الخميس، 26 يونيو 2025

05:27 م

بعد انتهاء العاصفة، هل انتهى النووي الإيراني أم يبدأ مرحلة سرية؟

الخميس، 26 يونيو 2025 02:49 م

منشآت فوردو ونطنز وأصفهان

منشآت فوردو ونطنز وأصفهان

بعد احتدام المواجهة بين إسرائيل وإيران في ساحات مفتوحة وأخرى خفية، وعقب انتهاء العاصفة، يعود البرنامج النووي الإيراني إلى الواجهة، محملاً بتناقضات التصريحات وغموض الأهداف والنتائج. 

البرنامج النووي الإيراني

وبينما وصفت الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان بأنها نجاح عسكري مذهل، تطرح الأسئلة نفسها بإلحاح، هل هُزم البرنامج النووي الإيراني بالفعل؟ أم أنه دخل مرحلة التخفي الاستراتيجي بانتظار جولة جديدة من المواجهة؟

بين الدمار المادي والبقاء التقني

تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الذي لحق بمنشآت رئيسية في قلب البنية التحتية النووية الإيرانية، إلا أن المسألة، لا تتعلق فقط بالمباني والمعدات، بل بالمعرفة التقنية والنية السياسية، وهما العنصران اللذان لم يتعرضا لضربات مماثلة.

رغم الخسائر المؤلمة في أجهزة الطرد المركزي والمنشآت تحت الأرض، لا توجد مؤشرات حاسمة على أن إيران فقدت قدرتها على تخصيب اليورانيوم. 

بل إن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن كانت حذرة، تُظهر أن إيران لا تزال تحتفظ بنحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشكل خطير من العتبة اللازمة لصنع سلاح نووي.

اقرأ أيضًا:

مسؤول سابق يكشف خطة إيران لحماية برنامجها النووي من الضربة الأمريكية والإسرائيلية

ضربة عسكرية أم استراحة تكتيكية؟

من الناحية العسكرية، تصر كل من تل أبيب وواشنطن على أن العملية الأخيرة أزالت التهديد الوجودي الإيراني، غير أن التقييمات الاستخباراتية الأولية في واشنطن، وتحديدًا من وكالة استخبارات الدفاع، تشير إلى أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج، بل عطلته مؤقتًا لأشهر.

في المقابل، تؤكد مصادر رسمية إيرانية أن طهران كانت مستعدة للهجوم، وأن المواد النووية نُقلت إلى أماكن آمنة قبل بدء القصف، في إشارة ضمنية إلى وجود شبكة بديلة من المنشآت السرية بعيدًا عن أنظار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تخصيب اليورانيوم

تكلفة الهجوم ودروس الردع

على المدى القصير، نجحت الضربات في إبطاء مسار التخصيب، لكنها فشلت في إحداث هزيمة ساحقة، والسبب؟ أن البرنامج الإيراني لا يعتمد فقط على أجهزة الطرد المركزي أو مفاعل نطنز، بل على شبكة أوسع من الأبحاث والتطوير والعلماء والبنية التحتية الموزعة.

من منظور اقتصادي واستراتيجي، أنفقت إيران عشرات المليارات من الدولارات خلال العقدين الماضيين لبناء برنامجها النووي. 

ولذلك التخلي عنه لن يكون قرارًا تقنيًا، بل سياسيًا بامتياز، خاصة في ظل اعتبار طهران أن هذا البرنامج يشكل رافعة ردع استراتيجية أمام خصمها النووي الإسرائيلي، وشبكة تحالفاته الدولية.

اقرأ أيضًا:

مسؤول سابق: هذه نسبة تخصيب اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية

مأزق سياسي داخلي وتحديات اقتصادية

ما بعد الضربات لا يقل خطورة عما قبلها، فإيران في ظل العقوبات الاقتصادية المتزايدة والضغوط السياسية الإقليمية، تواجه مأزقًا داخليًا يتطلب إعادة تموضع. 

الضربات كشفت ثغرات أمنية وعسكرية كبرى، وطرحت تساؤلات في الداخل الإيراني حول فاعلية الدفاعات الجوية والسيادة الوطنية.

ومع تراجع الصادرات النفطية مجددًا، وتزايد تكلفة الاستيراد، يبدو أن الأولوية في طهران باتت تميل نحو احتواء آثار الضربة أكثر من الرد عليها مباشرة، وهو ما قد يؤخر استئناف النشاط النووي، دون أن يعني ذلك نهايته.

النووي الإيراني

ما بعد الهزيمة هو إعادة بناء

البرنامج النووي الإيراني اليوم أقرب إلى مرحلة كمون استراتيجي، لا انكسار شامل، وقدرة إيران على استعادة نشاطها النووي تظل قائمة، بفضل ما تملكه من موارد علمية، وقدرة على إعادة تشغيل المعدات، وربما حتى استيراد بعض المكونات عبر السوق السوداء.

الأهم من كل ذلك، أن العقيدة النووية لإيران لم تتغير، فالنية السياسية، ما زالت قائمة، خاصة إذا استمر غياب الاتفاق النووي الشامل، واستمرت إسرائيل في سياساتها العسكرية الوقائية.

اقرأ أيضًا:

بعد الضربة الأمريكية، إيران بين العودة السريعة للسلاح النووي وخطر فقدان الرقابة الدولية

 

هل هُزم البرنامج النووي الإيراني؟

الإجابة الأقرب إلى الواقع، تعرض لضربة كبيرة، لكنه لم يُهزم، بل يمكن القول إن إيران دخلت الآن مرحلة جديدة في إدارة ملفها النووي.

مرحلة إعادة التموضع في الظل، ريثما تتهيأ لعودة محتملة إلى طاولة المفاوضات أو إلى جولة جديدة من الصراع المفتوح.

فالبرنامج النووي الإيراني ليس مجرد مفاعل أو أجهزة طرد مركزي، بل هو مشروع سياسي واستراتيجي طويل الأمد، قد يتعثر، لكنه لا يسقط بسهولة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search