السباق النووي إلى القمر.. "طاقة المستقبل" تجذب استثمارات بالمليارات في الفضاء
الأربعاء، 06 أغسطس 2025 09:56 م

السباق النووي إلى القمر
في خطوة تعكس طموحات متسارعة نحو ترسيخ وجود دائم خارج كوكب الأرض، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” نيتها تسريع تطوير مفاعل نووي انشطاري لتوليد الكهرباء على سطح القمر بحلول عام 2030.

هذه الخطوة التي تندرج ضمن تحول استراتيجي في سياسات الوكالة، تحمل أبعادًا اقتصادية وتكنولوجية تتجاوز مجرد الاستكشاف الفضائي، لتضع أسس “سوق طاقة نووية خارج الكوكب”، قد تغير قواعد اللعبة الجيوسياسية مستقبلاً.
استثمارات تتجاوز الجاذبية
المفاعل المزعم تطويره ليس مجرد مشروع علمي، بل يمثل استثمارًا استراتيجيًا في اقتصاد الفضاء المستقبلي، فوجود مصدر طاقة مستقر وموثوق على سطح القمر لا يفتح فقط باب التمركز الدائم هناك، بل يمكن من إقامة منشآت صناعية، ومحطات أبحاث، بل وربما منصات تجارية في العقود القادمة.
هذه المشاريع تتطلب تمويلات ضخمة، لكنها في الوقت نفسه تفتح أسواقًا جديدة أمام شركات القطاع الخاص المتخصصة في الطاقة النووية، والطيران، والأنظمة الحرارية، وتوليد الكهرباء في البيئات القاسية.
وبتوجيه رسمي من وكالة ناسا لدعوة الشركات للمشاركة في تصميم مفاعلات أكثر قوة، تدخل شركات التكنولوجيا النووية في سباق جديد على العقود الفضائية.

نموذج اقتصادي جديد.. الشراكة الفضائية التجارية
التوجه الآخر اللافت في خطة ناسا يتمثل في إعادة هيكلة أسلوب تعاقدها مع الشركات التجارية، خاصة فيما يتعلق بمحطات الفضاء البديلة لمحطة الفضاء الدولية، المتوقع خروجها من الخدمة في 2030.
وهو ما يعكس تحولاً جوهريًا نحو نموذج شراكة أكثر مرونة، يتيح للقطاع الخاص دورًا أكبر في بناء وصيانة البنية التحتية للفضاء.
هذا النهج لا يخلو من دوافع اقتصادية واضحة، إذ تسعى ناسا إلى تقليل الأعباء المالية على الميزانية الفيدرالية عبر توزيع المخاطر والتكاليف على الشركات، خاصة في ظل تقلبات التمويل السياسي والتغيرات في أولويات الإدارة الأمريكية.
اقرأ أيضًا:
ثروة فضائية غير مسبوقة، ناسا تكشف كنز هائل بقيمة 700 كوينتيليون دولار
أبعاد جيوسياسية.. واشنطن تتحرك سريعًا قبل موسكو وبكين
التوقيت أيضًا لا يخلو من دلالة سياسية، فالإعلان يأتي بعد أول اجتماع بين ناسا ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" منذ عام 2018، وسط تقارير عن خطة صينية روسية مشتركة لإنشاء محطة طاقة نووية على القمر بحلول 2035.
التحرك الأمريكي يهدف بوضوح إلى كسر الاحتكار الروسي الصيني المحتمل للطاقة القمرية، وضمان الريادة في تكنولوجيا الطاقة خارج الكوكب، فالصراع لم يعد يدور فقط حول من يذهب إلى القمر، بل من يستطيع الاستفادة منه اقتصاديًا.

هل تتحول الطاقة القمرية إلى سوق بمليارات الدولارات؟
مع انفتاح ناسا على تكنولوجيا المفاعلات النووية الصغيرة، تشير تقديرات الخبراء إلى أن سوق الطاقة الفضائية قد يتجاوز 100 مليار دولار بحلول منتصف القرن، لا سيما مع خطط الاستيطان الفضائي والاستكشاف طويل الأمد.
وفي حال نجاح المشروع القمري، ستكون الخطوة التالية هي نقل التكنولوجيا إلى المريخ، وهو ما تطمح له الوكالة ضمن خططها لاستكشاف الكوكب الأحمر، وقد تكون هذه المشاريع منصة انطلاق لاقتصاد طاقة مستقل عن الأرض، تستفيد منه البشرية في مواقع تتجاوز المدار الأرضي.
خطط ناسا لتوليد الكهرباء عبر مفاعل نووي على القمر ليست مجرد تطور تكنولوجي، بل مشروع استراتيجي ذو أبعاد اقتصادية عميقة.
ومن تعزيز دور الشركات الخاصة، إلى توجيه السياسة الأمريكية للفضاء في مواجهة القوى الصاعدة، تقود الوكالة اليوم ما يمكن وصفه بثورة الطاقة خارج الكوكب، لكن يبقى التحدي الأساسي، هل يمكن نقل قواعد السوق إلى بيئة لا تعرف الجاذبية؟
اقرأ أيضًا:
ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الاسكوتر والدراجة النارية الكهربائية.. سوق ينمو بهدوء نحو التحول الحضري
06 أغسطس 2025 10:57 م
الطاقة الكهرومائية تشكل 14.31% من كهرباء العالم في 2024، والصين تقود المشهد بقوة
06 أغسطس 2025 04:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً