الاقتصاد يسبق الحرب، هل تتحول قمة ألاسكا إلى صفقة قرن في سوق الغاز؟
السبت، 16 أغسطس 2025 10:35 ص

أمريكا وروسيا
ميرنا البكري
تُعد قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين ليس مجرد لقاء سياسي عادي، بل قمة "عالية المخاطر" لأن خلفها ملفات معقدة للغاية، من وقف إطلاق النار في أوكرانيا حتى مستقبل الغاز الطبيعي والـ LNG في ألاسكا، والجديد أن واشنطن فكرت بشكل جدي في استخدام كاسحات الجليد النووية الروسية لدعم مشاريع الغاز الأمريكية في القطب الشمالي، وهي خطوة تبدو غريبة في وسط صراع شرس بين البلدين، لكنها تكشف إلى أي مدى قد يكون الاقتصاد والطاقة أوراق تفاوض أقوى من السياسة نفسها.

كاسحات جليد روسية، حل اقتصادي ولا فخ استراتيجي؟
روسيا هي الدولة الوحيدة التي لديها أسطول كاسحات جليد نووية قادر على تشغيل ممرات الملاحة القطبية طوال العام، مما يجعلها مفتاح لأي مشروع ضخم في القطب الشمالي، وبالنسبة لترامب، الاعتماد على كاسحات روسية في ألاسكا له بعد اقتصادي مباشر:-
1.تسهيل شحن الغاز من مناطق نائية في الشمال.
2.نقل مواد بناء ومعدات وسط ظروف جوية صعبة.
3.تسريع تشغيل مشاريع الـ LNG وتخفيض تكاليف البنية التحتية.
لكن في المقابل، يفتح هذا القرار باب تبعية لروسيا في وقت أمريكا تحاول تقلل نفوذها عالميًا. بمعنى آخر، صفقة اقتصادية مغرية لكن محملة بمخاطر استراتيجية.
مشروع الغاز المسال في ألاسكا، الحلم الأمريكي بـ 44 مليار دولار
يحاول ترامب بيع للعالم مشروع عملاق للغاز المسال (بقيمة 44 مليار دولار) عبر خط أنابيب 800 ميل يقوم بتوصيل الغاز للمشترين الآسيويين والهدف الأساسي تقليل اعتماد آسيا على الغاز الروسي، ومنافسة قطر وأستراليا في سوق الغاز الطبيعي المسال، واستغلال ثروات ألاسكا بدلًا من أن تظل مدفونة تحت الجليد.
هذا المشروع ليس اقتصادي فقط، بل أيضًا ورقة جيوسياسية لأمريكا لكي تسيطر أكثر على سوق الطاقة الآسيوي وتكسر هيمنة روسيا.
مشروع كيلاك، منافس محلي صغير بحلم كبير
بجانب المشروع العملاق، يوجد مشروع آخر أصغر يُسمى "كيلاك" يستهدف 4 ملايين طن من الغاز سنويًا، وأوضح مؤسس المشروع نفسه أنه من الطبيعي أن أي مشروع أمريكي في القطب الشمالي يحتاج كاسحات جليد، حتى لو روسية.
لكن الأهم هنا أن هذه المشاريع الصغيرة تكشف عطش الشركات الأمريكية لدخول السوق الآسيوي حتى لو هذا يعني التعاون مع الخصوم.
أبعاد جيوسياسية، الغاز vs الحرب
القمة بين ترامب وبوتين ليس عن أوكرانيا فقط، بل عن اقتصاد الطاقة العالمي، فروسيا لديها اليد العليا في الشحن القطبي، وتمتلك أمريكا الاحتياطات الضخمة في ألاسكا، وآسيا تحتاج الغاز وبأي طريقة.
وبالتالي، أي صفقة بين البلدين قد تكون مبادلة ضمنية من خلال تقديم في مفاوضات الحرب مقابل تعاون اقتصادي في الطاقة.
التوقعات والنتائج
1. إذا تمت الصفقة، قد تتحول ألاسكا لمركز LNG عالمي خلال 10 سنوات، وقد تزود أمريكا حصتها في السوق الآسيوي.
2. اعتماد أمريكا على تكنولوجيا روسية قد يجعلها في وضع تناقض استراتيجي، خاصةً لو تدهورت العلاقات مرة أخرى.
3. السيناريو البديل، إذا فشلت الصفقة، سيظل مشروع ألاسكا متعطل بسبب صعوبة الشحن والبنية التحتية، وتظل روسيا محتفظة بميزتها القطبية.
4. على المدى الطويل، ستكون المنافسة على الممرات القطبية "حرب اقتصادية باردة جديدة"، والغاز الطبيعي المسال سيصبح السلاح الأهم بها.
اقرأ أيضًا:
قمة روسيا وأمريكا، النفط يتراجع بأكثر من دولارًا بعد وصول ترامب وبوتين لـ"ألاسكا"
الكرملين: مشاريع التعاون الاقتصادي بين روسيا وأمريكا ضمن جدول أعمال قمة ألاسكا

ختامًا، تكشف قمة ألاسكا أن الاقتصاد لغة السياسة الجديدة. ومن الممكن أن يكون ترامب يبحث عن صفقة غاز تغير قواعد اللعبة في آسيا وتفتح سوق ضخم للشركات الأمريكية، لكن إذا استخدم كاسحات روسية، سيدخل في شراكة خطيرة مع خصم استراتيجي، وفي النهاية، المعركة ليس على أوكرانيا فقط، لكن أيضًا على من يمتلك مفاتيح الطاقة في القرن الـ 21.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أدوات من السماء، طائرات الدرون تحدث ثورة في المراقبة والإنقاذ
15 أغسطس 2025 01:01 م
بـ45 % من اقتصاد مصر، القاهرة تتربع على عرش أغنى 10 مدن في القارة السمراء
12 أغسطس 2025 02:08 م
إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية
13 أغسطس 2025 08:16 م
أكثر الكلمات انتشاراً