العالم على حافة الانفجار، تصعيد نووي روسي أمريكي يهز الأسواق ويعيد رسم الخرائط
الأربعاء، 06 أغسطس 2025 12:40 ص

ترامب وبوتن
بين غواصات نووية تقترب من السواحل الروسية، وصواريخ فرط صوتية تنتظر أوامر الإطلاق من قلب بيلاروسيا، وسوق عالمي فقد أكثر من 1.1 تريليون دولار في ساعات، يبدو أن العالم يعيش حاليًا لحظة فاصلة، تتجاوز مجرد مناورات سياسية، لتضعنا على شفا تصعيد غير مسبوق بين القوى العظمى، ينذر بعودة أجواء الحرب الباردة، وربما ما هو أسوأ.

ووسط هذا التصعيد، تظهر قضايا الشرق الأوسط أنها ثانوية مثل اعتراف فرنسا المرتقب بدولة فلسطين، كمحفزات لصراعات أعمق، تفضح حجم الاحتقان الدولي وانقسام المصالح، في وقت تتجه فيه العولمة إلى انكماش حاد، وتتشكل تحالفات جديدة على حساب النظام الدولي التقليدي.
10 أيام للسلام أو الدمار.. إنذار ترامب لبوتين
في خطوة مثيرة للجدل، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات حاسمة خلال مؤتمر في اسكتلندا، مانحًا روسيا مهلة 10 أيام لوقف عمليتها العسكرية المتقدمة في أوكرانيا.
الإنذار لم يكن دبلوماسيًا، بل مدججًا بتهديدات بعقوبات اقتصادية وحصار خانق لأي دولة تواصل التعامل مع موسكو، في تلميح واضح لدول مثل الهند، تركيا، وحتى بعض الحلفاء الأوروبيين الذين بدأوا مؤخرًا بمراجعة علاقاتهم بالطرفين.
رد موسكو لم يأتي من بوتين مباشرة، بل من ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الذي لم يكتفي برفض التهديد، بل أعلن ولأول مرة منذ سنوات تفعيل نظام “اليد الميتة” النووي.
اقرأ أيضًا:
خارج رادارات الحرب النووية، فقراء اليورانيوم يطرقون أبواب التاريخ
️ اليد الميتة.. الذراع النووي الذي لا يموت
نظام اليد الميتة، هو بروتوكول سوفييتي قديم، صُمم ليطلق العنان لصواريخ نووية روسية بشكل تلقائي في حال تعرضت القيادة السياسية والعسكرية لضربة مميتة، دون الحاجة لأي قرار بشري مباشر.
إعادة تفعيله رسالة مفادها، أي مغامرة أمريكية ستقابل بفناء متبادل محتم، فالرد الأمريكي لم يتأخر، غواصتان نوويتان من طراز أوهايو، كل واحدة منهما تحمل 24 صاروخًا باليستيًا، اتجهتا نحو السواحل الروسية، في عرض للقوة هو الأخطر منذ أزمة كوبا 1962.

فرنسا.. ضحية سياسية لاختراق سيبراني
في خضم هذا التوتر النووي، ظهرت فرنسا كلاعب غير تقليدي في ساحة التصعيد، وبعد إعلانها نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في جلسة الأمم المتحدة المقبلة، تعرضت Naval Group، أكبر شركة تصنيع سفن وغواصات فرنسية، لاختراق إلكتروني ضخم أدى إلى تسريب 1 تيرابايت من البيانات العسكرية السرية.
البيانات المسربة لا تخص فرنسا فقط، بل تمتد إلى مشاريعها العسكرية المشتركة مع الهند، ومصر، والبرازيل، ودول أخرى، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الأمنية الغربية.
ورغم عدم وجود أدلة مباشرة، إلا أن توقيت الهجوم أثار شكوكًا بشأن كونه رسالة استخباراتية ضمنية لباريس من أحد خصومها الدوليين، قد تكون موسكو، أو حتى جهات حليفة لواشنطن.
اقرأ أيضًا:
من أفلام نهاية العالم إلى واقع أوروبا، ملاجئ تحت الأرض بمليارات الدولارات
الأسواق تنهار.. والاقتصاد يختنق
بين التصعيد العسكري والسيبراني، جاءت الضربة الأكبر للاقتصاد العالمي، في الأول من أغسطس، حيث أعلنت إدارة ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية المجنونة، طالت دولًا مثل الهند، كندا، سويسرا، ما أدى إلى انهيار جماعي في البورصات العالمية، تمثل في:
- تبخر أكثر من 1.1 تريليون دولار من الأسواق خلال ساعات.
- تعرض أسهم التكنولوجيا والسلع الفاخرة لأكبر موجة بيع منذ جائحة كورونا.
- عادت مخاوف الركود التضخمي للظهور، مع قفزة في أسعار النفط والغاز.

