الخميس، 03 يوليو 2025

02:56 م

الطاقة النووية من الظل إلى قلب معادلة الطاقة العالمية

الأربعاء، 02 يوليو 2025 07:17 م

الطاقة النووية

الطاقة النووية

بعد سنوات من التراجع الحذر، تعود الطاقة النووية إلى صدارة مشهد الطاقة العالمي، مدفوعة بزخم بيئي واستثماري غير مسبوق، وفي ظل سباق عالمي نحو الحياد الكربوني، وضغوط أمن الطاقة، وانفجار استهلاك الكهرباء بسبب الثورة الرقمية، لم يعد خيار الاعتماد على الطاقة النووية محل ترف أو تردد، بل بات ضرورة إستراتيجية تُعاد على إثرها هندسة المشهد الطاقي العالمي.

ذالطاقة النووية

الرقمنة تُشعل الطلب.. والمفاعلات تُطفئ العطش الطاقي

الثورة التكنولوجية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العملاقة، خلقت شهية غير مسبوقة للطاقة، وتتحدث التقديرات عن قفزة تفوق 160% في استهلاك الكهرباء من قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي، بحلول 2030 مقارنة بـ2023.

وهذه الطفرة تفرض حلًا مختلفًا، يكمن في طاقة نظيفة، مستقرة، وآمنة، يصعب أن توفرها الشمس والرياح وحدهما، وهنا يبرز النووي كلاعب لا يُمكن تجاهله.

اقرأ أيضًا:

المفاعلات النووية الصغيرة، خطوة ذهبية نحو أمن الطاقة عالميًا

تحول إستراتيجي.. التكنولوجيا تستثمر في الذرة

في مشهد غير معتاد، تقف شركات مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل، على أبواب الاستثمار المباشر في المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs)، سعيًا لتأمين احتياجاتها الطاقية الضخمة، وضمان تحقيق أهداف الحياد الكربوني.

هذا الانخراط غير تقليدي من عمالقة التكنولوجيا غير المعادلة، فالرأسمال الخاص لم يعد يتردد في دخول دائرة الإشعاع، بل يقود التوجه نحو نموذج نووي مرن وأقل تكلفة.

المفاعلات النووية

 

تشريعات محفزة ودعم سياسي متصاعد

وفي الولايات المتحدة، تقود إدارة ترامب من جديد، حملة تسريع للطاقة النووية عبر أوامر تنفيذية، تهدف إلى اختصار مدة الترخيص للمفاعلات الجديدة إلى 18 شهرًا فقط، ومراجعة معايير الإشعاع.

ورغم الجدل الدائر حول المخاطر التنظيمية المحتملة، إلا أن الدعم السياسي بات أكثر وضوحًا وحزمًا، وفي أوروبا، تندفع فرنسا نحو توسيع الاعتماد على النووي، كوسيلة لتعزيز الاستقلال الطاقي عن واشنطن وموسكو معًا.

اقرأ أيضًا:-

مفاعل نووي صيني يدخل التاريخ، اعرف السبب

سباق التكنولوجيا والطاقة، لماذا تراهن Google على المفاعلات النووية؟

استثمارات عالمية تنمو بسرعة خارقة

وفقًا لتقرير بنك جولدمان ساكس، ارتفع الاستثمار العالمي في الطاقة النووية خلال السنوات الأربع الماضية، بمعدل نمو مركب بلغ 14%، مقابل 1% فقط قبل 2020، وهذا التسارع يعكس تحولًا حقيقيًا في شهية السوق، مدفوعًا برؤية إستراتيجية طويلة الأمد، وإدراك بأن النووي هو الورقة الرابحة لمعادلة صعبة، طاقة نظيفة، مستقرة، وآمنة.

 

تحديات قائمة.. لكنها لا توقف الموجة

رغم هذه الطفرة، يظل القطاع محاطًا بتحديات حقيقية:-

  • تكاليف رأسمالية مرتفعة لبناء المفاعلات.
  • مخاوف بيئية وأمنية حول إدارة النفايات النووية.
  • إجراءات تنظيمية معقدة تؤخر التنفيذ.
  • ذكريات مريرة من فوكوشيما وتشرنوبيل، والتي لا تزال عالقة في الوعي الجمعي.

ولكن التطور التكنولوجي في المفاعلات الصغيرة، إلى جانب نماذج تشاركية بين القطاعين العام والخاص، تُعيد تعريف هذه التحديات كفرص للتحسين، لا كعوائق مستحيلة.

الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي

 

بين الذرة والذكاء الاصطناعي.. اقتصاد المستقبل يُكتب الآن

الطاقة النووية لم تعد شأنًا حصريًًا للحكومات وشركات الكهرباء الوطنية، ونحن أمام تحول عميق، حيث الطاقة أصبحت مكونًا أساسيًا في بنية الاقتصاد الرقمين فإذا كانت العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي والروبوتات، تمثل واجهة الاقتصاد الجديد، فإن الطاقة النووية تمثل قلبه النابض.

وبين الحاجة إلى تأمين الطاقة، وتحديات المناخ وأعباء التحول الرقمي، تتحول الطاقة النووية، من ورقة احتياطية إلى الركيزة الكبرى لمستقبل طاقة العالم، ولأول مرة منذ عقود، يبدو أن الذرة تعود إلى الواجهة.. ليس بقوة القنبلة، بل بحكمة الحاجة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search