السبت، 14 يونيو 2025

06:43 م

السعودية تُشعل سباق الطاقة الشمسية بنمو سنوي يتجاوز 51% حتى 2030

الجمعة، 13 يونيو 2025 09:29 ص

الطاقة الشمسية السعودية

الطاقة الشمسية السعودية

بينما كان يُنظر إلى المملكة العربية السعودية لعقود باعتبارها عملاق النفط العالمي، فإن مشهد الطاقة فيها يشهد تحولًا جذريًا، تقوده الشمس هذه المرة، لا الآبار. 

إعلان الجولة السادسة لمشاريع الطاقة الشمسية والرياح بقدرة 4.5 جيجاواط في السعودية
الطاقة الشمسية السعودية

فبمعدل إشعاع شمسي مذهل يصل إلى 250 واط/م² و8.9 ساعات شمس يوميًا، تقف المملكة على أعتاب ثورة طاقية جديدة مدفوعة بموارد طبيعية فريدة ورؤية استراتيجية واضحة.

وفقًا لـ mordorintelligence، من المتوقع أن يسجل سوق الطاقة الشمسية السعودي معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 51٪ خلال السنوات المقبلة، مدفوعًا بمزيج فريد من السياسات الحكومية الطموحة، الشراكات الدولية، والتوسع الصناعي المحلي.

من النفط إلى النور حيث اقتصاد يعيد تشكيل نفسه

في عام 2021، كان أكثر من 99% من كهرباء المملكة يولد من الغاز والنفط، لكن هذا الواقع بدأ يتغير، مشاريع ضخمة كسدير 1500 ميجاوات والحناكية 1100 ميجاوات تقود التحول، في ظل خطة حكومية تستهدف توليد 40 جيجاوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بحلول 2030.

والمثير أن القطاع الخاص دخل السباق بقوة، حيث أعلنت معادن عن مشروع حراري ضخم بالتعاون مع جلاس بوينت لتوفير 1500 ميجاوات من البخار الشمسي لمصفاة الألومينا في رأس الخير، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة.

اقرأ أيضًا:

الرياض: المملكة تهدف للوصول لمزيج طاقة أمثل لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030

وزيرا الكهرباء والبترول يبحثان في السعودية الإسراع بمشروع الربط الكهربائي

 

صناعة تحت الشمس، 23 مصنعًا جديدًا يغيرون قواعد اللعبة

التوسع في قطاع الطاقة الشمسية لا يقتصر على التوليد فحسب، بل يمتد إلى سلاسل الإمداد والتصنيع المحلي، ففي سبتمبر 2022، أعلنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية عن إنشاء 23 مصنعًا لإنتاج مكونات الطاقة الشمسية في 12 مدينة صناعية، مما يُعزز من توطين الصناعة ويقلل الاعتماد على الواردات.

وخصصت الحكومة 906.67 مليون دولار أمريكي لمبادرات الطاقة النظيفة، إلى جانب صندوق تمويلي ضخم بقيمة 28 مليار دولار أطلقه صندوق التنمية الصناعية لدعم المصنعين والمشاريع طويلة الأجل.

الطاقة الشمسية

كهروضوئية ومركزة.. مزيج ذكي لتنوع الاحتياجات

هيمنة واضحة لتقنيات الطاقة الكهروضوئية (PV)، التي تستحوذ على 98٪ من السوق عام 2024، لكنها ليست وحدها في الساحة. 

الطاقة الشمسية المركزة (CSP) تشق طريقها في التطبيقات الصناعية، من تحلية المياه إلى الإنتاج الكيميائي، فالمملكة تستهدف 2.7 جيجاوات من الطاقة الشمسية المركزة بحلول 2030، لتوفير قدرات تخزين وتشغيل هجين لا تتيحها الخلايا الكهروضوئية.

اقرأ أيضًا:

وزير الطاقة: السعودية تنتج 44 جيجاوات من الطاقة المتجددة بنهاية 2024

وزير الطاقة السعودي: 6500 شركة مصرية تستثمر في المملكة بمجالات مختلفة

شركات كبرى تتزاحم.. ورؤية 2030 هي البوصلة

اللاعبون الكبار في السوق ليسوا محليين فقط، أكوا باور، الفنار، مصدر، EDF Renewables والشركة السعودية للكهرباء، جميعها تتنافس على الريادة. 

واللافت هو شراكاتها المتنامية مع مؤسسات بحثية مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، لتطوير تقنيات متقدمة كخلايا البيروفسكايت وخدمات الشبكات الذكية.

هيكل السوق يجمع بين العمق المحلي والخبرة الدولية، الشركات السعودية تتمتع بفهم السوق، بينما تقدم الشركات العالمية التكنولوجيا ورأس المال، والنتيجة مشاريع شمسية تنافس الأفضل عالميًا، وتوطين متسارع للصناعة.

السعودية الخضراء

السعودية الخضراء.. طموحات تتجاوز الكهرباء

خطة المملكة لا تقتصر على توليد الكهرباء، بل تشمل تحقيق التوازن البيئي وتقليل انبعاثات الكربون، المبادرة السعودية الخضراء، التي أُطلقت عام 2021، تسعى لتحقيق 50% من الطاقة المتجددة في المزيج الوطني بحلول 2030، مما سيؤدي إلى خفض 98.18 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.

تحديات المستقبل وفرص القادمين الجدد

بينما يشهد السوق تسارعًا كبيرًا، فإن المنافسة تزداد تعقيدًا، الشركات الجديدة تستطيع دخول السوق عبر القطاعات المتخصصة كتركيبات الأسطح أو خدمات التشغيل والصيانة، مستفيدة من الحوافز الحكومية وإعفاءات الاستيراد.

الابتكار والتوطين هما مفتاح النجاح، فالمملكة تتوقع من المستثمرين نقل التكنولوجيا، تدريب الكوادر، وخلق قيمة مضافة محلية، البيئة التنظيمية تظل جاذبة، لكن المرونة والقدرة على التكيف مع معايير التوطين المتغيرة ستكون الحاسمة.

 الطاقة الشمسية

مستقبل مشرق تحت شمس لا تغيب

بينما تشتد حرارة الشمس فوق صحارى المملكة، يشتد زخم التغيير في قلب اقتصادها، التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة الشمسية ليس مجرد مشروع بيئي، بل إعادة هيكلة اقتصادية كبرى تفتح فرصًا جديدة وتعيد رسم خريطة الطاقة في المنطقة، إنه سباق مع الزمن نحو المستقبل، والمملكة لا تكتفي بالمشاركة.. بل تخطط للصدارة.

Short Url

search