الصين "تكسب الرهان" وتقترب من تجاوز إنفيديا في سباق رقائق الذكاء الاصطناعي
الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025 03:00 م

شركة إنفيديا
في وقت تتسارع فيه وتيرة التطوير التكنولوجي على الساحة العالمية، تتجه الأنظار صوب الصين، حيث تصطف شركات ناشئة وعملاقة على حد سواء خلف هدف واحد، وهو تقليص الاعتماد على شركة إنفيديا الأمريكية في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي.

فهل استطاعت بكين أن تحدث تحولاً حقيقيًا في هذه المعادلة المعقدة؟ وهل باتت بدائلها المحلية قادرة فعلاً على الوقوف ندًا لأقوى مصنع رقائق في العالم؟
دفعة حكومية قوية.. واستجابة حذرة من السوق
لطالما اعتبرت الحكومة الصينية الاكتفاء الذاتي في قطاع الرقائق أولوية استراتيجية، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية مع واشنطن.
ولكن الجديد في المشهد، هو أن الجهود الحكومية بدأت تترجم فعليًا إلى تحركات تجارية ملموسة، أبرزها استخدام شركات بحجم “علي بابا” ومطورين صاعدين مثل ديب سيك لرقائق محلية من هواوي وكامبريكون، في عمليات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لتبعث برسالة واضحة “لم تعد إنفيديا الخيار الأوحد”.
اقرأ أيضًا:
"التكنولوجيا لا تُقهر"، كيف أثبتت إنفيديا قدرتها على التكيف في زمن الحظر؟
لكن التحديات لا تزال حاضرة
ورغم هذا الزخم، يبدو أن التفاؤل المفرط قد يكون سيفًا ذا حدين، فقد حذرت كامبريكون نفسها من أن أسعار أسهمها قد تكون تجاوزت القيم الواقعية، بينما قلل مؤسس هواوي من أهمية إنجازات شركته، واصفًا الفجوة بينها وبين إنفيديا بأنها جيل كامل.
بل إن العقبة الأكبر تكمن في القدرة الإنتاجية، وتشير تقديرات المحللين إلى أن إنتاج كامبريكون لا يتجاوز 143 ألف رقاقة هذا العام، بينما هواوي قد تصل إلى 200 ألف فقط. في المقابل، باعت إنفيديا نحو مليون رقاقة H20 في عام 2024 وحده، رغم القيود.

الرقائق.. أداة ضغط في حرب التكنولوجيا
الولايات المتحدة من جهتها، ما زالت تستخدم قطاع الرقائق كورقة ضغط، ما يجعل من الصعب على الصين الوصول إلى معدات التصنيع الأحدث، وحتى إن أبدعت الشركات الصينية في البرمجيات، فإن غياب الأدوات المتقدمة قد يحد من قدراتها على المدى الطويل.
وفي حال قررت واشنطن تخفيف القيود والسماح لإنفيديا ببيع رقاقات “بلاكويل” الأحدث والأقوى في الصين، فقد يصبح من المستحيل على القطاع المحلي مواكبة هذه القفزة النوعية، ما يضع بكين أمام معضلة حقيقية، هل تختار التفوق التكنولوجي أم الاكتفاء الذاتي؟
اقرأ أيضًا:
رغم الضغوط الحكومية، شركات التكنولوجيا الصينية تتمسك بشراء شرائح "إنفيديا"
الواقع ليس أبيض أو أسود
الواضح أن التحول الصيني في الذكاء الاصطناعي بات أكثر نضجًا، وأكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط الأمريكية. لكن القول إن الصين تجاوزت إنفيديا لا يزال سابقًا لأوانه.
فشركات مثل إنفليم وميتا إكس تبذل جهدًا كبيرًا لسد الفجوة، لكن القدرة الإنتاجية، واستقرار سلاسل التوريد، وتفوق إنفيديا في تصميم الرقائق والبرمجيات، تبقى عوائق يصعب تجاوزها سريعًا.

معركة طويلة ومفتوحة
رغم كل المؤشرات على تقدم الصين، تبقى الحقيقة أن المنافسة لم تحسم بعد، نعم، إنفيديا تواجه أصعب لحظة لها في السوق الصينية، لكن امتلاك أفضل الأدوات لا يزال شرطًا أساسيًا للريادة، خاصة في سباق الذكاء الاصطناعي الذي لا يحتمل البدائل الجيدة بما يكفي، بل يتطلب الأفضل فقط.
وحتى تثبت الصين أنها ليست مجرد بديل اقتصادي، بل منافس تكنولوجي مكتمل، فإن السباق مع إنفيديا سيظل مفتوحًا.. وربما أكثر احتدامًا في السنوات القليلة المقبلة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أسعار النفط في مهب الريح وسط تحول استراتيجي لـ"أوبك+" وتزايد الإمدادات العالمية
09 سبتمبر 2025 07:26 م
العملات الأقوى مقابل الأغلى في 2025، فروق لا يدركها الكثير
09 سبتمبر 2025 04:30 م
الذكاء الاصطناعي يدخل المحكمة.. القانون بين مهارة المحامين وقدرات الروبوتات
09 سبتمبر 2025 10:59 ص
أكثر الكلمات انتشاراً