصول إلى الاستدامة التشغيلية، فإن العوائد الاقتصادية ستكون هائلة:

وقود زهيد ووفير: الديوتيريوم من مياه البحر، والتريتيوم من الليثيوم.
صفر انبعاثات كربونية: ميزة رئيسية في أسواق تتجه نحو تسعير الانبعاثات.
أمان طبيعي: لا نفايات مشعة طويلة العمر، ولا خطر من انصهارات كارثية.

الأرقام وحدها مثيرة، بضعة جرامات من الوقود قادرة على توفير احتياجات شخص من الطاقة لستين عامًا، هذه الكفاءة تجعل الطاقة الاندماجية المرشح الأقوى لأن تكون البديل الاستراتيجي للطاقة الأحفورية والنووية التقليدية.

من الغاز الروسي إلى الاندماج النووي، ألمانيا تعيد رسم خريطة أمنها الطاقي

الذكاء الاصطناعي يختصر الزمن ويخفض التكاليف

النموذج المعتمد على التعلم الآلي يختصر الزمن اللازم لتقييم التجارب من أيام إلى ثواني، هذه السرعة تعني أن دورة التطوير لمفاعلات اندماج قابلة للتسويق قد تختصر من 30 سنة إلى 10 أو أقل.

هذا فارق اقتصادي جوهري، فكل سنة إضافية تعني مئات ملايين الدولارات من تكاليف التشغيل المؤجلة، واستثمارات أسرع عائدًا، وخروجًا أسرع من عنق الزجاجة التجريبي.

مستقبل الأسواق.. من يملك الاندماج يملك الطاقة

التطورات الحالية تشير إلى سباق عالمي جديد بين القوى الكبرى، ومن يسبق في تطوير مفاعل اندماجي تجاري قد يسيطر على سوق الطاقة في النصف الثاني من هذا القرن.

نحن أمام احتمال حقيقي لظهور أوبك جديدة، ولكن هذه المرة ليست للتحكم في النفط، بل في وقود لا ينضب، ونظيف، وآمن. هذه السيطرة قد تعيد تشكيل ميزان القوى الجيوسياسية والاقتصادية

تعاون العقول... شرط أساسي للتحول

النجاح الذي تحقق في الولايات المتحدة لم يكن عمل فرد أو جهة واحدة، هو ثمرة تعاون بين الفيزيائيين، ومهندسي الليزر، وخبراء الذكاء الاصطناعي، والإحصائيين، هذه الصيغة التعاونية هي التي مكنت من تجاوز العقبات.

وهنا تكمن الرسالة الأعمق، لن تتحقق ثورة الطاقة القادمة من خلال التكنولوجيا وحدها، بل من خلال التعاون العابر للتخصصات والحدود.

متى نصل إلى السوق؟

رغم كل الآمال، لا تزال مفاعلات الاندماج التجارية على بعد عقد على الأقل، لكن مع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي، وزيادة الاستثمارات، فإن الخروج من مرحلة المختبر إلى السوق لم يعد سؤال هل؟، بل متى؟.

الاندماج النووي، بفضل الذكاء الاصطناعي، لم يعد حلمًا علميًا نظريًا، بل فرصة اقتصادية حقيقية، فإذا تم تسخير هذا التقدم علميًا، تقنيًا، واستثماريًا، فقد نكون على أعتاب أعظم تحول في تاريخ الطاقة منذ اكتشاف الكهرباء.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.