ما بعد الهواتف الذكية، ميتا تقود العالم لعصر تقني جديد

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 10:30 ص

شركة ميتا

تبرز شركة ميتا بقيادة مارك زوكربيرج لاعبًا طموحًا يسعى لتحديد ملامح العصر التالي لما بعد الهواتف الذكية، مستندًا إلى رؤيته لما يسميه بالذكاء الفائق الشخصي، في الوقت الذي تتسارع فيه الابتكارات التقنية وتعاد فيه صياغة العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.

رهان اقتصادي ضخم يتجاوز الشاشة

خلال السنوات الماضية، أنفقت ميتا عشرات المليارات من الدولارات على تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، في محاولات مبكرة باء بعضها بالفشل التجاري، مثل مشروع ميتافيرس.

لكن التحول الأخير نحو تطوير نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يبدو أكثر نضجًا وارتباطًا بحاجة السوق، لا سيما مع التوسع السريع في استخدامات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.

لمواكبة عصر الروبوتات، فإن الشركة تعتزم استثمار ما لا يقل عن 64 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، مع تقديم عروض توظيف بملايين الدولارات لأبرز العقول في هذا المجال، ما يشير إلى تحول استراتيجي عميق يعكس استعداد ميتا لمرحلة تتطلب موارد ضخمة ومخاطر أعلى.

لماذا تراهن ميتا على النظارات؟

يحمل التحول نحو نظارات ذكية بدلاً من الهواتف التقليدية مزايا هيكلية عدة:

تكلفة إنتاج قابلة للانخفاض مع مرور الوقت بفضل وفورات الحجم.
فرص إعلانية مخصصة أكثر بفضل الإدراك اللحظي للسياق (الرؤية والسمع).
نموذج اشتراك أو خدمات مدمجة يمكن أن يعوض ضعف هوامش الأجهزة نفسها.

كما أن نموذج الذكاء الفائق الشخصي، الذي يربط الجهاز بالمستخدم لحظيًا طوال اليوم، قد يشكل منصة مربحة للإعلانات الرقمية والتجارة الإلكترونية، ما يفتح الباب أمام مصادر دخل غير تقليدية تتجاوز بيع الأجهزة أو التطبيقات.

ميتا تتحرك لتمويل بنية الذكاء الاصطناعي عبر تصفية أصول بملياري دولار

المعركة: ميتا ضد آبل.. إعادة رسم السوق

زوكربيرج لا يخفي طموحه في إزاحة آيفون من على قمة الأجهزة الرقمية، وهي خطوة تعني ضمنيًا إعادة توزيع المليارات من الدولارات التي يتم ضخها في سوق التطبيقات، والإعلانات، والمحتوى الترفيهي.

لكن في المقابل، تحتفظ آبل بميزة تنافسية ضخمة، تتمثل في قاعدة مستخدمين مخلصة، ونظام بيئي مغلق ومتكامل، وسجل من النجاح التجاري في مزج البرمجيات بالأجهزة.

كما أن تصريحات تيم كوك الأخيرة، التي دافع فيها عن مركزية الآيفون، تظهر أن آبل تدرك تمامًا حجم التهديد القادم، ونجاح ميتا في إقناع المستخدم بتغيير سلوكياته اليومية من شاشة إلى نظارات، يتطلب جهدًا تسويقيًا وتعليميًا هائلاً، إضافة إلى التغلب على تحديات تتعلق بالتصميم، الخصوصية، وعمر البطارية.

نقاط قوة ميتا.. هل تكفي للفوز؟

في ميزان المنافسة، تمتلك ميتا عددًا من الأوراق الاقتصادية والتقنية الرابحة:

أكبر قاعدة بيانات مستخدمين عالميًا، حيث يوجد أكثر من 3.5 مليار مستخدم شهريًا عبر منصاتها، ما يمنحها قدرة نادرة على تدريب نماذج AI بكفاءة.

نهج مفتوح المصدر في نماذج الذكاء الاصطناعي سلسلة LLaMA، يشجع الابتكار الجماعي ويجذب المطورين.

تكامل تام بين المنتجات، من إنستجرام وواتساب إلى منصات VR، ما يعزز فرص الترويج والدمج السلس بين البرمجيات والأجهزة.

ومع تعيين ألكسندر وانج، مؤسس Scale AI، مديرًا تنفيذيًا للذكاء الاصطناعي، ووجود يان لوكون كمفكر استراتيجي، يتشكل فريق قيادي يمتلك الخبرة التقنية والرؤية البحثية لدفع المشروع قدمًا.

ميتا تعين أحد مبتكري "شات جي بي تي" كبيرًا لعلماء مختبر ذكاءها الاصطناعي

تحديات جوهرية لـ ميتا

رغم الزخم، تواجه ميتا تحديات جوهرية:

تكاليف تشغيلية ضخمة قد تؤثر على هوامش الربح في المدى القصير.
صعوبات تقنية في تطوير واجهات استخدام جديدة تتجاوز اللمس والشاشة.
حساسية قضايا الخصوصية، خاصة مع أجهزة ترتبط بالبصر والسمع.
مقاومة المستخدمين للتخلي عن الهاتف، الذي تحول إلى مركز الحياة الرقمية لعقدين من الزمن.

إعادة تشكيل الاقتصاد الرقمي

إذا نجحت ميتا في تجاوز التحديات التقنية والنفسية، وتمكنت من تقديم جهاز ذكاء فائق شخصي يحدث فرقًا حقيقيًا في تجربة المستخدم، فإنها قد تحدث ثورة في سوق الأجهزة الذكية بقيمة تريليونات الدولارات.

لكن، كما هي العادة في سوق التكنولوجيا، النجاح لا يقاس بالرؤية فقط، بل بقدرة الشركة على تحويل الرؤية إلى منتج مقنع تجاريًا ومستدام اقتصاديًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.