الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

08:45 ص

سباق الروبوتات يتصاعد بين واشنطن وبكين وسط تحركات أميركية جديدة

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 02:28 ص

روبوت

روبوت

تشير تقارير دولية متزايدة إلى أن الولايات المتحدة بدأت تكثيف استثماراتها في قطاع الروبوتات، في إطار سعيها لتعزيز قدرتها التنافسية أمام الصين في واحد من أسرع مجالات التكنولوجيا نموًا، وبعد مرحلة طويلة من التركيز على الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الروبوتات باتت تمثل الجبهة التالية في سباق التفوق التكنولوجي بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

خلال الأشهر الماضية، أولت الإدارة الأميركية اهتمامًا كبيرًا بصناعة الذكاء الاصطناعي، مدفوعة برغبة واضحة في تصدر هذا المجال عالميًا، وقد تُرجم هذا التوجه إلى تشريعات وأوامر تنفيذية هدفت إلى تخفيف القيود التنظيمية وتسريع تبني التقنيات الذكية داخل الولايات المتحدة، ورغم تعثر بعض المحاولات، مثل السعي لمنع الولايات من إصدار لوائح تنظيمية مستقلة، حققت هذه الجهود إنجازات بارزة، من بينها إطلاق مشروع «ستارجيت»، وهو تحالف ضخم تقوده شركات أوبن إيه آي وسوفت بنك وأوراكل لإنشاء مراكز بيانات متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل الأراضي الأميركية.

الروبوتات أولوية جديدة على جدول أعمال واشنطن

ومع وصول قطاع الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة من الاستقرار النسبي، تتجه الأنظار الآن نحو الروبوتات باعتبارها أولوية جديدة على جدول أعمال واشنطن، وتفيد تقارير إعلامية بأن الإدارة الأميركية تدرس إصدار أمر تنفيذي خاص بالروبوتات في وقت مبكر من العام المقبل، في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة التطوير المحلي، وفي هذا السياق، بدأ وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، عقد اجتماعات مع كبار التنفيذيين في شركات الروبوتات، لبحث سبل دعم هذا القطاع وتقليص الفجوة مع الصين.

وتتضح ملامح هذه الفجوة عند النظر إلى الأرقام، إذ تتصدر الصين المشهد العالمي في مجال الروبوتات الصناعية، مع وجود نحو 1.8 مليون روبوت يعمل في مصانعها، وفق بيانات الاتحاد الدولي للروبوتات، ويعادل هذا الرقم أربعة أضعاف عدد الروبوتات الصناعية العاملة في الولايات المتحدة، ما يعكس حجم الاستثمار الصيني والاعتماد المتزايد على الأتمتة في القطاع الصناعي، ولم تكتفِ بكين بذلك، بل عززت حضورها الرمزي في هذا المجال عبر استضافة دورة الألعاب العالمية للروبوتات البشرية، المعروفة إعلاميًا بـ«أولمبياد الروبوتات»، في أغسطس الماضي.

وفي محاولة لسد هذه الفجوة، أكد روبرت بلاير، الرئيس التنفيذي لشركة «بوسطن داينامكس»، أن شركته تعمل بشكل وثيق مع وزارة التجارة الأميركية لوضع ملامح استراتيجية وطنية شاملة للروبوتات، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق قدر من التكافؤ مع الصين، وتشجيع الشركات الأميركية على تبني الروبوتات، وتسريع الانتقال إلى مرحلة جديدة من الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويرى بلاير أن البداية المنطقية يجب أن تكون في قطاعات التصنيع والخدمات اللوجيستية، نظرًا لضخامة الطلب وسهولة التحكم في هذه البيئات مقارنة باستخدام الروبوتات داخل المنازل.

نماذج أكثر نضجًا من الروبوتات المنزلية

وتؤكد هذه الرؤية أن دخول الروبوتات إلى المنازل سيحدث على المدى المتوسط إلى الطويل، وليس في المستقبل القريب، بسبب تحديات تتعلق بالتكلفة والسلامة وتأثيرها على سوق العمل، ومع ذلك، يتوقع خبراء أن تشهد السنوات الخمس إلى العشر المقبلة ظهور نماذج أكثر نضجًا من الروبوتات المنزلية، مع تحسن التقنيات وانخفاض التكاليف.

في الوقت نفسه، تمارس شركات كبرى مثل «تسلا» و«بوسطن داينامكس» ضغوطًا متزايدة على واشنطن لإعطاء صناعة الروبوتات أولوية أكبر، ودعت جمعية تطوير الأتمتة الأميركية إلى تبني استراتيجية وطنية متكاملة، معتبرة أن تعزيز القدرات المحلية في هذا المجال يتطلب تنسيقًا حكوميًا شاملاً، وترى الجمعية أن مثل هذه الاستراتيجية يمكن أن تقلل اعتماد الولايات المتحدة على الروبوتات والمكونات المستوردة، وتدعم بناء قاعدة صناعية أكثر استقلالية.

ومن بين المقترحات المطروحة إنشاء مكتب اتحادي متخصص في شؤون الروبوتات، يتولى وضع الاستراتيجية الوطنية والإشراف على تنفيذها، وأشارت تقارير إلى استعداد وزارة النقل الأميركية للإعلان عن تشكيل فريق عمل معني بالروبوتات، في إشارة إلى اتساع نطاق الاهتمام الحكومي بهذا القطاع، ويرى محللون، من بينهم دان ليفي من «باركليز»، أن الروبوتات الشبيهة بالبشر قد تحظى باهتمام خاص في المرحلة المقبلة، باعتبارها إحدى نقاط التنافس المباشر مع الصين.

ويبرز اسم إيلون ماسك كأحد أبرز الداعمين لهذا التوجه، خاصة في ما يتعلق بالروبوتات الشبيهة بالبشر، وقد تعهدت «تسلا» بتصنيع ما لا يقل عن 5000 روبوت من طراز «أوبتيموس» خلال العام الجاري، مع خطط توسع أكثر طموحًا في عام 2026 وما بعده، ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن التركيز الأميركي الأولي سينصب على الروبوتات الصناعية المستخدمة في المصانع، باعتبارها أكثر جاهزية للتطبيق وأكثر انسجامًا مع أهداف تعزيز التصنيع المحلي.

ورغم أن الروبوتات الصناعية قد لا تحظى بنفس الزخم الإعلامي الذي تثيره النماذج الشبيهة بالبشر، فإنها تمثل ركيزة أساسية في خطط واشنطن لإعادة تنشيط الصناعة الأميركية، وفي ظل هذا التوجه، يبدو أن سباق الروبوتات بين الولايات المتحدة والصين مرشح لمزيد من التصعيد، مع تحول الأتمتة إلى ساحة جديدة للصراع التكنولوجي والاقتصادي العالمي.

اقرأ أيضًا:

ميتا توسّع الشراكات الإخبارية لدعم روبوتات الذكاء الاصطناعي بمحتوى فوري وموثوق

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search