سيناريو أسود، هل أشعل ترامب فتيل حرب عالمية بتدميره لـ"فوردو"؟
الأحد، 22 يونيو 2025 03:02 م

المفاعلات النووية
تحليل/ ميرنا البكري
في فجر يوم الأحد، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلب الطاولة، وضرب 3 مواقع نووية في إيران: “فوردو، نطنز، وأصفهان”، جاء هذا القرار بعد أسبوع كامل من المشاورات، وما حدث بعدها بعدها كان زلزال سياسي وعسكري من الممكن أن يغير شكل الشرق الأوسط كله، سنوضح في هذا التحلي المشهد كاملًا بدون تهويل أو تهوين.

“مفاعل فوردو، المنشأة السرية التي تقرب إيران من القنبلة النووية”
يعتبر مفاعل "فوردو" ليس مجرد منشأة نووية لأغراض سلمية، بل تم إنشاءه خصيصًا ليصمد أمام الهجمات العسكرية، ويقع في جبل بعمق 90 لـ 100 متر، قرب مدينة قُم، جنوب غرب طهران، بها حوالي 3000 جهاز طرد مركزي (IR-1) وبعضهم مطور (IR-6).
كما وصلت قدراتها على على تخصيب اليورانيوم لـ 60%، وذلك رقم مرعب، لأنه يقربهم من نسبة الـ 90% المطلوبة لصنع قنبلة نووية، حيث تم بناءها بسرية كاملة في مطلع القرن الـ21، وتم الإعلان عنها في سبتمبر 2009 بعد ما أمريكا وبريطانيا وفرنسا اكتشفوا وجودها، متهمين إيران بإخفاء هذا المفاعل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فسرية هذه المنشأة جعلتها دائمًا محل شك، وتحولت هذه الشكوك لمخاوف حينما بدأت إيران تخصب بنسب عالية.
“الضربة”، قنابل خارقة لكن هل تكفي؟
استخدمت الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات (GBU-57) من قاذفات B‑2، كما أطلقت حوالي 30 صاروخ توماهوك على نطنز وأصفهان.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن “فوردو دُمرت بالكامل”، لكن إيران قالت إن الضرر كان جزئي، والسكان لم يشعروا بانفجار كبير، وهنا يظهر سؤال هام: هل فعلاً هذه الضربات استطاعت تدمير منشأة تحت الجبل؟
الخبراء يقولوا إن حتى القنابل الخارقة غير كفاية إلا إذا تم تكرير الضربة وبدقة شديدة.
"فوردو" ليس مجرد مبنى، بل قلب البرنامج النووي
وفقًا للاتفاق النووي 2015، كان سيتم تحويل الموقع لمركز أبحاث، لكن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018، عادت إيران تخصب به مرة أخرى، ويتضمن المفاعل أكثر من 2000 جهاز IR-6 يساهموا في التخصيب العالي، وبالتالي يرفع من قدرة إيران النووية، ببساطة أي تهديد لهذا الموقع يقرب إيران خطوة من القرار النووي العسكري أو يشعل فتيل الحرب.
تأثير الضربة على الاقتصاد العالمي
أسعار النفط تشتعل
ارتفاع أسعار النفط هو أول رد فعل مباشر؛ نظرًا لأن إيران عضو رئيسي في أوبك، وأي توتر هناك يربك السوق، كما إن مضيق هرمز يمر منه حوالي 20% من صادرات النفط العالمي، فأي تهديد هناك يؤدي إلى شلل في الإمدادات، وبالتالي سيلجأ المستثمرون على الذهب والدولار كملاذات آمنة.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط لتصل إلى 100 دولار للبرميل خلال أيام إذا استمر التصعيد، كما حذر تقرير صادر من “أوكسفورد إيكونوميكس” من أسوأ وقف تماماً، وهو إن النفط قد يصل لـ 130 دولار للبرميل.
اقرأ أيضًا:
إعلام إسرائيلي: 6 طائرات B2 شاركت في الهجوم على فوردو ونطنز وأصفهان
إعلام إيراني: سقوط عدة قنابل طراز GBU-57 وزنها 14 طناً على فوردو النووية

