-
بين التراجع في الإنفاق وتباطؤ التوظيف، الاقتصاد الأمريكي يتراجع
-
أزمة الصمغ العربي في السودان تهدد صناعة المشروبات العالمية: هل تختفي "كوكاكولا" من الأسواق؟ (فيديو)
-
لادا جرانتا المستعملة، الخيار الأمثل للباحثين عن سيارة عملية بسعر مناسب
-
هل تشهد القاهرة عاصفة رعدية مثلما حدث في الإسكندرية؟ الأرصاد الجوية تجيب
من الغاز الروسي إلى الاندماج النووي، ألمانيا تعيد رسم خريطة أمنها الطاقي
الخميس، 29 مايو 2025 03:40 م

ألمانيا
تحليل/ ميرنا البكري
ألمانيا ليست مجرد دولة أوروبية فحسب، بل هي القلب النابض للصناعة في أوروبا. لكن هذه القاطرة العملاقة بدأت تواجه مشاكل؛ أزمة طاقة حادة، تباطؤ اقتصادي، تهديدات خارجية، ونقص في العمالة، كلها ضغوط تلوح بالتهديد على مسارها.
وفي ظل هذه التحديات، أطلقت الحكومة الجديدة جرس إنذار عاجل. وزيرة الاقتصاد الألمانية الجديدة، كاثرينا رايش، قالت بصراحة ووضوح: "استمرار الصناعات الثقيلة ليس فقط مسؤولية ألمانيا، بل هو مسألة سيادية تخص أوروبا بأكملها.

أزمة طاقة خانقة، من سذاجة الغاز الروسي لإعادة التفكير في المستقبل
عندما قررت ألمانيا التخلي عن الطاقة النووية، وأصبح الاعتماد على الغاز الروسي هو الحل. لكن الحرب في أوكرانيا فجرت كل ذلك، وجعلت الغاز الروسي يتحول من مصدر أمان لخطر سياسي واقتصادي. ورايش تقولها بصوت عالي: “الاعتماد على روسيا كان سذاجة،ودفعنا ثمنه غالي”. الآن ألمانيا تحاول تنوع مصادرها وتفكر في شراكة جديدة مع فرنسا في مجال الطاقة النووية، لكن هذه المرة نتكلم عن "الاندماج النووي" ليس الانشطار، أي طاقة نظيفة بدون نفايات مشعة.
الصناعات الثقيلة، سيادة أوروبية
الصناعات الثقيلة مثل الصلب، الزجاج، الأسمنت، والكيماويات، ليس مجرد مصانع بل العمود الفقري للاقتصاد الألماني، ولو وقعت، أوروبا كلها قد تتزلزل.
رايش ترى إن فقدان الصناعات سيرجع القارة لسيناريوهات اعتماد خطيرة مثل ما حدث قبل ذلك مع روسيا والصين.ولذلك، الوزيرة تطلب من الاتحاد الأوروبي يوافق على خطة دعم طارئة لهذه الصناعات، حتى لو هذا يعني كسر شوية من قواعد الاتحاد الخاصة بالمساعدات الحكومية.
اقرأ أيضًا:
ألمانيا، القوة اللوجستية الأولى والقلب النابض للاقتصاد الأوروبي

