دراسة: سوق العقارات في السعودية يتجه إلى 310 مليار دولار بحلول 2030

الأربعاء، 30 يوليو 2025 07:59 م

سوق العقارات السكنية السعودية

يتبلور قطاع العقارات السكنية كأحد أهم القطاعات الاقتصادية نموًا، في ظل مجهودات المملكة نحو التحول للاقتصاد الأخضر، ورغبتها في الانتقال من الاقتصاد النفطي إلى غير النفطي، مدعومًا برؤية السعودية 2030.

من المتوقع أن يصل حجم سوق العقارات السكنية في المملكة العربية السعودية إلى 203.62 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وأن يصل إلى 310 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.77% خلال الفترة 2025-2030، بحسب الدراسات المنشورة في هذا الصدد.

قطاع عقاري يقوده تحولات ديموغرافية

يشهد قطاع العقارات السكنية في المملكة العربية السعودية تحولاً كبيرًا، مدفوعًا بالتحولات الديموغرافية واتجاهات التحضر، ومنذ 2022، سجل عدد سكان المملكة 36.4 مليون نسمة، بمعدل نمو سنوي قدره 1.4%، مع تركيبة سكانية شابة ملحوظة، حيث يندرج 71.24% من السكان ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 64 عامًا.

أدى هذا التحول الديموغرافي، ومع وجود ما يقرب من 5.5 مليون عامل وافد، إلى خلق طلب كبير على المساكن في مختلف القطاعات.

كل ما تريد معرفته عن مشروع اللائحة التنفيذية لنظام تملك غير السعوديين للعقار في المملكة

سوق العقارات السكنية في المدن الكبرى

يشهد سوق العقارات السكنية نشاطًا تطويريًا ملحوظًا في المدن الكبرى، مع تركيز خاص على مشاريع الإسكان الميسور، وفي الرياض، تهدف المبادرات الاستراتيجية للهيئة الملكية إلى تحويل المدينة إلى واحدة من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم بحلول عام 2030، حيث تخطط لجذب ما بين 400 و500 شركة أجنبية وتوفير ما يصل إلى 40 ألف فرصة عمل.

السعودية تُحقق المركز الأول في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2025

ويتكيف قطاع العقارات مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة، إذ يُظهر الشباب السعوديون والمغتربون اهتمامًا متزايدًا بالشقق وخيارات العقارات ذات الأسعار المعقولة، مما يدفع المطورين إلى تعديل محافظ مشاريعهم وفقًا لذلك، ويشهد السوق تحولاً في أنماط التطوير وآليات التمويل لتلبية احتياجات المستهلكين المتغيرة، بينما تقدم المؤسسات المالية والبنوك خيارات تمويل سكني مبتكرة، بينما يتم تحفيز المطورين لإنشاء مشاريع إسكان بأسعار معقولة.

المبادرات الحكومية وأهداف رؤية 2030 للإسكان

برز برنامج الإسكان الطموح للحكومة السعودية، ضمن رؤية 2030، كمحفز رئيسي لنمو سوق العقارات السكنية، ففي النصف الأول من عام 2023، رخص برنامج "وافي" الحكومي، المسؤول عن البيع والتأجير على الخارطة، 47 مشروعًا جديدًا للبيع على الخارطة، بينما ارتفع عدد التراخيص الصادرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بنسبة 139% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وتتماشى هذه المبادرات استراتيجيًا مع الهدف الوطني المتمثل في زيادة نسبة تملك الوحدات السكنية إلى 70% بحلول عام 2030، مما يظهر التزام الحكومة بتطوير قطاع الإسكان من خلال سياسات فعالة ومنتجات تمويلية متعددة.

برامج الإسكان الشاملة

أدى تطبيق برامج الإسكان الشاملة إلى نتائج ملموسة، حيث وافقت اللجنة على 79 مشروعًا لتوفير 1832 وحدة سكنية جديدة في جميع مناطق المملكة مطلع عام 2023.

ويتجلى النهج الاستباقي للحكومة في زيادة المشاريع المنجزة بنسبة 130% خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، إلى جانب زيادة بنسبة 9% في عدد مطوري العقارات المؤهلين على الخارطة.

