ثروة فضائية غير مسبوقة، ناسا تكشف كنز هائل بقيمة 700 كوينتيليون دولار

الإثنين، 21 يوليو 2025 03:46 ص

الفضاء الخارجي

شهدت أبحاث الفضاء خلال العقود الماضية اهتمامًا متزايدًا بموارد الكون غير المستغلة، وها هو الحلم القديم يتحقق تدريجيًا مع اكتشاف كويكب ضخم يحمل ثروة ضخمة من المعادن النفيسة، قد تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ومستقبل التعدين بشكل جذري.

أكبر مخزونات الذهب والحديد والنيكل

وفي قلب هذا الاكتشاف كويكب "سايكي 16"، الذي أصبح محط أنظار وكالات الفضاء والشركات الخاصة على حد سواء، لكونه يحمل واحدًا من أكبر مخزونات الذهب والحديد والنيكل في نظامنا الشمسي.

كويكب “سايكي 16”.. ثروة فضائية تتجاوز توقعات الأرض

يقع كويكب "سايكي 16" في الحزام الرئيسي بين كوكبي المريخ والمشتري، ويُعد من الكويكبات الغنية بالمعادن الثمينة.

وفي عام 2019، قدّر العلماء احتياطياته المعدنية بمبلغ ضخم يصل إلى 700 كوينتيليون دولار، وهو رقم فلكي يعادل أضعاف اقتصادات العالم مجتمعين، وهو وهو رقم كبير جدًا لدرجة أنه تصدّر عناوين الصحف، كما أنه يشير إلى أن كل شخص على وجه الأرض يُمكن أن يُصبح مليارديراً.

ولم تثر هذه الأرقام فقط حماس العلماء والجمهور، بل أثارت أيضًا تساؤلات جدية حول تأثير مثل هذه الثروات على الاقتصاد العالمي وأسواق المعادن، إضافة إلى تداعيات جيوسياسية محتملة.

التحديات التقنية واللوجستية أمام التعدين الفضائي

ورغم أن كميات المعادن في "سايكي" قد تكون هائلة، فإن استخراجها على الأرض ليس بالأمر السهل. لا يتعلق الأمر فقط بامتلاك التكنولوجيا، بل يشمل التحديات اللوجستية والتكاليف العالية المتعلقة بالنقل والتكرير في الفضاء.

كما تظل هناك قضايا قانونية حول حقوق الملكية في الفضاء، فضلاً عن المخاوف من تأثير إغراق الأسواق الأرضية بهذه المعادن التي قد تؤدي إلى انهيار قيمتها الاقتصادية، وفقاً لتقرير نشره موقع “Eco Portal”.

مهمة "سايكي" الفضائية.. خطوة نحو فهم الثروات الكونية

أطلقت ناسا في أكتوبر 2023 مركبة فضائية مخصصة لدراسة كويكب "سايكي 16"، بهدف رسم خريطة تفصيلية لبنيته وتكوينه.

ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى الكويكب بحلول عام 2029، لتزود العلماء ببيانات حيوية حول إمكانية استغلال هذه الثروات المعدنية في المستقبل. المهمة لا تهدف للتعدين المباشر، بل لفهم أعمق لنواة الكواكب ومدى قابلية تحقيق الاستفادة العملية من هذه الموارد.

كويكبات أخرى ذات ثروات معدنية هائلة

لا يقتصر الأمر على "سايكي 16" فقط، فهناك أكثر من 1.3 مليون كويكب في نظامنا الشمسي، العديد منها غني بالمعادن الثمينة مثل البلاتين والكوبالت والذهب.

وبعض هذه الأجسام الفضائية مثل "جيرمانيا 241" هي بقايا كواكب منهارة، في حين تحمل كويكبات أخرى أدلة على أصل الحياة على الأرض، مثل الماء والكربون، ويُعتقد أن كويكب صغير قريب من الأرض يُدعى "2011 UW158" يحتوي على ما يُقدر بـ 5.4 تريليون دولار من البلاتين وحده.

الكويكبات.. بين تهديدات وجودية وفرص ذهبية

ولعبت الكويكبات دورًا حيويًا في تشكيل الأرض، فبعض العلماء يعتقدون أنها جلبت العناصر الأساسية للحياة مثل الماء والكربون. ومع ذلك، لا تزال تمثل خطرًا قائمًا من الاصطدامات المحتملة.

وقد حققت مهمة "دارت" التابعة لناسا في 2022 إنجازًا مهمًا عبر تغيير مسار كويكب صغير، في خطوة تعكس جهود الدفاع الكوكبي المستمرة.

مستقبل التعدين الفضائي.. بين الفرص والتحديات

بينما يستعد العلماء لاستكشاف "سايكي" بشكل مفصل، فإن نتائج هذه المهمة قد تفتح أبوابًا جديدة لفهم تكوين الكواكب وتوزيع المعادن في نظامنا الشمسي.

لغز حير علماء الفيزياء.. هل يوجد ذهب في الفضاء؟ - مجلة عالم التكنولوجيا

ولكنها تثير في الوقت نفسه أسئلة حول كيفية تنظيم الاستغلال الاقتصادي لهذه الموارد الفضائية، والتحديات التقنية والقانونية التي لا تزال بحاجة إلى حلول قبل أن تتحول هذه الأحلام إلى واقع اقتصادي.

ومن خلال ذلك، يصبح التعدين في الفضاء ليس مجرد فكرة خيالية من أفلام الخيال العلمي، بل واقعًا قابلاً للتحقيق في المستقبل القريب، ما قد يغير موازين الاقتصاد العالمي ويعيد تعريف معنى الثروة على كوكب الأرض.

اقرأ أيضًا:

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.