تباطؤ هو الأطول من بعد الحرب العالمية الثانية
تخيل إن اقتصاد بحجم ألمانيا (أكبر اقتصاد في منطقة اليورو) داخل في تباطؤ اقتصادي هو الأطول من بعد الحرب العالمية الثانية. والأسباب؟ كثير جدًا وهي غلاء الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا، التخلي عن النووي، نقص العمالة، منافسة شرسة من الصين، ووضع سياسي غير مستقر في شرق ألمانيا. والنتيجة؟ توقعات بانكماش اقتصادي جديد في 2025، مما قد يؤثر على الاتحاد الأوروبي بالكامل.
ترامب يقرب، ورسوم جمركية في الطريق
أزمة أخرى بدأت تلوح في الأفق، وهي عودة دونالد ترامب للواجهة السياسية، فهو وعد بفرض رسوم جمركية 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، وذلك كارثة محتملة على الاقتصاد الألماني، الذي يعتمد بنسبة كبيرة على التصدير.
يعني لو ألمانيا خطت في نفس هذه الظروف، ومعها ضرائب ترامب، أصبح الانكماش مضمون.
اقرأ أيضًا:
ألمانيا أمام ركود اقتصادي في 2025.،توقعات سلبية مع أمل في التعافي بداية من 2026
رغم التحديات، ألمانيا العمود الفقري لحركة البضائع في أوروبا (فيديو)

خطة إنقاذ، دعم الكهرباء للصناعات الثقيلة
الحكومة الألمانية الجديدة، بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، تحاول تتحرك بسرعة:
1.خفض تكلفة الكهرباء على الصناعات بنحو 5 سنت/كيلوواط
2.تعريفة كهرباء خاصة للصناعات التقيلة
3.توسيع نظام التعويض عن أسعار الكربون
لكن رغم ذلك، في خطر، وهو إن قواعد الاتحاد الأوروبي قد تعتبر هذا الدعم "تمييز" ضد الدول الأخرى، وهو ما يجعل المفاوضات صعبة ومعقدة.
الموازنة مع الصين، ليس قطع علاقات، لكن تقليل اعتماد
الوزيرة رايش وضحت إن ألمانيا لا تنوي قطع علاقاتها مع الصين، لكن أيضًا لا تستمر في الاعتماد عليها في كل شيء. وتقول: "لابد أن نقلل الاعتماد تدريجياً، لكن نحتفظ بعلاقة متوازنة والصين سوق كبير، وشركاتنا هناك مستثمرة بمليارات.
البُعد النفسي والسياسي، شرق ألمانيا يغلي
أشارت رايش لنقطة مهمة جدًا وهي إن هناك قلق متصاعد في ولايات شرق ألمانيا، بسبب تراكمات تاريخية من الحرب العالمية، للحقبة الشيوعية، لإعادة التوحيد، وكلها سبب شعور بعدم الاستقرار والخوف من المستقبل.
ولذلك هي تعتقد إن إنقاذ الصناعة ليس لحماية الاقتصاد، لكن أيضًا لحماية الديمقراطية الأوروبية في وجه الأنظمة المنافسة.
ختامًا، ما تمر به ألمانيا اليوم لا يمكن اعتباره أزمة محلية فحسب، بل هو لحظة مفصلية تؤثر في مستقبل اقتصاد أوروبا بأسرها. تحاول ألمانيا أن تحقق توازنًا بالغ الصعوبة، فهي تسعى للحفاظ على صناعتها الوطنية القوية، وفي الوقت ذاته تلتزم بقواعد الاتحاد الأوروبي الصارمة، وتواجه تحديات متصاعدة من السياسات الأمريكية في ظل تهديدات إدارة ترامب، إلى جانب جهودها لتقليل الاعتماد على الصين، والانفصال التدريجي عن الطاقة الروسية. كل هذه التحديات مجتمعة تجعل من الفترة القادمة حاسمة لموقع ألمانيا ودورها القيادي داخل القارة. والسؤال المطروح الآن: هل ستنجح ألمانيا في تجاوز هذه المرحلة؟
Short Url
«أفلام تتصدر ووثائقيات تشتعل»، صراع المنصات يشتعل فمن يربح معركة الشاشة الصغيرة
30 مايو 2025 01:58 م
بين المطرقة والتبعية، الصين تواجه تحديات التقنية والعمالة في معركة الرسوم
30 مايو 2025 12:49 م
السماء ليست صافية، عواصف تجارية وجيوسياسية تهدد مستقبل الطيران العالمي
30 مايو 2025 10:25 ص


أكثر الكلمات انتشاراً