السبت، 16 أغسطس 2025

04:37 م

رهان ميتا على الذكاء الاصطناعي، استثمار ثقيل أم إعادة اختراع للنمو؟

السبت، 16 أغسطس 2025 01:05 م

ميتا والذكاء الاصطناعي

ميتا والذكاء الاصطناعي

في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا، تبرز ميتا كمثال على شركة تخوض معركة مزدوجة، الحفاظ على مكانتها كمؤسسة تواصل اجتماعي عملاقة، والتحول إلى لاعب رئيسي في سباق الذكاء الفائق. 

شركة ميتا

وبينما أثارت استثماراتها الضخمة تساؤلات المستثمرين سابقًا، جاء تقرير أرباحها الأخير ليعيد الثقة ويشعل رهانات جديدة على مستقبلها.

الأرباح تفوق التوقعات.. والذكاء الاصطناعي في قلب المعادلة

أعلنت ميتا عن أرباح بلغت 7.14 دولار للسهم للربع المنتهي في 30 يونيو، بارتفاع 38% مقارنةً بالعام الماضي، متجاوزة التوقعات التي كانت عند 5.88 دولار، كما سجلت إيرادات بلغت 47.5 مليار دولار، مع توقعات ببلوغها 50.5 مليار دولار في الربع التالي.

هذه النتائج القوية دفعت سهم ميتا للارتفاع بأكثر من 9% بعد ساعات التداول، ما رفع إجمالي مكاسب السهم إلى 16% منذ بداية العام.

الأهم من الأرقام، هو أن هذا الأداء جاء مدفوعًا، وللمرة الأولى بهذا الوضوح من تحسينات الذكاء الاصطناعي في منظومة الإعلانات، وهو ما وصفه أحد المحللين بأنه نقطة تحول تجعل الذكاء الاصطناعي محركًا حقيقيًا للإيرادات، وليس مجرد دعاية تسويقية.

اقرأ أيضًا:

250 مليون دولار لعقل واحد، صفقة ميتا تٌشعل سباق نجوم الذكاء الاصطناعي

 

استثمارات ضخمة تحت المجهر

ورغم الانتعاش الربحي، فإن حجم الإنفاق لا يزال مثيرًا للجدل، فقد بلغت النفقات الرأسمالية للربع الثاني 17 مليار دولار، ما يضع ميتا في مصاف أكثر الشركات إنفاقًا في وادي السيليكون. 

إلا أن هذه النفقات جاءت متماشية مع توقعات السوق، مما طمأن المستثمرين نسبيًا وأعطاهم مؤشرًا على وجود انضباط نسبي في إدارة الموارد.

كما أن إعلان الشركة عن عدم رفع توقعات النفقات الرأسمالية لعام 2025، رغم كل هذا الإنفاق، يعد خطوة إستراتيجية لطمأنة السوق بأنها تدير تحولها بحذر.

مارك زوكربيرج

الميزة التنافسية.. المواهب الفائقة والذكاء الخارق

في سياق سباق الذكاء الاصطناعي، لا تكتفي ميتا بالبنية التحتية، بل تدخل السوق عبر بوابة المواهب النخبوية، وتعيين شينغجيا تشاو، أحد مطوري تشات جي بي تي.

وذلك مثل كبير علماء فريق "ميتا سوبر إنتلجنس لابس"، والذي يعكس رغبة الشركة في المنافسة على أعلى مستوى، لا سيما في مواجهة أوبن إيه آي، جوجل، وأنثروبيك.

مارك زوكربيرج لم يخفي طموحه، بل تحدث صراحة عن هدفه في إتاحة ذكاء خارق شخصي يحسن إنتاجية الأفراد ويحرر وقتهم للإبداع. 

ورغم الطابع الطموح للمشروع، إلا أن الأسواق بدأت تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، خصوصًا مع ارتباطها بنتائج مالية إيجابية.

اقرأ أيضًا:

ما بعد الهواتف الذكية، ميتا تقود العالم لعصر تقني جديد

منصة إعلانات أقوى.. ولكن ليس بلا مخاطر

لا شك أن تحسين أداء الذكاء الاصطناعي في الإعلانات منح ميتا دفعة قوية، إذ ساعد في استهداف الإعلانات بشكل أكثر دقة وكفاءة. لكن الرهان الحقيقي لا يزال في المستقبل، حيث تتجه ميتا إلى ما هو أبعد من الإعلانات:

  • نظارات ذكية تعتبرها زوكربيرج الجهاز الحاسوبي الرئيسي لعصر الذكاء الاصطناعي.
  • معالجات خاصة ومراكز بيانات عملاقة لبناء بنية تحتية طويلة الأمد.
  • تطوير نموذج LLaMA 4، الذي تأخر إطلاقه، لكنه يمثل أحد مفاتيح ميتا للدخول إلى سوق نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة.

مع ذلك، تأخر بعض المشروعات مثل LLaMA 4 قد يُضعف تفوق ميتا في المدى القصير، ويعطي منافسيها فرصة لتعزيز تقدمهم.

LLaMA 4 

عودة الثقة.. ولكن بشروط

ميتا نجحت مؤقتًا في تهدئة مخاوف السوق حول إنفاقها الضخم، بفضل نتائج أرباح قوية وربط واضح بين الذكاء الاصطناعي والإيرادات. 

ومع استمرار الإنفاق على البنية التحتية والكوادر، فإنها تراهن بكل ما أوتيت من قوة، على قيادة المرحلة المقبلة من التحول الرقمي.

لكن يبقى التحدي الأكبر أمام زوكربيرج ليس في بناء الذكاء الخارق فقط، بل في تحقيق عوائد مستدامة منه، وتحويل ميتا من شركة تواصل اجتماعي إلى عملاق تكنولوجي شامل دون الوقوع في فخ الطموح غير القابل للتحقيق.. المستثمرون يراقبون، والأسواق تنتظر البرهان التالي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search