السبت، 21 يونيو 2025

03:28 م

الذهب يقفز والنفط على صفيح ساخن، كيف تقرأ الأسواق إشارات الخطر بين الحروب والشائعات؟

السبت، 21 يونيو 2025 12:35 م

الأسواق المالية العالمية

الأسواق المالية العالمية

تشهد الأسواق المالية العالمية حالة غير مسبوقة من الترقب، وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتنامي المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع عسكري شامل. 

الأسواق المالية العالمية

وفي كل مرة يتصاعد فيها خطاب سياسي حاد أو يقع تحرك عسكري مفاجئ، تُسرع الأسواق بإعادة تموضعها، وتعيد المؤسسات المالية والبنوك تقييم مراكزها على وقع الخطر القادم.

لكن هذه التوترات لا تأتي في فراغ، بل تتقاطع مع هشاشة اقتصادية واضحة على مستوى العالم، إذ تتباطأ معدلات النمو في كبرى الاقتصادات، وتتراجع ثقة المستهلك، بينما تتزايد الضغوط الناتجة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بالرسوم الجمركية والعجز المالي الفيدرالي المتفاقم.

وسط هذه الظروف، تتباين تقديرات المحللين حول قدرة الأسواق على امتصاص صدمة تدخل عسكري أمريكي محتمل، فهل تصمد المؤشرات في وجه عاصفة جديدة، أم تنهار تحت وطأة التوترات المتراكمة؟

اقرأ أيضًا:

«البتر العاجل» بالأسواق المالية، مفتاح النجاة في مواجهة الخسائر

الذهب يقفز والنفط على صفيح ساخن

الحذر كامل الحذر من عملية بيع مفاجئة في الأسواق إذا نفذ الجيش الأمريكي هجومًا مباشرًا على إيران، حيث أن أي ارتفاع كبير في أسعار النفط سيفاقم من أزمات الاقتصاد العالمي المتخم أصلاً بتأثيرات سياسات ترامب الحمائية.

إن الأسواق الأمريكية ستتلقى ضربة أولى مباشرة حال أُعلن تدخل عسكري أميركي أوسع في الصراع، ولذلك سيحاول ترامب تجنب الحرب، لكن إذا حدثت، فإنها ستكون سلبية على الأسواق في البداية. 

ومن المتوقع حدوث ارتفاعًا حادًا في أسعار الذهب، وانخفاضًا في العائدات، مع احتمالية صعود الدولار، نتيجة سعي المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

الأسواق المالية

المستثمر بين الخوف والطمع.. الأزمات تُصنع فيها الثروات

إن المستثمرون يغيرون سلوكهم بشكل واضح إذا استمر الحدث الجيوسياسي لأكثر من أسبوع، ففي البداية يسود الحذر، ثم لا يلبثون أن يعودوا تدريجيًا بحثًا عن فرص العائد.

المستثمرون لا يُبقون رؤوس أموالهم دون تشغيل، بل يبحثون عن الفرص التي تولد أعلى عائد ممكن، رغم المخاطر، لذا، تتجه أعينهم أولاً نحو الذهب والدولار، ثم تعود إلى أسواق المال لما توفره من سيولة وقدرة على التسييل السريع.

ولذلك من الضرورة الاحتفاظ بنسبة سيولة نقدية لا تقل عن 25% من المحافظ الاستثمارية، لاقتناص الفرص التي تُولد من رحم الأزمات، بينما هناك فرص استثمارية واعدة في مختلف القارات، وعلى من يملك الجرأة أن يتحرك الآن.

اقرأ أيضًا:

الذهب والنفط في حالة طوارئ، والعملات المشفرة تترقب مشهد الصراع بالشرق الأوسط (فيديو)

القلق يتسرب إلى وول ستريت رغم المكاسب المؤقتة

رغم المكاسب التي حققتها الأسهم الأميركية مؤخرًا، إلا أن القلق المتزايد لدى المستثمرين الأميركيين، بفعل مجموعة من العوامل، منها تصاعد العجز الفيدرالي، وزيادة وتيرة ترحيل العمال المهاجرين، والخوف من حرب إقليمية واسعة.

غير أن الأسواق تمكنت من التقاط بعض الأنفاس، مع تراجع تهديدات ترامب التجارية في أبريل، وتأجيل فرض رسوم جمركية جديدة، وتقديم إعفاءات، كذلك، لم تظهر بيانات التضخم حتى الآن أي ارتفاعات حادة تُنذر بخطر داهم، ما أعطى المستثمرين بعض الطمأنينة المؤقتة.

الذهب يرتفع

عصر التوترات.. الذهب وحده من يبتسم

في قراءة شاملة للمشهد، نلاحظ أن العالم يعيش ذروة التوتر الجيوسياسي والعسكري، بين الشرق الأوسط وأوكرانيا، وتصاعد النزاعات الاقتصادية بين القوى الكبرى.

وأن الأسواق لم تتجاهل هذه التوترات، والدليل هو الصعود الصاروخي للذهب إلى نحو 3400 دولار للأونصة، مع توقعات باختراق حاجز الـ 3600 دولار قريبًا.

هذا الاتجاه يعكس تحولاً واضحًا في سلوك المستثمرين، الذين باتوا يبتعدون عن الأصول الورقية كالأسهم والسندات ويفضلون الذهب كملاذ آمن، في ظل الضبابية وعدم اليقين.

الرؤية ضبابية والفرص تنمو في قلب العاصفة

في النهاية، تبدو الأسواق وكأنها تسير فوق حبل مشدود، التوترات المتصاعدة تعني خطرًا على الاستقرار والاستثمار، لكنها في الوقت ذاته تُولد فرصًا لمن يتقن فن قراءة الإشارات وتحليل اتجاهات السوق.

فالمال لا ينتظر، والمستثمر الواعي يعلم أن في قلب كل أزمة، فرصة كامنة تنتظر من يقتنصها بثقة، ولكن بحذر شديد.

Short Url

search