السبت، 10 مايو 2025

05:31 م

المفاعلات النووية الصغيرة، خطوة ذهبية نحو أمن الطاقة عالميًا

السبت، 10 مايو 2025 12:09 م

المفاعلات النووية الصغيرة

المفاعلات النووية الصغيرة

تحليل/ كريم قنديل

بينما ينشغل العالم بحروب عسكرية، واخرى تجارية، يشهد العالم مزيدًا من التوترات الجيوسياسية، منها الطلب المتزايد على الطاقة نتيجة اعتماد شركات التكنولوجيا على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات هائلة من الكهرباء، وانتشار السيارات الكهربائية، والعملات المشفرة، والتقدم المحرز في الذكاء الاصطناعي.

Going Nuclear: A Guide to SMRs and Nuclear-Powered Data Centers
المفاعلات النووية الصغيرة

وفي ظل سعي الدول لتحقيق أمن الطاقة مع الحفاظ على البيئة من التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات لتصل إلى الصفر بحلول 2050، اتجهت العديد من الشركات للاستثمار في المفاعلات النووية الصغيرة مثل شركات مايكروسوفت وأمازون وآبل وميتا وغيرها.

تكنولوجيا واعدة

تستثمر الشركات التكنولوجية في الطاقة المتجددة وغير المتجددة، ولكن في ظل انتشار مراكز البيانات كالمرض في الجسد وارتفاع استهلاك تلك الشركات للطاقة وما نتج عنه من انبعاثات كربونية.

على سبيل الذكر لا الحصر، ارتفعت الانبعاثات الكربونية الناتجة من شركة جوجل بنسبة 48% خلال خمس أعوام فقط بسبب الذكاء الاصطناعي، إلى جانب ارتفاع التوقعات لاستهلاك الطاقة مع ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة تتراوح بين 25% إلى 30% حتى عام 2030.

كذلك من المتوقع أن تصل نسبة الاستهلاك لمراكز البيانات العالمية ما يقرب من 857 تيراواط في الساعة سنويًا عام 2028، أي ما يقرب من ضعف الكمية المستخدمة في عام 2023، وهو ما جعل الشركات التكنولوجية تفكر في الاستثمار في المفاعلات النووية الصغيرة.

المفاعلات النووية الصغيرة

المفاعلات النووية الصغيرة

وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، المفاعلات النووية الصغيرة ليست مجرد مفاعلات تقليدية، بل تصل قدرة تلك المفاعلات إلى نحو 300 ميجاوات لكل وحدة، أي نحو ثلث الطاقة التي تنتجها المفاعلات النووية التقليدية.

وتُعد محطة أكاديميك لومونوسوف الروسية أول محطة نووية عائمة في العالم وقد بدأت التشغيل التجاري في عام 2020، سُميت السفينة تيمنًا بالأكاديمي ميخائيل لومونوسوف، وتتكون من مفاعلين نوويين صغيرين سعة كل منهما 35 ميجاوات.

قامت العديد من الدول بإتباع نهج روسيا وقامت بإنشاء العديد من المفاعلات النووية الصغيرة مثل الأرجنتين، وروسيا، والصين، وكندا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية.

مزايا المفاعلات النووية الصغيرة 

تبرز أهمية المفاعلات النووية الصغيرة في توفير طاقة نظيفة ومستدامة منخفضة الكربون، إلى جانب أهم ما يميز تلك المفاعلات وهي صغر حجمها وسهولة نقلها عبر الشاحنات، وعربات السكك الحديدية، والسفن، والطائرات، كما أنها أقل تكلفة وأكثر أمانًا، وسهولة توطينها وسرعة دخولها التدريجي في المحطات الحالية، إلى جانب وظيفتها الأساسية وهي توليد الطاقة بكفاءة ومرونة عالية.

ويتسم تصميم تلك المفاعلات بسهولته، فهو أقل تعقيدًا من المفاعلات التقليدية، كما أن بنائها أسرع، وتحتاج إلى إعادة التزويد بالوقود بوتيرة أقل تصل إلى مرة واحدة في فترة من 3 إلى 7 سنوات، مقارنةً بمرة كل سنة في المحطات التقليدية.

بل وصل الأمر إلى ابتكار بعض المفاعلات يتم تصميمها للعمل لفترة تصل إلى 30 عامًا من دون إعادة التزود بالوقود، كما أنها لا تتطلب استثمارات كبيرة، فهي موفرة اقتصاديًا، حيث تقدر التكلفة التقديرية لحيازة مفاعل نووي صغير وتشغيله ما يقرب من 100 مليون دولار، في حين أن تكلفة المفاعلات التقليدية تتجاوز مليارات الدولارات.

المفاعلات النووية الصغيرة

نظرة مستقبلية

من خلال تلك الجهودات، فمن المتوقع شهادة العالم زيادة في الطلب على تلك المفاعلات نظرًا لمزاياها المتعددة، ومن ثم سيتم بدأ عصر جديد تتشكل فيه معالم مختلفة أبرزها استهلاك الطاقة المبالغ فيه من قبل مراكز البيانات التي تعد حجر الأساس للاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

إن التنافس بين شركات التكنولوجيا في قطاع المفاعلات النووية الصغيرة، يعكس تحولًا نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، ومع التغير المستمر في معالم الاقتصاد العالمي  فمن المتوقع أن تصبح تلك المفاعلات عنصرًا أساسيًا في البنية التحتية للطاقة المستقبلية، والتي تعد خطوة في طريق العالم نحو أمن الطاقة العالمي وتقليل الانبعاثات الكربونية. 

Short Url

search