الروبوتات تقود الثورة الصناعية الجديدة، نمو يتجاوز 185 مليار دولار بحلول 2030

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 05:00 م

سوق الروبوتات العالمي

شهد سوق الروبوتات العالمي تحولًا جذريًا خلال العقد الأخير، مع توسع متسارع في نطاق استخدام الروبوتات الصناعية والخدمية على حد سواء، ليصل حجم السوق إلى 73.64 مليار دولار أمريكي في عام 2025، ومن المتوقع أن يقفز إلى 185.37 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 20.28%، وفقًا لتقرير صادر عن Mordor Intelligence.

هذا النمو الاستثنائي يعكس تحولات عميقة في القوى العاملة العالمية، وانخفاض تكاليف مكونات الأتمتة، وسياسات حكومية داعمة لإعادة التصنيع، حيث تنظر الروبوتات اليوم على أنها بنية تحتية استراتيجية وليست مجرد أدوات استثمارية اختيارية.

عوامل النمو ودوافع السوق

أحد المحركات الرئيسية لسوق الروبوتات هو النقص الهيكلي في اليد العاملة، خاصة في الاقتصادات المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة وأوروبا الغربية، حيث تجاوزت الوظائف الشاغرة في قطاع التصنيع أكثر من مليوني وظيفة في دول مجموعة السبع في عام 2024.

هذا النقص دفع الشركات لاعتماد الروبوتات ليس فقط لتخفيض التكاليف، بل لضمان استقرار الإنتاج، وهو ما خلق سوقًا مستدامًا يتجاوز تقلبات الناتج المحلي الإجمالي.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم انخفاض تكاليف الروبوتات لكل ساعة تشغيل نتيجة التحجيم الصناعي وتطورات المكونات في زيادة الاعتماد على الأتمتة في المصانع الصغيرة والمتوسطة في الأسواق الناشئة.

الشركات الآن قادرة على الاستثمار في أنظمة روبوتية بتكاليف أقل بكثير، مما يوسع قاعدة السوق المحتملة بشكل كبير.

منصات برمجة الروبوتات منخفضة الكود

من جهة أخرى، منصات برمجة الروبوتات منخفضة الكود (Low-code) التي تسمح للمتخصصين غير المهندسين ببرمجة الروبوتات بسهولة عبر واجهات سحب وإفلات أو أوامر صوتية، ساهمت في تسريع دورات النشر من أشهر إلى أسابيع وتقليص تكاليف التكامل بنسبة تصل إلى 40%.

هذه المنصات أعادت توزيع التعقيد من أرضيات المصانع إلى منصات الحوسبة السحابية، ما يعزز نمو قطاع البرمجيات والخدمات داخل السوق.

وأيضًا، الحوافز الحكومية لإعادة التصنيع في دول مجموعة السبع، مثل قانون CHIPS في الولايات المتحدة الذي خصص 52 مليار دولار لإنشاء مصانع أشباه الموصلات المحلية، وبرامج اليابان لـ "المجتمع 5.0"، ساهمت في ضخ استثمارات كبيرة في الأتمتة المتقدمة، ما جعل الروبوتات جزءًا من الاستراتيجية الوطنية وليس مجرد خيار اقتصادي للشركات.

التحديات التي تواجه السوق

رغم النمو القوي، يواجه السوق عددًا من القيود، أبرزها نقص المهارات لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث ما زال 68% منها يفتقر إلى المهارات الهندسية اللازمة لنشر الروبوتات بكفاءة، مما يبطئ فترة الاسترداد ويخفض معدلات الاستخدام.

أيضًا، القيود الجيوسياسية على تصدير المحركات الدقيقة وارتفاع أسعار المواد النادرة مثل المغناطيسات، إضافة إلى الثغرات الأمنية في أنظمة تشغيل الروبوتات (ROS)، تشكل تحديات تؤثر على سرعة التوسع وتخلق فرصًا في نفس الوقت لشركات متخصصة في الأمن السيبراني والدعم التقني.

تحليل حسب نوع الروبوت

الروبوتات الصناعية تهيمن على السوق، مستحوذة على 71.4% من الإيرادات في 2024، مدفوعة بطلب مستمر من خطوط تجميع السيارات والإلكترونيات عالية الإنتاجية.

ومع ذلك، تشهد الروبوتات التعاونية (Cobots) أسرع نمو بمعدل 26.71% سنويًا حتى 2030، مستفيدة من تقنيات الاستشعار الآمن والأسعار التي أصبحت في متناول الشركات الصغيرة والمتوسطة.

كما تشهد روبوتات الخدمات، لا سيما الجراحية والطبية، نموًا متسارعًا، حيث تجاوز حجم سوق الأنظمة الجراحية 3.92 مليار دولار في 2024، مع توقعات بأن يصل إلى 7.42 مليار دولار بحلول 2030.

