تريليونا دولار إنفاقًا والجدوى قيد الاختبار، انحسار مؤقت لمخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي
الأحد، 07 ديسمبر 2025 04:10 م
شركة إنفيديا NVIDIA
تراجعت حدة المخاوف من تحول طفرة الذكاء الاصطناعي (AI) إلى فقاعة مالية في الوقت الراهن، بفضل الأداء المالي القوي الذي سجلته شركة إنفيديا (NVIDIA)، عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية، والذي عزز مكانتها كالشركة الأعلى قيمة في العالم.
تُعد نتائج إنفيديا الفصلية، التي تجاوزت التوقعات بشكل كبير، بمثابة شهادة على أن الإنفاق الهائل على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ليس مجرد هوس عابر.
وأشارت الوكالات الاقتصادية إلى أن أهمية الذكاء الاصطناعي باتت تكتسب المزيد من الزخم، مؤكدة أن الاستثمارات في هذا القطاع تظهر تحولاً جوهرياً وليس مجرد مضاربات مالية.
إنفيديا.. صمام أمان الفقاعة
جاءت النتائج الفصلية لإنفيديا لتطمئن المستثمرين وتخفف من قلقهم، فقد أعلنت الشركة عن إيرادات فصلية بلغت 57 مليار دولار، مسجلة زيادة سنوية قدرها 62%، والأهم من ذلك، توقعت الشركة إيرادات تبلغ 65 مليار دولار في الربع الحالي، أي بزيادة سنوية متوقعة تصل إلى 65%.
كما أنه من الصعب جدًا تخيل تراجع سهم إنفيديا عن مساره الصاعد في ضوء توقعات الشركة، حيث بات من الواضح أن موجة الاستثمار في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية ترتفع بوتيرة سريعة لتدفع جميع القوارب معها.
ويؤكد الخبراء أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي لا يصمد فحسب، بل يتسارع أيضًا، وهو ما كان السوق بحاجة إلى رؤيته لتأكيد الجدوى.
وتعتبر رقائق إنفيديا أساسية لعمالقة التكنولوجيا العالميين، مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا، في بناء مراكز البيانات التي باتت تُعرف باسم "مصانع الذكاء الاصطناعي".
كما ارتفعت القيمة السوقية لـ "إنفيديا" بشكل هائل لتصل إلى 4.4 تريليون دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف قيمتها قبل ثلاثة أعوام، مما جعل رئيسها التنفيذي، جنسن هوانج، الصوت الأبرز في الدفاع عن الثورة الحالية، ويُرى أن الحديث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي يواجه واقعًا مختلفًا تمامًا بسبب عمق واتساع نمو الشركة.
وعلى صعيد الإنفاق العالمي، توقع تقرير حديث صادر عن شركة جارتنر أن يرتفع الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من تريليوني دولار العام المقبل، بزيادة قدرها 37% مقارنة بـ 1.5 تريليون دولار هذا العام.
ومع هذا التدفق الهائل للأموال، يظل السؤال الجوهري معلقًا: هل سيترجم هذا الإنفاق الضخم إلى الأرباح والإنتاجية التي وعد بها مؤيدو الذكاء الاصطناعي؟ وتبقى الجدوى النهائية قيد الاختبار مع استمرار تسارع الاستثمارات.

صناعة الإلكترونيات في مأزق.. وارتفاع الأسعار يصل للمستهلك
يثير الوضع تخوف الشركات المصنعة الكبرى (مثل سامسونج وإس كي هاينكس وميكرون) من التوسع المفرط وبناء مصانع جديدة، خوفًا من تراكم الرقائق في حال تراجع الطلب فجأة.
يضاف إلى ذلك أن بناء مصنع جديد يستغرق عامين على الأقل للبدء في الإنتاج، مما يجعل المصانع الحالية غير قادرة على مجاراة الطلب الجنوني المتزايد.
أثر هذا النقص بشكل مباشر على صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، حيث انخفض مخزون شركات DRAM من 17 أسبوعًا إلى أسبوعين فقط، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الذاكرة في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ورفعت شركة سامسونج أسعار ذاكرة الخوادم بنسبة 60%.
وحذرت شركات صينية من زيادات مرتقبة بين 20% و 30% بحلول يونيو 2026، مما يؤكد أن المستهلك النهائي هو من يتحمل التكاليف.
وتسيطر كوريا الجنوبية (بشركتي سامسونج وإس كي هاينكس) على أكثر من ثلثي سوق DRAM، فقد تحولت الأولويات الآن لتركيز أساسي على زيادة إنتاج HBM.
ويشير التقرير إلى أن الطلب المستقبلي الضخم، مثل حاجة مشروع "Stargate" إلى 900 ألف رقاقة شهريًا بحلول 2029 (وهو ضعف الإنتاج العالمي الحالي)، سيحد من فرص الشركات الأخرى للمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.
شبح الفقاعة لم يختفي.. ترقب لعوائد الاستثمار
على الرغم من أن عمالقة التكنولوجيا يمولون هذا الإنفاق غالباً من إيراداتهم واحتياطياتهم النقدية الضخمة، إلا أن بعض الشركات، مثل ميتا بلاتفورمز وأوراكل، اعتمدت بشكل أكبر على الديون لتمويل طموحاتها.
هذه الاستراتيجية أثارت قلق المستثمرين، مما أدى إلى تراجع أسهم الشركتين بأكثر من 20% منذ أواخر أكتوبر، ويعكس هذا التباين الترقب الكبير لـ "جدوى الاستثمارات الضخمة".
ففي الوقت الذي تبدد فيه إنفيديا مخاوف انهيار السوق على المدى القريب، يرى المحللون أن شبح الفقاعة قد يعود خلال السنوات المقبلة إذا لم تتحقق العوائد الموعودة.

التقييمات مرتفعة وهناك مبالغة في السوق
صحيح أن التقييمات مرتفعة وأن هناك قدراً من المبالغة في السوق، لكن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي حقيقي.. ما إذا كان هذا الإنفاق مبالغاً فيه أم لا، فلن يعرف قبل مرور سنوات طويلة.
يبدو أن الأسواق المالية قد منحت طفرة الذكاء الاصطناعي صك براءة مؤقت من الفقاعة، لكنها تتطلع الآن إلى ما هو أبعد من مجرد الإنفاق على البنية التحتية، وهو تحقيق الأرباح الفعلية التي تبرر هذه التقييمات القياسية.
اقرأ أيضًا:
«إنفيديا» تضخ ملياري دولار في "سينوبسيس" لتعزيز نفوذها بسوق الرقائق بالذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي يواصل إسقاط ضحاياه، تجميد رواتب الموظفين بشركات الاستشارات الكبرى
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
السياحة العربية 2025، صعود متسارع يعزز مكانة المنطقة على خريطة السفر العالمية
07 ديسمبر 2025 01:00 م
بعد آلاف السنين من التوسع الزراعي، العالم يتجاوز ذروة الأراضي الزراعية
07 ديسمبر 2025 09:40 ص
الذكاء الاصطناعي يبتلع كميات هائلة من النحاس، وتحذيرات من فجوة في السوق خلال العقد القادم
06 ديسمبر 2025 02:58 م
أكثر الكلمات انتشاراً