خطوة غير مسبوقة، الصين تعتمد الروبوتات في المعابر الحدودية

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 02:33 م

روبوتات

اتخذت الصين خطوة جديدة نحو تسريع الاعتماد على الروبوتات البشرية في الحياة اليومية، بعدما أبرمت شركة UBTech الصينية المتخصصة في تقنيات الروبوتات اتفاقًا ضخمًا بقيمة 37 مليون دولار لنشر روبوتاتها من طراز «Walker S2» في عدد من المعابر الحدودية والمناطق الصناعية، ولا يُنظر إلى هذه الصفقة بوصفها عقدًا تجاريًا وحسب، بل باعتبارها تحولًا فعليًا في انتقال الروبوتات من نطاق المختبرات والعروض التجريبية إلى ساحات العمل والخدمات العامة.

وبموجب الاتفاق، تنتشر الروبوتات في معابر حدودية بين الصين وفيتنام، حيث ستتولى مهام توجيه المسافرين وتنظيم حركة العبور والمساعدة في إدارة التدفقات البشرية إلى جانب دعم العمليات اللوجستية وإجراء أعمال تفتيش أولية، ويشمل العقد استخدام الروبوتات داخل مواقع صناعية متخصصة في صناعات الصلب والنحاس والألمنيوم، بما يعكس توسعًا واضحًا في أدوار الروبوتات خارج خطوط الإنتاج التقليدية.

ويُعد روبوت «Walker S2» من أبرز النماذج المتقدمة في فئته، إذ يتميز بقدرته على استبدال بطاريته ذاتيًا دون تدخل بشري، ما يمنحه قدرة على العمل لفترات طويلة بشكل شبه متواصل، وتصميمه المرن وقدرته على أداء مهام متنوعة، من الإرشاد وحتى التفتيش والدعم اللوجستي، يجعلان منه عنصرًا مرشحًا ليكون جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الذكية في السنوات المقبلة.

وتُنظر إلى هذه الصفقة باعتبارها مؤشرًا واضحًا على الانتقال الحقيقي للروبوتات البشرية من مرحلة البحث والتجارب إلى مرحلة التطبيق الواسع في القطاعات الخدمية والصناعية، وبعد سنوات من الاكتفاء بعروض استعراضية وتقنيات تجريبية، باتت الروبوتات اليوم تدخل مواقع العمل الفعلية، لتؤدي مهام كانت حكرًا على البشر، خصوصًا في الأعمال الروتينية والمتكررة.

كما تمثل الصفقة دفعة قوية لشركة UBTech، التي تشهد خلال الفترة الأخيرة نموًا ملحوظًا في الإيرادات وتوسعًا في حجم الطلبيات، مدعومة بتمويلات كبيرة لدعم أنشطتها البحثية والتصنيعية، ويُتوقع أن يعزز الأداء المنتظر لروبوت «Walker S2» ثقة الأسواق في الروبوتات البشرية، ويفتح الباب أمام مزيد من العقود المشابهة داخل الصين وخارجها.

ويعكس نشر الروبوتات في المعابر الحدودية توجهًا أوسع نحو إدماج الذكاء الاصطناعي في المرافق الحيوية والخدمات العامة، وهو ما قد يمتد مستقبلًا إلى المطارات والموانئ والمستشفيات والمراكز الحكومية، ويعد هذا التحول خطوة مهمة نحو رفع كفاءة التشغيل وتقليل الضغط على العنصر البشري في المواقع ذات الكثافة العالية.

ورغم هذه الطفرة، لا تزال بعض التحديات تفرض نفسها، وعلى رأسها ارتفاع تكاليف التصنيع والتشغيل، إذ إن إنتاج روبوتات بشرية متقدمة يتطلب استثمارات كبيرة، ما يفرض رهانًا على استمرار الطلب واستقرار الأسعار لتحقيق جدوى اقتصادية واسعة، وتطرح هذه التقنيات تساؤلات مجتمعية وأخلاقية تتعلق بالخصوصية وتأثيرها في فرص العمل، خاصة في مواقع حساسة مثل المعابر والمرافق العامة.

ويظل التحدي الأكبر في قدرة هذه الروبوتات على التعامل مع البيئات المفتوحة المعقدة، حيث تتغير الظروف بشكل غير متوقع، على عكس البيئات الصناعية المغلقة، ويكون نجاح تجربة «Walker S2» في المعابر الحدودية اختبارًا حقيقيًا لقدرة الروبوتات على التكيف مع الواقع المتغير وفهم السياقات المختلفة.

وتشير المؤشرات إلى أن نجاح هذه التجربة قد يسرّع وتيرة انتشار الروبوتات البشرية عالميًا، ويُحدث تحولًا تدريجيًا في سوق العمل، حيث قد تنتقل بعض المهام الروتينية إلى الآلة، مقابل تنامي الطلب على المهارات المرتبطة بالإشراف والبرمجة والصيانة، ويفتح هذا التوجه الباب أمام نموذج جديد من الشراكة بين الإنسان والآلة قائم على التكامل لا الاستبدال.

وتمثل صفقة UBTech بقيمة 37 مليون دولار إعلانًا واضحًا عن دخول الروبوتات البشرية مرحلة التطبيق الواسع، حيث لم يعد «Walker S2» مجرد نموذج تقني متقدم، بل خطوة عملية نحو إعادة تشكيل قطاعات الحدود والخدمات والبنية التحتية الصناعية، ومع نجاح هذه التجربة، قد يصبح وجود الروبوتات جنبًا إلى جنب مع البشر جزءًا طبيعيًا من المشهد اليومي في المستقبل القريب.