ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟
الأحد، 20 يوليو 2025 03:45 م

ناسا وسبيس إكس
في لحظة حساسة من تاريخ استكشاف الفضاء، وجد برنامج الفضاء الأمريكي نفسه أسيرًا لصراع شخصي محتدم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك.
هذا النزاع، الذي لم يكن متوقعًا، ألقى بظلاله على مسيرة الفضاء الأمريكية، مهددًا بتقويض التقدم والخطط المستقبلية في هذا المجال الحيوي.

صراع شخصي يهدد مستقبل برنامج الفضاء الأمريكي
هذا النزاع، الذي بدأ بخلافات حول سياسات الضرائب والهجرة، تجاوز الحوارات الإعلامية، ليهدد شراكة استراتيجية حيوية بين ناسا وسبيس إكس، وسط تساؤلات جوهرية…
هل يمكن لوكالة الفضاء الأمريكية أن تعمل دون خدمات الشركة التي أصبحت عمودها الفقري؟
شراكة بمليارات الدولارات مهددة
منذ عام 2006، تعاقدت ناسا مع سبيس إكس في برامج تتجاوز قيمتها 16 مليار دولار، تشمل تطوير صواريخ "فالكون 9" و"ستارشيب"، ونقل رواد الفضاء والشحنات إلى محطة الفضاء الدولية، والمشاركة في برنامج "أرتميس" للهبوط على القمر.
لكن تهديد ترامب بإلغاء عقود تفوق قيمتها 22 مليار دولار يفتح الباب أمام أزمة محتملة قد تعرقل خطط الفضاء الأمريكية لسنوات.
وبينما تتيح العقود الحكومية للرئيس إنهاء الشراكات "اختياريًا"، فإن هذا الخيار مكلف سياسيًا وماليًا، وقد يعرض الإدارة لدعاوى قضائية بسبب الدوافع السياسية وراء الإلغاء.

سبيس إكس.. احتكار تكنولوجي لا يمكن تجاوزه
في عام 2024، نفذت سبيس إكس ما يقرب من 90% من عمليات الإطلاق المدارية في الولايات المتحدة، وقد أصبحت الشركة المزود الوحيد المعتمد لدى ناسا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية بعد توقف المكوكات الفضائية.
ورغم وجود منافسين مثل "بلو أوريجين"، "يونايتد لاونش"، و"نورثروب جرومان"، إلا أن كل هذه الشركات لا يمتلكوا الجاهزية التكنولوجية أو الوتيرة التشغيلية التي وصلت إليها سبيس إكس، وفي ظل تأخر إطلاقات "فولكان" و"نيو جلين"، فإن البدائل لا تزال غير ناضجة تجاريًا أو تقنيًا.
اقرأ أيضًا:
"سبيس إكس" تستثمر 2 مليار دولار في "xAI" لتعميق روابط ماسك بالـ Ai
اقتصاد الفضاء في قبضة فرد واحد؟
يعكس هذا النزاع هشاشة النموذج الأمريكي المعتمد على القطاع الخاص في تنفيذ المهام الحكومية، فبينما كان الهدف من خصخصة خدمات الفضاء هو تقليل التكاليف وتسريع الابتكار، فإن الاعتماد المفرط على شركة واحدة يخلق مخاطرة نظامية، قد تتجاوز الفضاء لتطال الأمن القومي.
إن ناسا باتت ضحية لنجاحها في تمكين القطاع الخاص، حيث أنشأت وحشًا تكنولوجيًا لا يمكنها السيطرة عليه أو استبداله بسهولة، وهو ما أقر به ماسك حين أعلن أن "ناسا لا تمثل سوى 1.1 مليار دولار من إيرادات شركته المتوقعة البالغة 15.5 مليار في 2025".

الرسالة الأعمق.. عندما تصبح السياسة تهديدًا للاقتصاد
هذا الصراع لا يعكس فقط خلافًا شخصيًا، بل يلقي الضوء على التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في التعامل مع الشركات العملاقة ذات النفوذ التكنولوجي والسياسي، مثل سبيس إكس وتسلا وأمازون.
فبينما تملك الحكومة نظريًا أدوات السيطرة، إلا أن الواقع يفرض توازنات قوى جديدة، تجعل من الصعب فرض إرادة الدولة دون عواقب اقتصادية قاسية.
وإذا كانت سبيس إكس مثالًا على الابتكار، فهي أيضًا تحذير من الاعتماد على كيانات فردية في مهام ذات طابع استراتيجي ووطني.
الاقتصاد الفضائي الأمريكي يقف اليوم عند مفترق طرق، فإما أن تنجح واشنطن في تنويع مصادرها وتوسيع المنافسة، أو تجد نفسها عاجزة عن التحرك دون رضا إيلون ماسك.
وفي عالم تتزايد فيه رهانات الفضاء، قد تكون هذه اللحظة فرصة لإعادة رسم العلاقة بين القطاعين العام والخاص بما يحفظ الاستقلالية ويضمن الاستدامة.
اقرأ أيضًا:
صراع ناسا والنفوذ، مدير منتدى واشنطن يكشف السبب الحقيقي لانفصال ترامب وماسك
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تغلق مشاريع المياه، أزمة مستمرة وتأثيرات كارثية
20 يوليو 2025 05:18 م
صفقات تحت المجهر.. كيف يغير ترامب قواعد الدمج والاستحواذ في أمريكا؟
20 يوليو 2025 12:35 م
تحليل سوق بذور الطماطم العالمي 2025 - 2032
20 يوليو 2025 02:11 ص
أكثر الكلمات انتشاراً