الإثنين، 11 أغسطس 2025

02:58 م

بعد مرور 80 عامًا.. هيروشيما تصرخ في وجه العالم

الإثنين، 11 أغسطس 2025 11:54 ص

هيروشيما

هيروشيما

ثمانون عامًا على الجريمة النووية التي مزقت هيروشيما، وتحولت المدينة من رماد الحرب إلى رمز عالمي للسلام، لكن في عام 2025، وبينما تقرع طبول سباق تسلح جديد، يطفو سؤال جوهري، ما تكلفة الأمن في عالم تحكمه الرؤوس النووية؟ وما الثمن الاقتصادي والسياسي للسلام الذي تنشده هيروشيما؟

هيروشيما

من رماد القنبلة إلى اقتصاد السلام

في 6 أغسطس 1945، تحولت هيروشيما إلى أطلال بفعل قنبلة ليتل بوي Little Boy، لكن المدينة لم تمت، وعلى مدى ثمانية عقود، أعادت بناء نفسها بجهود محلية ومساعدات دولية، واستثمرت في التعليم، التكنولوجيا، والصناعات النظيفة، حتى أصبحت مثالاً على "الاقتصاد من أجل السلام".

اليوم، تساهم هيروشيما بـ2.3% من الناتج المحلي الإجمالي الياباني، وتعتمد على قطاعات مثل التصنيع المتطور، والسياحة التذكارية، والتعليم، إذ تستقطب جامعاتها الآلاف من الطلبة الأجانب سنويًا، لكن السلام الذي صنع هذا الازدهار يبدو مهددًا في بيئة عالمية تتجه مجددًا نحو التسلح والتوتر.

 

اقرأ أيضًا:

"إفريقيا تُشعل السباق النووي"، من الظلام إلى مركز عالمي للطاقة

سباق تسلح نووي.. تهديد مزدوج

وفق بيانات الأمم المتحدة، ينفق العالم أكثر من 82 مليار دولار سنويًا على الأسلحة النووية، في وقت تواجه فيه الدول أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة. 

يوجد 90% من الرؤوس النووية العالمية بحوزة روسيا والولايات المتحدة، ومع عودة الحرب إلى القارة الأوروبية وتوترات مضيق تايوان والشرق الأوسط، يعاد رسم خريطة الأمن العالمي، ولكن بأدوات الحرب لا الدبلوماسية.

في هذا السياق، تبدو رسالة هيروشيما أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، إذ أن الإنفاق العسكري لا يهدد فقط الاستقرار السياسي، بل يزاحم الإنفاق الاجتماعي، ويقوض فرص التنمية المستدامة، لا سيما في الدول النامية التي تبحث عن الأمن في معادلة مضطربة.

هيروشيما

التكلفة الاقتصادية للسلام.. من يدفع؟

رغم أن اليابان ليست موقعة على معاهدة حظر الأسلحة النووية، فإنها خصصت ميزانية كبيرة للبرامج التعليمية والسياحية المتعلقة بذاكرة القصف النووي. 

متحف السلام في هيروشيما وحده يدير ملايين الدولارات سنويًا من العوائد السياحية، لكنه أيضًا يمثل استثمارًا في الذاكرة الجماعية العالمية، التي تحذر من تكرار المأساة.

من جهة أخرى، تدعو هيروشيما لتخصيص "صندوق دولي للسلام" بتمويل من الدول النووية، لدعم ضحايا السلاح النووي حول العالم، وتمويل مبادرات نزع السلاح وتثقيف الأجيال الجديدة، إلا أن المقترح يصطدم بجدار سياسي من الإنكار أو التجاهل، في ظل غياب الالتزام الحقيقي من القوى الكبرى.

اقرأ أيضًا:

السباق النووي إلى القمر.. "طاقة المستقبل" تجذب استثمارات بالمليارات في الفضاء

رسالة إلى الأسواق والعواصم

التحذير الذي أطلقه رئيس بلدية هيروشيما، كازومي ماتسوي، لا يستهدف فقط السياسيين، بل يحمل رسالة مزدوجة للأسواق، لا يمكن بناء اقتصادات قوية في عالم هش نوويًا. 

كل صاروخ يُطلق هو مشروع مدرسي لم يبنى، وكل غواصة نووية هي مستشفى لم تُفتح، وكل سباق تسلح جديد هو ديون جديدة ترهق الأجيال.

الاقتصاد العالمي اليوم على مفترق طرق، إما أن يُدار بمنطق الردع والتهديد، أو بمنطق التنمية والتعاون، وهيروشيما، التي أحيت حلم السلام من تحت الرماد، تقول للعالم إن الخيار لا يزال ممكنًا.. لكن الوقت يضيق.

ثمانون عامًا مرت، ولا تزال المدينة تصرخ، ليست صرخة ألم فقط، بل نداء عقل في زمن الجنون، وبينما ينهض العالم من أزمات متلاحقة، قد تكون أكبر خسارة اقتصادية هي تجاهل دروس هيروشيما.. مرة أخرى.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search