الأسواق المالية، هروب من المخاطرة
ستبدأ البورصات العالمية في الهبوط، تحديًا أسواق آسيا والشرق الأوسط، فحينما يبيع المستثمرون بشكل مكثف لتفادي المخاطر، تنهار البورصات لأن العرض يزيد في السوق بشكل كبير أما الطلب على الأسهم يقل لأن الناس تتردد في الشراء وقت عدم الاستقرار. النتيجة؟ انخفاض سعر السهم لأن هناك أسهم كثيرة للبيع وقليل من يقوم بالشراء. ذلك هو السبب الرئيسي لهبوط البورصات في أوقات الأزمات أو التوترات.
وستصبح سندات الخزانة الأميركية أكثر جاذبية كمخزن للقيمة، وقد تتأثر العملات الضعيفة مثل الليرة التركية سلبًا من تحول المستثمرين للملاذات الآمنة.
تأثير على سلاسل التوريد والتجارة
قد يواجه العالم تأخير في شحنات البتروكيماويات والمعادن من الخليج، مما يؤثر على المصانع عالميًا، كما ستتجه شركات التأمين على الشحن لرفع الأسعار خاصةً للرحلات التي تمر بالمنطقة.
ارتفاع تكلفة الحرب
دخلت أمريكا في مغامرة مكلفة للغاية، فالطيران بالقاذفات الثقيلة واستخدام الصواريخ الذكية يكلف ملايين، وقد ترد إيران بعمليات غير تقليدية (هجمات إلكترونية، استهداف قواعد أميركية، إلخ).
لماذا تعتبر فوردو موقع خطير اقتصاديًا وسياسيًا؟
1. موقعه الجغرافي صعب الوصول، وصعب التدمير.
2. تقع على عمق كبير، وهو ما يحتاج أسلحة متطورة للغاية.
3. القدرة التخصيبية العالية تعتبر تهديد نووي مباشر.
4.مفاعل فوردو يمثل رمزًا قويًا للمشروع النووي الإيراني بأكمله، لأنه ليس مجرد منشأة لتخصيب اليورانيوم فقط، بل هو دليل على قدرة إيران التقنية والتحدي السياسي الذي تمثله.
وإذا تم تدميره بالفعل؟ ستخسر إيران سنوات من البنية التحتية، لكن قد تتجه مباشرة لقرار التسليح النووي كرد فعل.
هل سترد إيران؟ وكيف؟
ليس من الشرط أن يكون رد إيران مباشر، ولكن قد يكون عبر أذرعها الإقليمية كـ حزب الله، الحوثيين، أو الميليشيات في العراق، أو هجمات على سفن أو قواعد أو حتى تصعيد إلكتروني، وإذا قررت ترد إيران على الأراضي الأمريكية، وقتها دخل العالم كله في نفق مظلم.
اقرأ أيضًا:
استخدمها ترامب في الهجوم على إيران، ما هى قاذفات الشبح بي-2 سبيريت؟

توقعات اقتصادية على المدى القريب
هذه التوترات جعلت أسعار النفط تشتعل، والأفراد تقبل على شراء الذهب والدولار لكي يحافظوا على أموالهم. في نفس الوقت، تنهار أسواق الأسهم ، وسلاسل الإمداد تتأخر، وأيضًا بعض العملات المحلية في المنطقة تضعف بسبب ما يحدث، وهو ما يزود القلق في السوق.
ختامًا، ما حدث ليس مجرد غارة جوية، بل بداية مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، وقد تكون نقطة التحول الأخطر من 20 سنة، وفوردو ليس مجرد منشأة فحسب، بل رمز التحدي النووي الإيراني، وضربها يعني فتح باب التصعيد على مصراعيه.
الأسواق لا تنتظر الرد، فحينما تسمع الأسواق كلمة "رد إيراني"، كل شيء قد يتغير في لحظة، وأي تأخير في التهدئة سيدخلنا في دوامة اقتصادية وسياسية لا تكون عواقبها على المنطقة فقط، بل على المستوى العالمي.
Short Url
«تعليم مالي» في «المواد الدراسية»، هل نجحت بريطانيا في سد الفجوة؟
20 يونيو 2025 10:46 م
"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
20 يونيو 2025 04:44 م
الشرق الأوسط على حافة الهاوية، تصعيد إيران وإسرائيل يربك الاقتصاد العالمي
20 يونيو 2025 04:11 م


أكثر الكلمات انتشاراً