التضخم يدفع البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة في 2025، ماذا ينتظر العالم في 2026؟

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 04:22 م

أسعار الفائدة

نفيسه محمود

شهدت السياسات النقدية العالمية تقلبات عنيفة خلال عام 2025، واتخذت البنوك المركزي الكبرى، مثل الفيدرالي الأمريكي، والبنك الأوروبي، وبنك الشعب الصيني، وبنك إنجلترا، سياسات مختلفة في محاولات لإنقاذ الاقتصاد من التضخم، ونوضح من خلال التقرير التالي، تطور أسعار الفائدة خلال عام 2025 لأكبر البنوك العالمية، مع توقعات بالنسبة لعام 2026، بناءً على مؤشرات عام 2025.

تطور سعر الفائدة الاسمي للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من يناير إلى ديسمبر 2025

خلال عام 2025، حاول الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يسيطر على معدلات التضخم، وخفض تكاليف الاقتراض، ففي خلال الجزء الأول من العام، ثبت الفيدرالي أسعار الفائدة عند (4.25% - 4.5%)، وأبقاها مرتفعة، وكان السبب الرئيسي هو خوف الفيدرالي الأمريكي من ارتفاع أسعار السلع لمستوى جنوني، بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي تم فرضها، والذي أدى إلى زيادة أسعار السلع المستوردة، والنتيجة هو ارتفاع التضخم من 2.3% في إبريل إلى 3% في سبتمبر.

وفي اجتماع سبتمبر 2025، قرر الفيدرالي خفض الفائدة لأول مرة منذ انتهاء عام 2024، حيث خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس، أي 0.25%، ليصبح سعر الفائدة (4% - 4.25%)، ومع نهاية العام خلال اجتماعات شهري أكتوبر وديسمبر، واصل الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، بنسبة 0.25% في كل اجتماع، حتى سجلت أسعار الفائدة مع نهاية عام 2025، حوالي (3.5% إلى 3.75%)، ووصلت تكاليف الاقتراض إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2022.

تطور سعر الفائدة الاسمي لبنك إنجلترا من يناير إلى ديسمبر 2025

واتبع بنك إنجلترا استراتيجية التيسير الحذر، في تحديد السياسة النقدية البريطانية لعام 2025، حتى تحقق التوزان بين خفض تكاليف المعيشة، وفي نفس الوقت دعم النمو الاقتصادي.

فمع بداية عام 2025، بدأ بنك إنجلترا خفض الفائدة إلى 4.5% في شهر فبراير، متجهًا لتسهيل الاقتراض، وفي مارس، اضطر البنك إلى تثبيت سعر الفائدة بسبب حالة عدم اليقين والتوتر العالمي، بعدها انخفضت معدلات التضخم، مما شجع البنك على خفض أسعار الفائدة إلى 4.25%.

وبحلول شهر أغسطس 2025، واصل البنك تخفيضه لأسعار الفائدة مسجلة 4%، وبعدها ثبت الأسعار خلال شهري سبتمبر ونوفمبر، ومع آخر اجتماع له لعام 2025، والذي عُقد في 18 ديسمبر، قرر البنك خفض أسعار الفائدة لتصل إلى 3.75%.

وبتحليل قرارات بنك إنجلترا، استطاعت بريطانيا خفض تكاليف الاقتراض لأدنى مستوى مقارنة بآخر 3 سنوات، وهكذا استطاعت دعم العديد من القطاعات منها التمويل العقاري مع التشجيع على القروض الإنتاجية، ويتضح أيضًا أن بنك إنجلترا كان أسرع من الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.

تطور سعر الفائدة الاسمي للبنك المركزي الأوروربي من يناير إلى ديسمبر 2025

لقد كانت منطقة اليورو هي الأكثر سرعة في خفض أسعار الفائدة، مقارنة بمنطقتي أمريكا وبريطانيا، فمنذ يونيو 2024، والبنك يخفض أسعار الفائدة، ومع بداية عام 2025، في شهر يناير، قرر البنك تخفيض أسعار الفائدة لتصل إلى 2.75%، وبعدها توالت الانخفاضات في مارس ثم إبريل ثم يونيو، كل مرة يتم خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، حتى وصل سعر الفائدة إلى 2% في يونيو 2025.