الشرق الأوسط.. يدفع الثمن في كل سيناريو
في خضم هذه الحرب الاقتصادية والجيوسياسية، تجد دول المنطقة نفسها في مرمى النيران دون أن تكون طرفًا مباشرًا، مصر مثلًا، تعتمد على واردات الطاقة بشكل كبير، وكل ارتفاع في أسعار النفط أو الغاز يعني مليارات إضافية تتحملها الموازنة العامة.
تصريحات ترامب شملت تلميحات بفرض قيود على الدول التي تستورد النفط من روسيا، ما قد يدفع دول الخليج لتعويض الطلب المتزايد، ويرفع الأسعار أكثر، بينما الهند، بدأت تقليص وارداتها من روسيا، وسعت لتعويض النقص من الخليج، مما يزيد الضغط على أسواق الطاقة ويعمق الاختناقات.
بل الأدهى أن القرن الإفريقي، وبوابته إثيوبيا، يشهد الآن تطورات أمنية لها امتدادات مصرية مباشرة، من سد النهضة إلى التنافس على النفوذ البحري في البحر الأحمر.
اقرأ أيضًا:
أبرز بنود التعاقد «المصري الروسي» لبناء محطة الضبعة النووية
العالم يختنق.. والخطر ليس عسكريًا فقط
ما يحدث الآن ليس مجرد تهديدات بصواريخ نووية أو غواصات مدمرة، إنما هو مؤشر على اختلال هيكلي في النظام العالمي، فالاقتصاد لم يعد يفصل عن الجغرافيا السياسية، والتحالفات الدولية تعاد صياغتها بالقوة لا بالدبلوماسية، بينما الاستقرار الاقتصادي أصبح رهينة الصراع بين واشنطن وموسكو وبكين.
والأخطر أن المنطقة العربية مرشحة لتكون إحدى ساحات التصادم غير المباشر عبر الطاقة، والتمويل، والحلفاء، وساحة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

رائحة حرب باردة جديدة.. لكن أكثر حرارة
العالم الآن لا يشهد مجرد مناوشات، بل صراعًا على القيادة العالمية، حيث تؤكد روسيا جاهزيتها للردع النووي، وأمريكا تستعرض قوتها البحرية، بينما أوروبا تنقسم داخليًا، والأسواق تتهاوى.
وفي الخلفية، تتحرك ملفات حساسة مثل الاعتراف بفلسطين، لتثبت أن السياسة لا تنفصل عن الاقتصاد، وأن قرارًا دبلوماسيًا قد يشعل حربًا سيبرانية، أو يهز توازن قوى إقليمي بالكامل، ويبقى السؤال، هل نحن في بداية النهاية لهيمنة أمريكا؟ أم في لحظة انتحار جماعي للنظام الدولي؟
ما نعرفه فقط هو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة بصواريخ أسرع، وشبكات تجسس أذكى، واقتصاد عالمي هش كقنبلة موقوتة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات الرقمية، تعزيز للإنتاجية أم تهديد للخصوصية؟
06 أغسطس 2025 12:01 ص
25.5 جيجاوات من الطاقة النظيفة في مصر، جزء قيد التشغيل وآخر للمستقبل
05 أغسطس 2025 04:36 م
قائمة أكثر 10 دول تلوثًا بالهواء خلال 2024، اعرف ترتيب مصر
05 أغسطس 2025 03:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً