الجمعة، 11 يوليو 2025

02:42 م

إنفيديا في لحظة الحسم، صعود تاريخي أم بداية منعطف عالمي؟

الجمعة، 11 يوليو 2025 12:55 م

شركة إنفيديا

شركة إنفيديا

في لحظة نادرة من التاريخ المالي والتكنولوجي، تقف شركة إنفيديا عند مفترق طرق حاسم، وبقيمة سوقية تخطت حاجز الأربعة تريليونات دولار، متجاوزة حدود كونها صانعًا تقنيًا لرقائق الرسومات، إلى أن أصبحت بنية تحتية رقمية أساسية في الاقتصاد العالمي الجديد.

إنفيديا

ما بدأ في تسعينيات القرن الماضي كمحاولة لتحسين أداء ألعاب الفيديو، تحول اليوم إلى عصب حيوي يشغل الذكاء الاصطناعي التوليدي، الحوسبة الفائقة، والأنظمة الذكية التي تعيد تشكيل كل شيء من مراكز البيانات إلى الطب والروبوتات.

من معالج رسومي إلى قلب الثورة التقنية

أدركت إنفيديا مبكرًا الإمكانات الكامنة في وحدات المعالجة الرسومية GPUs، لا سيما قدرتها على معالجة البيانات بشكل متوازي.

هذا الإدراك السابق لعصره وضع الشركة في مقدمة السباق عندما انفجرت ثورة الذكاء الاصطناعي، واليوم، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80 بالمئة من عمليات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى تتم عبر معالجات إنفيديا، وعلى رأسها H100 وB100.

ووفقًا لبيانات شركة S&P Capital IQ، يُتوقع أن تسجل إنفيديا إيرادات تقارب 200 مليار دولار خلال 2025، مع صافي أرباح يصل إلى 105 مليارات دولار، وهامش ربح يتجاوز 70 بالمئة، كل هذه الأرقام تضعها على قمة أكثر الشركات ربحية وكفاءة في تاريخ التكنولوجيا.

CUDA 

طفرة بلا سوابق لكن إلى متى؟

بفضل الطفرة غير المسبوقة في الذكاء الاصطناعي، قفزت القيمة السوقية للشركة من تريليون دولار في 2023 إلى أربعة تريليونات في أقل من عامين. 

ومع ذلك، يطرح هذا التسارع الهائل تساؤلات جوهرية، هل نحن أمام ذروة مالية قد تعقبها موجة تصحيح؟ أم أن إنفيديا في بداية مسار أطول يقودها نحو 6 تريليونات وربما أكثر؟

إن إنفيديا لم تعد تبيع رقاقات فحسب، بل تبيع بنية تقنية متكاملة تشمل منصات مثل DGX Cloud، وأطر عمل برمجية مثل CUDA وNIM، وهو ما يجعلها اللاعب الأهم في سلاسل القيمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا:

إنفيديا تصبح أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار

منافسون يقتربون ومخاطر تلوح

لكن الصورة ليست وردية بالكامل، إنفيديا تجد نفسها اليوم تحت مجهر المنافسة المتزايدة، من شركات مثل AMD وIntel، التي تسارع الخطى لتقليص الفجوة التقنية. 

كما أن تصاعد التوترات الجيوسياسية، لاسيما بين واشنطن وبكين، يعيد رسم خرائط سلاسل التوريد وقد يحد من قدرة الشركة على الوصول إلى أسواق ضخمة كالصين.

إن الطلب على الذكاء الاصطناعي بدأ يتسارع بشكل يتجاوز التوقعات، وأن ترقيات معالجات الشركة ستكون محركًا لمبيعات بقيمة تريليونات الدولارات خلال السنوات المقبلة.

رقائق إنفيديا

شركاء كبار وسوق آخذ في التمدد

من أبرز مكامن القوة لدى إنفيديا، الشراكات العميقة التي تربطها بشركات التقنية الكبرى مثل مايكروسوفت، أمازون، جوجل وميتا. 

هذه الشركات تعتمد على رقائق إنفيديا في تشغيل نماذجها الذكية، وتضخ مليارات الدولارات سنويًا في بناء مراكز بيانات عملاقة تعتمد على هذه البنية التحتية.

إن الشركة لا تتوسع فقط أفقيًا في الذكاء الاصطناعي، بل رأسيًا أيضًا، من خلال الدخول إلى قطاعات السيارات ذاتية القيادة، والذكاء الصناعي في التصنيع، والتوأم الرقمي، والطب الذكي.

اقرأ أيضًا:

«إنفيديا» تهدد عرش «أبل» بقيمة سوقية تتخطى الـ3 تريليونات دولار

التوسع في البرمجيات.. رهان المستقبل

على نحو مشابه لما فعلته آبل عبر نظام iOS، تعمل إنفيديا على إحكام قبضتها عبر بيئة برمجية متكاملة تجعل المطورين والباحثين مرتبطين بنظامها. 

فالاعتماد على CUDA، الذي يُعد حجر الأساس لتدريب النماذج الذكية، منح الشركة نفوذًا لا يقل أهمية عن رقائقها الفيزيائية.

وبينما لا تزال الأسواق تترقب تأثير الجيل القادم من المعالجات، تُظهر النتائج المالية القوية ومؤشرات الأرباح المستقبلية، أن الطلب على منتجات إنفيديا لم يبلغ ذروته بعد، رغم تباطؤ مؤقت في بداية 2025.

إنفيديا

إلى أين تذهب إنفيديا؟

مع ترجيحات نمو أرباح الشركة بنسبة 50 بالمئة خلال العام، وفقًا لتحليل eToro، يرى بعض المحللين أن وصول إنفيديا إلى 6 تريليونات دولار ليس حلمًا بعيد المنال، بشرط استمرار الطلب على الذكاء الاصطناعي بوتيرته الحالية، والتوسع الناجح في مجالات جديدة مثل الأمن السيبراني، الواقع المعزز، وأنظمة الحوسبة الفائقة.

لكن، وكما في كل صعود صاروخي، تكمن التحديات في الحفاظ على الزخم، وتوسيع قاعدة الإيرادات بعيدًا عن قطاع واحد، وتحييد المخاطر الجيوسياسية والتنظيمية.

إنفيديا ليست فقط في لحظة ذروة، بل في مفترق طرق حقيقي قد يحدد شكل الاقتصاد الرقمي لعقود، من رقائق الرسوم إلى خارطة الذكاء الاصطناعي العالمي، تكتب الشركة فصلاً جديدًا في تاريخ التقنية. 

ما إذا كان هذا الفصل عنوانه "ذروة الصعود" أو "بداية تحول عالمي"، سيعتمد على قدرتها على الابتكار، والتكيف، والحفاظ على موقعها في قلب العاصفة الرقمية التي ساعدت في خلقها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search