بعددها قرر البنك المركزي الأوروبي تثبيت أسعار الفائدة من يوليو 2025، وحتى ديسمبر 2025، حيث أبقى سعر الفائدة عند 2%، ويرجع هذا التثبيت بسبب نجاح البنك في الوصول بالتضخم إلى نسبة 2%، وهو يعتبر معدل مثالي تسعى جميع البنوك للوصول إليه، لأنه يعتبر حالة طبيعية، بحيث أنه لا يكون تضخم مرتفع يؤثر على القوة الشرائية للمواطنين، ولا ركود يسبب إيقاف المصانع ويعرض البلد لأزمة.

وبمقارنة البنك المركزي الأوروبي مع بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نجد أن البنك الأوروبي هو الأرخص من حيث التمويل، لأن سعر الفائدة أقل من البنكين المذكوريين، كما أن منطقة اليورو استطاعت أن تصل إلى مرحلة الاستقرار السعري، أسرع من غيرها، مما سمح لها بتثبيت أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من عام 2025.

تطور سعر الفائدة الاسمي لبنك الشعب الصيني من يناير إلى ديسمبر 2025

أما بنك الشعب الصيني، فقد كانت قراراته السياسية متحفظة بشكل أكبر بسبب الضغوط الداخلية والخارجية التي واجهت الصين خلال عام 2025، فمع بداية عام 2025، بدأ البنك المركزي الصيني، والمعروف باسم بنك الشعب الصيني، بتثبيت أسعار الفائدة عند 3.1%، حيث ثبت أسعار الفائدة في 4 اجتماعات متتالية.

وكان السبب الأساسي من هذا التثبيت، هي محاولات البنك من حماية العملة المحلية، (اليوان الصيني)، من التعرض للانهيار أمام الدولار الأمريكي، وخاصة مع الضغوط الخارجية بسبب السياسات التجارية الصارمة التي فرضتها أمريكا، وإذا جازف البنك وقتها بتغيير أسعار الفائدة سواء بالارتفاع أو الانخفاض، كان سيتعرض اليوان إلى أزمة كبيرة.

وبحلول مايو 2025، بدأ البنك بتخفيض أسعار الفائدة، عند 3%، وذلك بعد تخفيض طفيف، حيث خفض أسعار الفائدة 10 نقاط أساس فقط، وساعد هذا الخفض على دعم الاقتصاد الصيني، ويلاحظ أن أمريكا وأوروربا، خفضوا بمقدار 25 نقطة في كل اجتماع، وكان القرار هو تخفيض أسعار الفائدة، مقارنة بالصين التي عندما خفضت، كان القرار تخفيض 10 نقاط فقط، مما يشير إلى أن الصين لديها مخاوف كبيرة من انهيار العملة.

بعدها ثبت البنك أسعار الفائدة من يونيو وحتى ديسمبر 2025، خلال 7 اجتماعات متتالية، ليتم تثبيت أسعار الفائدة عند 3% مع نهاية العام، وتأثرت قرارات البنك بسبب تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على الاقتصاد الصيني، وأزمة الطلب المحلي، والأزمة التي تةوجهها الصين، فمن ناحية تريد خفض الفائدة لتحفيز الاستثمار، ولكن من ناحية أخرى قد يؤدي تخفيضها إلى ضعف العملة المحلية.

توقعات السياسات النقدية للبنوك المركزية العالمية لعام 2026

وفقًا للتوقعات المنشورة عن المؤسسات المالية العالمية لعام 2026، فمن المتوقع أن تشهد الأسواق تباطؤًا ملحوظًا، وسينخفض معدل التوظيف، وهو ما سيدفع البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة لتنشيط التوظيف، ولكن إذا تعرضت أسعار الطاقة سواء النقط أو الغاز لتقلبات عنيفة، أو توترت سلاسل الإمداد، قد تضطر البنوك إلى رفع أسعار الفائدة بدلًا من خفضها.

اسم البنك المركزي	توقعات تحركات أسعار الفائدة لعام 2026	توقعات أسعار الفائدة خلال النص الأول من 2026
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي	خفض 50 نقطة أساس	%3.25
بنك إنجلترا	خفض 50 نقطة أساس	%3.25
بنك اليابان	تثبيت أسعار الفائدة	%0.75
البنك المركزي الصيني	تثبيت أسعار الفائدة	%3
البنك المركزي الأوروبي	تثبيت أسعار الفائدة	%2

مؤشرات التباطؤ تخيم على الاقتصاد العالمي، مؤسسات مالية عالمية ترسم سيناريوهات 2026

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.