السعودية تحرّك العجلات الثقيلة، النقل البري يتحول إلى قاطرة الاقتصاد الجديد

ويعزز نجاح هذه المبادرات توقيع صفقات تجاوزت قيمتها 10 مليارات ريال سعودي في اليوم الأول من منتدى مستقبل العقار بالرياض عام 2023، مما يبرز الاستجابة القوية للسوق لبرامج تطوير الإسكان التي تقودها الحكومة.

النمو السكاني واتجاهات التحضر

يولد التوسع العمراني السريع والتحولات الديموغرافية في المملكة العربية السعودية طلبًا غير مسبوق على العقارات السكنية، لا سيما في المناطق الحضرية الكبرى.

ويعزى النمو السكاني المتوقع في الرياض بنسبة 127% بحلول عام 2030، ليصل عدد سكانها إلى 17 مليون نسمة، إلى نمو كبير في قطاع الإسكان بالعاصمة.

ويصاحب هذا التوسع الديموغرافي تغير في ديناميكيات الأسر، بما في ذلك تزايد عدد الأسر المكونة من فرد واحد والمهنيين الشباب، مما يعيد تشكيل أنماط الطلب على العقارات السكنية ويؤثر على استراتيجيات التطوير في جميع أنحاء المملكة.

الهجرة الداخلية وزيادة التوجه نحو التحضر

يتزايد التوجه نحو التحضر نتيجةً لأنماط الهجرة الداخلية، حيث ينتقل المواطنون السعوديون والمغتربون بشكل متزايد إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص عمل.

وقد أدى هذا التركز الحضري إلى ظهور أنماط جديدة من البناء السكني، تتراوح من الفلل التقليدية إلى الشقق السكنية الشاهقة، مما يعكس تطور تفضيلات السكان السعوديين.

السعودية تُشعل سباق الطاقة الشمسية بنمو سنوي يتجاوز 51% حتى 2030

ويتجلى هذا التحول في تفضيلات السكن بشكل خاص في الطلب المتزايد على الشقق والتاون هاوس بين مشتري المنازل لأول مرة، مما يشير إلى تحول كبير في مشهد العقارات السكنية في المملكة.

تحسين إمكانية الوصول إلى الرهن العقاري وحلول التمويل

أصبح تحول سوق الرهن العقاري السكني في السعودية دافعًا أساسيًا لنمو قطاع العقارات السكنية، وقد حسنت مبادرة الحكومة لتفعيل منتجات تمويلية متعددة بشكل ملحوظ فرص الحصول على تمويل الإسكان، مما جعل امتلاك المنازل متاحًا للأجيال الجديدة من المواطنين السعوديين.

ويتجلى ذلك في الزيادة الكبيرة في الإقبال على الرهن العقاري، لا سيما في المدن الكبرى، حيث تقدم المؤسسات المالية والبنوك خيارات تمويل سكني تنافسية بشكل متزايد، متوافقة مع مبادئ الصيرفة الإسلامية.

يٌستكمل توسيع نطاق الحصول على الرهن العقاري بتطوير حلول تمويل سكني مبتكرة مصممة خصيصًا لمختلف شرائح الدخل.

ديناميكيات سوق العرض والطلب

يتميز سوق العقارات السكنية في المملكة العربية السعودية باختلال كبير بين العرض والطلب، حيث سجل عجز وطني يقارب 1.5 مليون وحدة في عام 2022.

تحفز هذه الفجوة الكبيرة نشاط التطوير السكني المكثف في جميع أنحاء المملكة، مع خطط لتسليم ما يقرب من 555 ألف وحدة سكنية جديدة في عام 2022، و200 ألف وحدة إضافية متوقعة بحلول عام 2030.

قطاع الشقق والوحدات بسوق العقارات السكنية في المملكة

يهيمن قطاع الشقق والوحدات السكنية على سوق العقارات السكنية في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل حوالي 58% من إجمالي القيمة السوقية في عام 2024.

ويدعم هذا الاتجاه أيضًا المبادرات الحكومية وتطوير المجتمعات الحضرية المتكاملة التي تركز على المجمعات السكنية لتلبية الطلب المتزايد على الإسكان في المناطق الحضرية الكبرى.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.