الخميس، 14 أغسطس 2025

12:03 ص

إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية

الأربعاء، 13 أغسطس 2025 08:16 م

الخدمات اللوجستية

الخدمات اللوجستية

تعد المهام الإدارية، مثل معالجة الطلبات، والفواتير، وتوثيق الامتثال، والتواصل مع البائعين وشركات النقل، حيوية لضمان تسليم البضائع في الوقت المحدد، إلا أنها تستغرق وقتًا طويلاً، وهي معقدة، وغالبًا ما تشوبها أوجه قصور، فهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد؟

شركات النقل

ضعف الكفاءة يقود معاناة المكاتب الخلفية

على الرغم من الدور المحوري للنقل والخدمات اللوجستية في التجارة العالمية، إلا أن هذا القطاع يعاني منذ فترة طويلة من ضعف الكفاءة، لا سيما في عمليات المكاتب الخلفية. 

فعلى سبيل المثال، لا تزال المعالجة اليدوية للفواتير تمثل مشكلة كبيرة، حيث تتطلب التباينات في أسعار الشحن والرسوم الإضافية وشروط الدفع عمليات مطابقة مكثفة، مما يؤخر التسويات لأسابيع في كثير من الأحيان. 

وبالمثل، غالبًا ما يعتمد تتبع الشحنات على أنظمة مجزأة، مما يجبر الموظفين على مراجعة رسائل البريد الإلكتروني وجداول البيانات وقواعد البيانات القديمة لحل أي استثناءات، مثل التأخير أو تلف البضائع. 

حتى المهام الروتينية، مثل التحقق من امتثال عقود شركات النقل أو توثيق الجمارك، معرضة للأخطاء البشرية، مما يؤدي إلى غرامات باهظة واختناقات تشغيلية، وفي ظل هذه التحديات المستمرة، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون الحل؟ 

من خلال ميكنة المهام المتكررة بشكل آلي، مثل التحقق من صحة الفواتير، وتنبيهات الاستثناءات، ومعالجة المستندات، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تبسيط سير العمل، وتقليل الأخطاء، وتمكين الفرق من التركيز على اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا:

سرعة وكفاءة في إدارة العمليات اللوجستية، الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سلاسل الإمداد

الدور الحاسم للمكتب الخلفي

تعد عمليات المكتب الخلفي الركيزة الإدارية لسلسلة التوريد، حيث تشمل مهامًا مثل معالجة الطلبات، وإدارة المخزون، والفواتير، وتوثيق الامتثال، والتواصل مع الموردين وشركات النقل. 

ورغم أن هذه المهام غير مرئية للمستهلكين النهائيين، إلا أنها حيوية للحفاظ على انسيابية تدفق البضائع وضمان التسليم في الوقت المحدد. 

علاوة على ذلك، عادةً ما تكون هذه العمليات معقدة، وتتضمن العديد من المعاملات والشركاء، ونتيجة لذلك، غالبًا ما تعاني من تجزئة العمليات، وتكرار الجهود، وعدم تناسق البيانات. 

ومع ذلك، لا تزال معظم شركات النقل والخدمات اللوجستية تعتمد على العمليات اليدوية والأنظمة الورقية في عمليات المكتب الخلفي، مما يؤدي غالبًا إلى أخطاء وتأخيرات وانعدام الكفاءة.

إدارة المخزون

المعالجة البدائية أساس تأخر القطاع

على سبيل المثال، يعتمد القطاع بشكل كبير على مستندات مثل الفواتير، وسندات الشحن، ونماذج تتبع الشحنات، وسجلات الامتثال، ومع ذلك، تستخدم العديد من المؤسسات عمليات يدوية أو شبه آلية لإدارة هذه المستندات. 

إن المعالجة اليدوية لوثائق سلسلة التوريد تمثل تحديًا كبيرًا، وقد يكون لها تأثير كبير على كفاءة سلسلة التوريد، وقد تسبب المستندات المفقودة أو غير الصحيحة تأخيرات جمركية، أو تفرض غرامات، أو تعطل الجداول الزمنية الحرجة لسلسلة التوريد. 

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن معالجة المستندات نقاط اتصال متعددة، مما يزيد من خطر الأخطاء والتأخيرات التشغيلية، كما يعقّد عدم وجود تنسيقات موحدة للمستندات تبادل البيانات والتعاون.

اقرأ أيضًا:

شركات الشحن "متحمسة" للذكاء الاصطناعي لكن الجاهزية لا تزال بعيدة (تفاصيل)

أدوات رقمية تقود الثورة التكنولوجية في القطاع

طبقت العديد من الشركات أدوات رقمية، مثل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP)، وأنظمة إدارة سلسلة التوريد (SCM)، وأنظمة إدارة النقل (TMS)، وأنظمة إدارة المستودعات (WMS). 

تم تسويق هذه الأنظمة في البداية كحلول شاملة قادرة على أتمتة العمليات التجارية، وتحسين الكفاءة، وتوفير رؤية آنية للبيانات، إلا أن فعاليتها كانت محدودة بسبب عدة تحديات رئيسية. 

أولًا: تؤدي تكاليف التنفيذ المرتفعة وعمليات التكامل المعقدة إلى عمليات نشر جزئية، حيث تظل الوظائف الحيوية غير مؤتمتة. 

