سباق التكنولوجيا والطاقة، لماذا تراهن Google على المفاعلات النووية؟

الخميس، 08 مايو 2025 09:02 م

إنشاء مفاعلات نووية - أرشيفية

شهيرة أحمد

تشهد شركات التكنولوجيا العملاقة تحوّلًا متسارعًا نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، مدفوعة بالارتفاع الكبير في استهلاك الطاقة الناتج عن التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والطلب المتزايد على تشغيل مراكز البيانات، ويعكس هذا التوجه سعي الشركات لتأمين حلول طاقة موثوقة تواكب نموها التقني وتدعم أهدافها البيئية المستقبلية.

اتفاقية تعاون مع شركة Google لتطوير 3 مواقع لإنشاء مفاعلات نووية

في هذا السياق، أعلنت شركة Elementl Power الأمريكية المتخصصة في تطوير مشاريع الطاقة النووية، عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة Google لتطوير ثلاثة مواقع مخصصة لإنشاء مفاعلات نووية متقدمة، بهدف تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة لمراكز البيانات حول العالم.

يأتي هذا التعاون في وقت يشهد فيه العالم طفرة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يضاعف من استهلاك الطاقة، ويعزز الحاجة إلى مصادر طاقة موثوقة وغير منقطعة.

كيف يمكن للذكاء الاصطناعى حل أزمة الطاقة فى المستقبل؟

استثمار في مراحل مبكرة من المشروع

أوضحت Elementl Power أن شركة Google ستوفر رأس مال لتغطية المراحل المبكرة من تطوير المواقع الثلاثة، دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق المالية. ومن المتوقع أن يولد كل موقع قدرة كهربائية لا تقل عن 600 ميجاوات، وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNBC الأمريكية.

واشار التقرير، إلى أنه سيكون أمام جوجل Google خيار شراء الطاقة من تلك المواقع فور تشغيلها، وتشمل الأنشطة التي سيتم تمويلها من جوجل في هذه المرحلة، تفاصيل الحصول على التصاريح اللازمة، وضمان حقوق الربط بشبكة الكهرباء والنقل، وإجراء المفاوضات والعقود المختلفة، وغيرها من إجراءات الإعداد الأولية، كما لم يتم الكشف حتى الآن عن المواقع المقترحة للمشروعات.

الطاقة النووية لحل أزمة الطلب المتزايد

وفي هذا السياق، قالت رئيسة قسم الطاقة بمراكز بيانات Google على مستوى العالم، أماندا بيترسون كوريو، إن الشركة تسعى لدعم مشاريع تعزز شبكات الكهرباء في المناطق التي تعمل بها، مؤكدة أن التقنيات النووية المتقدمة توفر طاقة أساسية وموثوقة على مدار الساعة.

وأضافت كوريو، أن التعاون مع Elementl Power يعزز من قدرات جوجل على التحرك بسرعة لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي والابتكار الأمريكي.

مدونة كاسبرسكي الرسمية | مركز أبحاث Kaspersky لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

خطط طموحة لزيادة الطاقة النووية

وتأسست Elementl Power في عام 2022 كمطور لمشروعات الطاقة النووية، ولم تبدأ حتى الآن في بناء أي موقع فعلي.

كما أنها لم تحدد بعد نوع المفاعلات التي ستعتمد عليها، إذ تحتفظ بمرونة في اختيار التكنولوجيا الأنسب عند بدء مرحلة التنفيذ الفعلي، على أن تعتمد على أكثر المفاعلات تطورًا وقتها.

ومن جانبه، قال كريس كولبير، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، إن الشراكات من هذا النوع ضرورية جدا من أجل حشد رأس المال المطلوب لبناء مشروعات نووية جديدة، وكذلك لتوفير طاقة آمنة ونظيفة ومستدامة، كما تساهم في دعم الأهداف طويلة المدى للشركات للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية.

وأكد كولبير، أن شركة Elementl ستتجه لاحقًا إلى جمع التمويل من صناديق البنية التحتية وغيرها من المصادر لاستكمال بناء المشروعات، مشيرًا إلى أن الشركة تستهدف إضافة 10 جيجاوات من الطاقة النووية إلى الشبكة بحلول عام 2035.

توجه متزايد من شركات التكنولوجيا نحو الطاقة النووية

وكانت Google قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن تعاونها مع شركة Kairos Power المتخصصة في المفاعلات الصغيرة، مع تعهدها بشراء الطاقة من محطات Kairos، على أن يبدأ أول مفاعل عمله بحلول عام 2030، مع خطط لتشغيل مزيد من المفاعلات حتى عام 2035.

يأتي ذلك في وقت أعربت فيه بعض الأطراف عن قلقها من أن تحسين كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي قد يقلل الحاجة إلى مصادر طاقة جديدة، كما أشارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "DeepSeek".

ولكن أكد عمالقة التكنولوجيا مثل Amazon وNvidia أن الحاجة إلى الطاقة الأساسية تتزايد بوتيرة متسارعة.

وفي أبريل الماضي، قدّر جاك كلارك، الشريك المؤسس لشركة Anthropic، أن مراكز البيانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى 50 جيجاوات إضافية من الطاقة بحلول عام 2027، أي ما يعادل بناء نحو 50 محطة نووية جديدة.

تمثل هذه الشراكة بين Google وElementl Power نقلة نوعية في مسار الاعتماد على الطاقة النووية كخيار مستدام لتلبية متطلبات الثورة الرقمية، لا سيما في ظل الطفرات المتسارعة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وبينما تواصل الشركات العملاقة البحث عن حلول طويلة الأجل، تؤكد هذه الخطوة أن مستقبل الطاقة لن يكون فقط نظيفًا، بل ذكيًا واستراتيجيًا أيضًا.

Short Url

أخبار متعلقة