إنفيديا على الحافة.. بين لهيب الحرب التجارية وجنون الذكاء الاصطناعي

الخميس، 28 أغسطس 2025 12:29 ص

شركة إنفيديا

تستعد شركة إنفيديا لإعلان نتائجها المالية للربع المنتهي في يوليو، وسط ترقب عالمي كبير، ليس فقط لكونها أيقونة شركات الرقائق، ولكن لأنها أصبحت مرآة حقيقية تعكس آثار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ورغم التحذيرات السابقة من خسائر قد تصل إلى 8 مليارات دولار جراء القيود على التصدير، إلا أن توقعات المحللين تظل متفائلة، إذ ينتظرون تحقيق إيرادات تبلغ 46 مليار دولار وأرباح صافية قدرها 24.7 مليار دولار، أي بزيادة تقارب 50% مقارنة بالعام الماضي.

لكن هذه الأرقام، على قوتها، تمثل تباطؤًا عن النمو الاستثنائي الذي حققته الشركة في الفترة نفسها من العام الماضي عندما تضاعفت العوائد والأرباح بأكثر من مرة.

تباطؤ النمو.. جرس إنذار لسوق الذكاء الاصطناعي

رغم أن نتائج إنفيديا المنتظرة ستكون إيجابية بمعايير السوق، إلا أن أية تباطؤ في وتيرة النمو قد ينظر إليه كإشارة أولية على إمكانية حدوث تصحيح في سوق الذكاء الاصطناعي، فالشركة تمثل حجر الزاوية في البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأية اهتزاز في نتائجها ينعكس على المزاج الاستثماري العام.

وهذا يتقاطع مع تحذيرات من شخصيات بارزة مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الذي تحدث مؤخرًا عن فقاعة ذكاء اصطناعي، وكذلك أظهرت دراسات أكاديمية أن معظم الشركات لم تحقق أرباحًا حقيقية من تطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى الآن.

الصراع التجاري.. ورقة ضغط على إنفيديا

مثلت السياسات الأمريكية تجاه تصدير الرقائق إلى الصين أكبر تهديد لإيرادات إنفيديا، وكلف قرار إدارة ترامب بوقف بيع شريحة H20 للسوق الصينية مليارات الدولارات، إذ كانت الصين تمثل نحو 13% من مبيعاتها.

لكن سرعان ما تغير الموقف، إذ أعطت الإدارة الضوء الأخضر لعودة المبيعات بعد اتفاق فريد من نوعه يقضي بدفع إنفيديا وAMD نسبة 15% من المبيعات للحكومة الأمريكية مقابل الحصول على تراخيص تصدير، هذه الخطوة تكشف أن الأمن القومي والتنافس التكنولوجي أصبحا محركًا أساسيًا يعلو أحيانًا على منطق السوق.

الولايات المتحدة تخفف القيود على شرائح الذكاء الاصطناعي.. والصين: لسنا بهذه السذاجة

الصين.. الزبون والمنافس في آن واحد

مفارقة إنفيديا تكمن في أن الصين تمثل أكبر سوق مستقبلية للرقائق، لكنها أيضًا المنافس الأخطر على المدى الطويل.

وحذر الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ مرارًا من أن تقييد الشركات الأمريكية قد يدفع بكين إلى تطوير بدائل محلية بسرعة، وهو ما يعني فقدان الولايات المتحدة ميزتها في سباق الذكاء الاصطناعي.

وكشفت بعض التقارير أن إنفيديا تعمل بالفعل على تطوير شريحة جديدة مخصصة للصين يعتقد أنها ستحمل اسم B30، في محاولة للالتزام بقيود واشنطن من جهة، وتلبية متطلبات السوق الصينية من جهة أخرى.

ومع ذلك، لم يتضح بعد إن كانت السلطات الصينية ستسمح بدخول هذه المنتجات وسط تصاعد مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني.

أسواق المال بين التفاؤل والحذر

المستثمرون ينظرون إلى إنفيديا باعتبارها المحرك الأهم لثورة الذكاء الاصطناعي، حيث قفزت أسهمها بأكثر من 30% منذ بداية العام، لتصبح أول شركة عامة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار في يوليو الماضي.

لكن على الرغم من هذه الإنجازات، يتوقع بعض المحللين مثل بول ميكس أن أسهم الشركة قد تواجه تقلبات بسبب الضبابية في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، أكثر من ارتباطها بأداء الشركة نفسه.

وول ستريت تترقب أرباح إنفيديا بين أمل المستثمرين وتداعيات القيود الأمريكية

شركة في قلب معادلة عالمية

إنفيديا لم تعد مجرد شركة تكنولوجية، بل أصبحت أداة جيوسياسية في قلب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفي الوقت ذاته تمثل المؤشر الأبرز على صحة اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي.

نتائجها المالية القادمة لن تقرأ فقط من زاوية الأرباح والخسائر، بل ستفسر كإشارة على اتجاهات الاقتصاد الرقمي العالمي، وعلى مدى قدرة الشركات الكبرى على التكيف مع القيود السياسية والاقتصادية في سباق السيطرة على المستقبل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.