ثانيًا: مكافحة هياكل الأنظمة الجامدة للتكيف مع احتياجات العمل المتغيرة، مما يجبر الموظفين على الاعتماد على الحلول اليدوية، وخاصةً في برنامج Excel لسد ثغرات الوظائف. 

يؤدي هذا الاعتماد على جداول البيانات إلى ارتفاع معدلات أخطاء إدخال البيانات، وعدم اتساق التقارير، ومحدودية قدرات تصور البيانات، كما يعيق التدريب غير الفعال للمستخدمين ومقاومة التغيير تبني هذه الأنظمة، مما يجعل العديد من المؤسسات غير قادرة على الاستفادة الكاملة منها. 

ونتيجةً لذلك، ورغم إمكاناتها الهائلة، غالبًا ما تفشل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) وأنظمة إدارة المستودعات (WMS) والأدوات المماثلة في تحقيق التحول التشغيلي المنشود.

الذكاء الاصطناعي يقتحم القطاع اللوجستي

الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي

نظرًا لضعف نجاح أدوات التكنولوجيا الأخرى، هناك تصور بأن مؤسسات سلسلة التوريد عمومًا، وشركات النقل والخدمات اللوجستية خصوصًا، قد تبدي مقاومةً أو عدم اهتمام بالذكاء الاصطناعي. 

من بين المشاركين الذين تستخدم مؤسساتهم الذكاء الاصطناعي بالفعل، هناك 98% يرون هذه التقنية مفيدةً أو مهمةً أو حيوية. 

ولذلك، هناك عديد من المجالات الرئيسية التي يضيف فيها الذكاء الاصطناعي قيمةً، مثل:

تحسين عملية اتخاذ القرار: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات المعقدة، مثل أنماط حركة المرور في الوقت الفعلي، وأحوال الطقس، وتتبع الشحنات، والاتجاهات التاريخية، لتحسين قرارات سلسلة التوريد.

تقليل الأخطاء: بالنسبة لمهام المكاتب الخلفية، مثل إدخال البيانات، ومعالجة الفواتير، وإدارة المستندات، يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات المتكررة، مما يقلل بشكل كبير من الأخطاء البشرية.

تحسين جودة البيانات: يحسن الذكاء الاصطناعي جودة البيانات من خلال ضمان الاتساق والتوحيد والدقة، مما يجعل البيانات أكثر موثوقية لأغراض اتخاذ القرارات.

 

اقرأ أيضًا:

اللوجستيات وتكاليف الشحن تحديات تعرقل نمو التجارة الإلكترونية في مصر

عوائق تبني الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الإمكانات الواضحة للذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك عوائق كبيرة أمام تبنيه، وتشمل أكثر هذه المخاوف شيوعًا ما يلي:

أمن البيانات والخصوصية: تتعامل شركات النقل والخدمات اللوجستية مع حجم كبير من البيانات الحساسة، بما في ذلك معلومات العملاء وتفاصيل الشحنات وسجلات الدفع. 

تكلفة التطبيق: تتطلب تقنيات الذكاء الاصطناعي استثمارات أولية كبيرة في كل من الأجهزة والبرمجيات، وقد تجد العديد من شركات الخدمات اللوجستية الصغيرة أو تلك ذات هوامش الربح المحدودة صعوبة في تبرير هذه التكلفة.

التكامل مع الأنظمة الحالية: لا تزال العديد من شركات الخدمات اللوجستية تعتمد على أنظمة إدارة النقل (TMS) وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) التقليدية التي لم تصمم مع مراعاة الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب استثمارات كبيرة وواسعة النطاق في تحديثات البنية التحتية.

الخدمات اللوجستية

الوقت مناسب الآن

يمر قطاع النقل والخدمات اللوجستية بمرحلة محورية، مع فرص كبيرة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة لمعالجة أوجه القصور المزمنة في عمليات المكاتب الخلفية. 

وبينما لا تزال هناك تحديات مثل التكامل والتكلفة والتدريب، يتجه القطاع بثبات نحو اعتماد أوسع للحلول الرقمية والقائمة على الذكاء الاصطناعي. 

قد يشكك البعض، وهو أمر مفهوم، في قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تحول حقيقي في عمليات المكاتب الخلفية، لا سيما في ضوء الإخفاقات السابقة في رقمنة العمليات الورقية. 

من المؤكد أنه لا توجد تقنية مثالية، تعتمد فعاليتها على مدى نجاح المؤسسة في تخطيط وتنفيذ تطبيقها، ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى التقدم الهائل الذي تحقق في قدرة الذكاء الاصطناعي على قراءة وفهم ومعالجة العمليات المستندة إلى المستندات. 

ولذلك، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إنجاز أي شيء بسهولة نسبية، من الفواتير إلى بوالص الشحن، موفرًا مستويات دقة أعلى بكثير مما لو كان الإنسان يقوم بالعمل يدويًا.

الرسالة واضحة، يكمن مستقبل النقل والخدمات اللوجستية في تبني التحول الرقمي، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون في جميع أنحاء القطاع، والآن هو وقت العمل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search