بعد الضربة الأمريكية، إيران بين العودة السريعة للسلاح النووي وخطر فقدان الرقابة الدولية

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 01:16 م

إيران وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الضربة الأمريكية على إيران "كسرت ظهرها النووي"، فالواقع يقول إن الصورة ليست وردية بالمرة، والضربة كانت قوية، حيث استهدفت مواقع حساسة مثل: “نطنز وفوردو وأصفهان”، لكن الذي يمتلك 408.6 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، قد يعود بسهولة لـ “اللعبة من أول وجديد”.

وهذه الضربة ليس عسكرية، بل ضربة لها تبعات اقتصادية وسياسية وأمنية، قد تغير شكل المنطقة كلها، وهذا الذي سنوضحه بالتفصيل.

ماذا سيحدث اذا انفجرت قنبلة نووية في الفضاء ؟ - أنا أصدق العلم — **التفجيرات النووية**

هل إيران خرجت من المعادلة النووية؟

وتأتي الإجابة ببساطة على هذا السؤال بـ “لا”، رغم أن الضربات دمرت أجهزة طرد مركزي، ومازال التقييم مستمرًا، لكن، إيران لديها مخزون كافٍ لصناعة أكثر من 9 قنابل نووية (نظريًا)، وبنسبة تخصيب تصل إلى 60%، والخطوة من 60% لـ90% ليست كبيرة، ما يجعلها قادرة على العودة بسرعة، إذا كان هناك نية سياسية أو عسكرية، أي فعليًا القنبلة ليس في المفاعلات، لكن أصبحت القنبلة في القرارات السياسية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تريد الدخول ولكن لا تستطيع

وحذر رئيس الوكالة، جروسي، وطلب تفتيشًا فوريًا على المواقع النووية، لكنه يواجه جدارًا إيرانيًا باردًا، حيث أعلنت إيران أنها تنفذ “إجراءات خاصة” لحماية المنشآت، أي بصريح العبارة لن ندخل الآن، فيما سيؤثر غياب الرقابة الدولية على أي تقديرات اقتصادية أو استخباراتية تتحول لتخمينات، وهو ما يجعل المنطقة كلها تعيش على أعصابها.

السيناريو الأخطر، إيران على خطى كوريا الشمالية؟

وجاء التحذير الأخطر من إريك بروير، الذي قال إن إيران قد تخطو على نفس سيناريو كوريا الشمالية، وتنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي، وتطرد المفتشين، وتكمل برنامجها في السر.

وإذا حدث ذلك بالفعل، فذلك معناه أن المنطقة ستدخل في سباق تسلح نووي، ومعه سترتفع تكلفة التأمين على السفن والطيران، وزيادة أسعار النفط بشكل جنوني، وانخفاض الثقة في الأسواق الناشئة، خاصةً في الخليج، ونزوح استثمارات أجنبية بسبب المخاطر السياسية.

الضربة وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني

ورغم أن الضربة سببت دمارًا كبيرًا، لكنَّ إيران لن ينهار اقتصادها من يوم وليلة، فلديها دعم صيني وروسي غير مباشر، والتهديدات النووية، تجعل الغرب دائمًا مستعدًا للتفاوض، ما يجعل العقوبات أحيانًا تفقد قوتها.

لكن من الجانب الآخر، تكلفة إعادة بناء المنشآت النووية، ستكون ضخمة جدًا، وبرامج الحماية والأمن السيبراني ستستهلك مواردًا كبيرة، ما قد يجعل الاقتصاد الإيراني، يدخل في أزمة أعمق.

والمشكلة ليس في ضربة واحدة أو في مفاعل متهدم، لأن المشكلة هو "أننا استطعنا أن نصل لنقطة اللاعودة، وإذا انسحبت إيران بالفعل من معاهدة الانتشار النووي، فإنه لا يوجد ما يمنعها لتصبح دولة نووية، ما يجعل السعودية، وتركيا، وحتى مصر، يفكرون في برامج نووية خاصة بهم، لأن العالم كله سيعيش على “زر أحمر”، ومعه الاقتصاد العالمي سيصبح في مهب الريح.

6 ثقوب في الجبل، صور الأقمار الصناعية تكشف أثار الضربة الأمريكية على فوردو النووية

سيناريو أسود، هل أشعل ترامب فتيل حرب عالمية بتدميره لـ"فوردو"؟

إيران تعلن حيازتها وثائق استخبارية تمكنها من استهداف إسرائيل إذا هاجمت منشآتها النووية — **منشآت إيران النووية**

النتائج

1.إيران لاتزال قادرة على تطوير سلاح نووي.

2.غياب الرقابة الدولية، يجعل الوضع مفتوح على كل السيناريوهات.

3.ضغوط اقتصادية ستزيد على إيران، لكنها ستقاوم لفترة.

4.المخاطر الجيوسياسية، سترفع أسعار النفط والتأمين والاستثمار في الشرق الأوسط.

5.إمكانية انهيار نظام منع الانتشار النووي بالكامل، وذلك خطر عالمي.

ختامًا، الضربة الأمريكية كانت رسالة قوية، لكن الرسائل وحدها غير كافية، فالحل الوحيد لكي لا تنتهي المنطقة في سباق نووي، هو الرجوع للمفاوضات والدبلوماسية، لأن أي تصعيد آخر، قد يشعل فتيل حرب لا تنتهي بسهولة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.