"إفريقيا تُشعل السباق النووي"، من الظلام إلى مركز عالمي للطاقة

السبت، 09 أغسطس 2025 07:28 م

الطاقة النووية في إفريقيا

ميرنا البكري

تقف إفريقيا الآن على على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخها الطاقي، فنصف سكانها تقريبًا يعيشون في ظلام بدون كهرباء، وبالتالي اتجهت للبحث عن حل جذري يسد هذه الفجوة، ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالطاقة النووية كمصدر نظيف وموثوق للكهرباء، تراءى للحكومات الإفريقية أنه الوقت المناسب للدخول في السباق والمنافسة على بناء مفاعلات نووية، والفكرة ليست لتوفير كهرباء فقط، لكن أيضًا أمن طاقة، وتنمية اقتصادية، وتقليل الاعتماد على الفحم والبترول.

عيوب الطاقة النووية – مهندس نت — **إفريقيا تتجه لبناء مفاعلات نووية**

لماذا أصبحت الطاقة النووية أولوية إفريقية؟

ووفقًا لوحدة أبحاث الطاقة، تمتلك القارة السمراء ثلاث دوافع أساسية:-

سد العجز الكهربائي الحاد:- أكثر من 500 مليون إفريقي دون كهرباء.
أمن الطاقة وتقليل التبعية:- بدلًا من استمرار الدول في الاعتماد على استيراد الوقود الأحفوري.
التزامات المناخ:- وبعد "كوب 28"، 198 دولة منهم دول إفريقية، اتفقوا على أن النووي جزء أساسي من مزيج الطاقة، لكي يحققوا أهداف اتفاقية باريس.

أرقام تكشف حجم الطموح

السيناريو المتفائل:- وقد تزداد قدرة الطاقة النووية في إفريقيا ثلاث مرات بحلول 2030، و10 مرات بحلول 2050، باستثمارات تتخطى 100 مليار دولار.
السيناريو المتحفظ:- فالزيادة ستكون بطيئة، حيث قد تتضاعف مرة واحدة بحلول 2030، و5 مرات بحلول منتصف القرن.

وحاليًا، القارة بأكملها لا تمتلك إلا 1.9 جيجاوات من محطة كوبيرج في جنوب إفريقيا.

أبطال السباق النووي

جنوب إفريقيا:- اللاعب الوحيد حاليًا، وتخطط لإضافة 2.5 جيجاوات جديدة بعد 2030.
مصر:- تبني محطة الضبعة (4 وحدات – 4.8 جيجاوات)، وسيتم تشغيلها في 2028.
الجزائر والمغرب ونيجيريا وكينيا وغانا والسنغال وأوغندا وتنزانيا:- ويجهزون خطط لدخول السوق النووي.

كما أن هناك 10 دول لازالت تناقش الفكرة، و4 دول دخلت مرحلة التنفيذ أو الإعداد.

الواقع والتحديات

ورغم الحماس، يوضح التقرير أن حصة النووي في كهرباء إفريقيا تظل قليلة، حيث تبلغ الآن حوالي 1.4% لـ3.3% من حصة الكهرباء، ومن المتوقع بحلول عام 2050، أن حصة النووي ستستجل ما بين 2% و4.1% من الإجمالي، وهذا أقل من المتوسط العالمي (حوالي 9.2%).

وسبب ذلك التمويل الضخم، والبنية التحتية المعقدة، والجدول الزمني الطويل للبناء.

اليورانيوم، ذهب إفريقيا الجديد

وتحتاج الطاقة النووية وقود، وهنا يظهر دور إفريقيا، فتنتج 14% من اليورانيوم العالمي، وتحتل ناميبيا المركز الثالث عالميًا، حيث أعادت فتح منجم “لانجر هينريش”، وجاءت النيجر في المركز السابع عالميًا، وجنوب إفريقيا المركز العاشر عالميًا، فيما تمتلك منجم “موآب خوتسونج”، وتنزانيا: دخلت السوق بـ58.5 ألف طن قريبًا، ما يعني أن القارة لا تنتج كهرباء فقط، لكن قد تتحول لمركز عالمي لتوريد الوقود النووي.

المفاعلات المعيارية الصغيرة، فرصة بأقل تكلفة

وقد تكون المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs)، حلًا مثاليًا لإفريقيا، فقد تصل قدرة الوحدة لـ300 ميجاوات، كما يتم بناءها في المصنع وتأتي جاهزة للموقع، ما ينجم عنه تقليل التكلفة والمخاطر، وحتى الآن 68 تصميم عالمي قيد التطوير، لكن لايزال قليل الذي دخل الخدمة بالفعل، كما من المتوقع، انتشار أوسع بعد منتصف الثلاثينيات حينما تتحسن سلاسل الإمداد العالمية.

مفاتيح النجاح النووي في إفريقيا

تسريع تطوير البنية التحتية.
خلق حلول تمويل مبتكرة.
استغلال الموارد المحلية، خاصةً اليورانيوم.
شراكات إقليمية ودولية قوية.

اقرأ أيًضا:-

الطاقة النووية من الظل إلى قلب معادلة الطاقة العالمية

الطاقة النووية.. لما كل هذا الاهتمام؟ — **الطاقة النووية**

ختامًا، إذا لعبتها إفريقيا بذكاء، فقد يصبح النووي نقطة تحول تاريخية في مسار التنمية، ويعكس السيناريو المتفائل أن القارة تستطيع مضاعفة قدرتها النووية 10 مرات بحلول 2050، ومع وجود مخزون يورانيوم ضخم، قد لا تعمل كمستهلك للطاقة فقط، لكن كمصدر عالمي للوقود النووي.

وسيكون التحدي الحقيقي في التمويل، والتكنولوجيا، والإرادة السياسية، لكن إذا استطاعت الدول الإفريقية استغلال الزخم الدولي، خاصةً بعد دعم "كوب 28"، قد نرى القارة لأول مرة في قلب خريطة الطاقة العالمية وليس على الهامش.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.