هذا يعكس تحول القطاع الصحي نحو الروبوتات لتعزيز الدقة وتقصير فترات الإقامة في المستشفيات.

تحليل حسب المكون

الهيمنة الحالية للروبوتات على مستوى المكونات هي للعتاد (Hardware) الذي يمثل 63.8% من الإنفاق في 2024، لكن البرمجيات (Software) ستسجل أسرع معدل نمو بنسبة 23.62٪ سنويًا حتى 2030، مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتحكم وإدارة العمليات.

يشهد نموذج الروبوت كخدمة (RaaS) توسعًا كبيرًا، ما يحول الاستثمار من نفقات رأسمالية إلى تشغيلية ويخلق تدفقات إيرادات متكررة للشركات المزودة.

تحليل حسب التطبيقات الصناعية

تتصدر الروبوتات اللوجستية ومستودعات التخزين السوق بنسبة 39.6% في 2024، مدفوعة بالنمو الكبير للتجارة الإلكترونية ومنصات الخدمات اللوجستية (3PLs) التي تعتمد على الروبوتات المستقلة.

بينما تسجل الروبوتات الطبية والجراحية معدل نمو سنوي مركب 21.93%، ما يجعل قطاع الرعاية الصحية أكبر محرك للنمو المستقبلي للسوق.

القطاعات التقليدية مثل السيارات ما زالت تشكل نسبة كبيرة 29.2%، لكنها تشهد تباطؤًا في النمو نتيجة وصول معظم خطوط الطلاء واللحام والتجميع إلى مستوى أتمتة متقدم، بينما يشهد القطاع الصحي والبنية التحتية للمعامل نموًا أسرع، مع توقعات معدل نمو يصل إلى 22.05٪ حتى 2030.

تحليل جغرافي

تحتفظ آسيا والمحيط الهادئ بالهيمنة على السوق بنسبة 38.1% في 2024، مدعومة بصين التي سجلت 430,000 تركيب روبوت صناعي سنويًا، ونسبة كبيرة من براءات اختراع الروبوتات العالمية.

يظهر الشرق الأوسط أسرع معدل نمو بنسبة 21.84% حتى 2030، حيث تسعى صناديق الثروة السيادية لتنويع الاقتصاد من خلال الاستثمار في الروبوتات والخدمات الرقمية.

المشهد التنافسي

يبقى السوق معتدل التشتت، مع هيمنة اللاعبين الرئيسيين في كل فئة متخصصة، اليابانيون والأوروبيون مثل Fanuc وABB وKUKA يسيطرون على الروبوتات الصناعية عالية الحمولة، بينما الشركات الصينية تتوسع بسرعة عبر خفض الأسعار ودعم الدولة.

الشركات الرائدة تتجه نحو الاندماج الرأسي وبناء طبقات برمجية متقدمة لتعزيز هوامش الربح والحماية من المنافسة، في حين تستفيد الشركات المتخصصة في الروبوتات الخدمية والطبية والدفاعية من الحواجز التنظيمية والتقنية التي تشكل حماية طبيعية لها.

التطورات الأخيرة في الصناعة

مايو 2025: ABB أعلنت خططًا لفصل قسم الروبوتات في 2026 لتعزيز المرونة الاستراتيجية وجذب الاستثمارات في البرمجيات الذكية، كما أطلقت DARPA المرحلة الثانية من برنامج RACER لمنصات الطرق الوعرة، ما يعكس اهتمامًا حكوميًا بالأنظمة الذاتية المتقدمة.

أبريل 2025: جمعت شركات RLWRLD وStandard Bots استثمارات لتعزيز التحكم الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي.

مارس 2025: حصلت شركة Anduril على عقد مدته 10 سنوات بقيمة 642.2 مليون دولار من البحرية الأمريكية لتطوير حلول مضادة للطائرات بدون طيار، مؤكدًا مكانة الدفاع كقطاع مستقر للروبوتات.

سوق الروبوتات العالمي عند مفترق طرق

سوق الروبوتات العالمي في منتصف عقده الحالي يقف عند مفترق طرق، التوسع في الصناعات التقليدية مستمر، لكن النمو الفعلي سيأتي من القطاعات الحديثة مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والتقنيات الدفاعية.

انخفاض الأسعار، والتبني الحكومي للأتمتة، وتطور البرمجيات الذكية توفر فرصًا هائلة للشركات المرنة والمبتكرة، بينما التحديات المتعلقة بالمهارات والأمن والسياسات التجارية تشكل حواجز تحتاج إلى إدارة استراتيجية دقيقة.

لم يعد سوق الروبوتات مجرد أداة إنتاج، بل أصبح بنية تحتية صناعية واستراتيجية تدفع الاقتصاد الرقمي العالمي نحو المستقبل.

مستقبل الأتمتة، كيف تعيد الرؤية الحاسوبية تشكيل المستودعات

«ثورة الأتمتة في النقل»، مستقبل أسرع وأكثر ذكاءً لسلاسل الإمداد

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.