مصر تتحرك بثبات نحو مركز لوجستي إقليمي، تطوير شامل للموانئ وطفرة في حركة السفن
السبت، 10 مايو 2025 01:39 م

النقل البحري
كتب/ كريم قنديل
لم تكن مصر بمعزل عن العالم، بل تقع في نبض خريطة التجارة العالمية، لما تملكه من موانئ استراتيجية وممر ملاحي عالمي، ويهدف قطاع النقل البحري إلى الوفاء بمطالب الإقتصاد القومى فيما يتعلق بصناعة النقل البحري والعمل على النهوض بها وتطويرها، ووضع الخطط التى تكفل رفع كفاءتها ومستوى جودة الأداء بها لمواكبة التطورات العالمية.
تسعى مصر لتبني استراتيجيات تساعد في تطوير النقل في البنية التحتية، ورفع مستوى خدمات النقل المقدمة للمواطنين ، وتعزيز الاتصال داخل الدولة وبين مصر ودول المنطقة من خلال وسائل النقل المختلفة.
الهدف هو الاستفادة من الطرق والسكك الحديدية والبحرية في مصر وممرات نهر النيل ، وكذلك البنية التحتية للبلاد ، إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتجارة واللوجستيات، مع جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
جهود مصر نحو الارتقاء بالقطاع اللوجستي
تتضمن جهود مصر تبني خطة التطوير الشامل لتعزيز شبكات السكك الحديدية والطرق الرئيسية والممرات الملاحية النهرية، إلى جانب تحديث التشريعات والقوانين المنظمة لهذه القطاعات، ويجري العمل على تحسين بيئة العمل ومنظومة الجمارك، بما يشمل الفحص والإفراج الجمركي، ورفع كفاءة البنية التحتية الحالية من أرصفة وساحات تخزين وبوابات.
كما تشمل الجهود تعميق الممرات الملاحية وتسهيل المناورة داخلها، من خلال إضافة قاطرات جديدة تصل قوة شدها إلى 70 طنًا، بما يعزز من سرعة وأمان حركة السفن.
وفي إطار رفع كفاءة الموانئ، يتم تطوير المعدات الخاصة بالمحطات الحالية والتحول الرقمي الكامل لأنظمتها التشغيلية، باستخدام تكنولوجيات حديثة ومتطورة، إلى جانب إعادة هيكلة إدارتها بهدف تعظيم الطاقة الاستيعابية للموانئ الرئيسية.

ومن أبرز المشروعات التي تم تنفيذها لزيادة القدرة الاستيعابية، محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، ومحطة الأخشاب والغلال، بالإضافة إلى إنشاء ساحات تخزين جديدة وجراج متعدد الطوابق، وتُسهم هذه المشروعات مجتمعة في إضافة أكثر من 1.5 مليون حاوية مكافئة سنويًا، ونحو مليون طن من البضائع العامة سنويًا، إلى جانب أكثر من 200 ألف سيارة سنويًا، وهو ما يمثل أكثر من 50% من إجمالي حجم البضائع المتداولة حاليًا في مينائي الإسكندرية والدخيلة مجتمعين.
أبرز الموانئ المصرية مع رصد حركة رحلات السفن
شهدت الموانئ المصرية خلال عام 2024 نشاطًا ملحوظًا في حركة رحلات السفن، حيث بلغ إجمالي الرحلات 16,221 رحلة موزعة على 14 ميناءً بحريًا، تصدر ميناء الإسكندرية المشهد بعدد 3,648 رحلة، يليه ميناء دمياط بـ 3,204 رحلات، ثم الدخيلة بـ 1,590 رحلة، مما يعكس تمركز النشاط التجاري البحري في الساحل الشمالي الغربي.
كما سجل ميناء شرق بورسعيد 1,571 رحلة، ما يبرز دوره كميناء محوري في منظومة التجارة المرتبطة بمحور قناة السويس، في المقابل، سجلت موانئ مثل الغردقة وشرم الشيخ أرقامًا محدودة 128 و71 رحلة على التوالي، وهو ما يشير إما إلى تراجع الرحلات السياحية البحرية أو إلى محدودية البنية التحتية في تلك الموانئ مقارنة بالموانئ التجارية الكبرى.

اقتصاديًا، تعكس هذه الأرقام تحسنًا في مناخ التجارة الخارجية، واستقرارًا نسبيًا في الخدمات اللوجستية البحرية بمصر، وجود هذا التنوع في توزيع الرحلات بين الموانئ يدل على قدرة الموانئ المصرية على استيعاب أنواع متعددة من البضائع، كما يعكس استفادة الدولة من موقعها الجغرافي كمركز لعبور التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن الأرقام المحدودة لبعض الموانئ تدعو إلى توجيه المزيد من الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية، خاصة في الموانئ ذات الإمكانات السياحية أو تلك القريبة من المناطق الصناعية الجديدة، لتعزيز قدرتها التشغيلية وجذب مزيد من حركة السفن مستقبلاً.
Short Url
اشتباك على ضفاف السند، معركة الهند وباكستان على الأمن المائي
10 مايو 2025 04:34 م
بنسبة 13.5%، ما الأسباب وراء ارتفاع معدل التضخم السنوي في مصر خلال أبريل 2025؟
10 مايو 2025 01:01 م
العالم على صفيح ساخن، أربع قضايا كبرى تفسر الاضطراب الراهن 2025
10 مايو 2025 11:03 ص


أكثر الكلمات انتشاراً