الإثنين، 17 نوفمبر 2025

01:41 ص

سوق التجزئة بين تحديات ارتفاع التكاليف وضعف إنفاق المستهلكين، هل ينقذ الذكاء الاصطناعي التجار؟

الأحد، 16 نوفمبر 2025 11:38 م

أدوات الذكاء الاصطناعي والبيع بالتجزئة

أدوات الذكاء الاصطناعي والبيع بالتجزئة

توفر التطورات التكنولوجية لتجار التجزئة فرصة لتحقيق وفورات لم تكن متاحة في برامج خفض التكاليف السابقة، حتى تلك الحديثة نسبيًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يخفض تكلفة بعض الوظائف الداعمة بما يصل إلى 20%، وأن يقلل تكلفة البضائع المباعة بنحو 1 إلى 2 نقطة مئوية. 

وللاستفادة الكاملة، ينبغي لتجار التجزئة التخطيط بطموح، واعتماد إعادة تصميم قائمة على مبدأ الصفر، وتحقيق أقصى استفادة من البيانات، وتعزيز التعاون بين الوظائف، وإتقان إدارة التغيير.

قطاع التجزئة

التحديات تتوالى على قطاع التجزئة

بعد خمس سنوات شديدة الصعوبة على نحو استثنائي، لا تزال التحديات تتوالى على قطاع التجزئة، فحتى قبل الثاني من أبريل، كانت التكاليف لا تزال في ارتفاع بسبب زيادة الأجور، وارتفاع تكاليف المدخلات، واختلالات سلاسل التوريد، وعوامل معقدة أخرى، ثم جاءت اضطرابات الرسوم الجمركية لتربك العالم.

ومع ارتفاع التكاليف، يواجه تجار التجزئة ضغطًا متزايدًا بسبب ضعف إنفاق المستهلكين، ما يترك لهم مساحة محدودة لرفع الأسعار بغية الحفاظ على هوامش أرباحهم. 

كما يشعر العديد من فرق الإدارة بأنهم استنفذوا بالفعل ما يمكن تحقيقه من مبادرات الإنتاجية، ولم يعد بالإمكان تحقيق وفورات إضافية ضمن هيكل التكاليف الحالي.

قد يبدو أن تجار التجزئة، الذين نجحوا بمهارة في التعامل مع العقبات التي أحدثتها جائحة كورونا والتضخم الجامح الذي تبعها، وجدوا أنفسهم أخيرًا بين المطرقة والسندان.

هشاشة إنفاق المستهلكين

لا شك أن هشاشة إنفاق المستهلكين في العديد من البلدان تجعل أي زيادات جديدة في الأسعار خطوة محفوفة بالمخاطر، لكن لدى تجار التجزئة مجالًا أكبر لخفض التكاليف مما يعتقدون، بفضل التطورات التكنولوجية الحديثة التي تتيح تحقيق كفاءات جديدة.

بدأ الذكاء الاصطناعي يحقق وفورات كبيرة، ففي استطلاع حديث أجرته شركة Bain & Company حول تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر عدة قطاعات، أفادت الشركات بأنها تعزز الإنتاجية بنسبة 15% في المتوسط عبر ثماني وظائف رئيسية، مما يؤدي إلى زيادة في صافي الأرباح من خلال خفض التكاليف أو زيادة الإيرادات بنسبة 9%. 

ومع تسارع الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام، سيزداد حجم الفوائد، خصوصًا إذا تمكن تجار التجزئة من تحويل وفورات الوقت إلى خفض في التكاليف عبر هياكل أكثر رشاقة أو إلى مكاسب في الإيرادات عبر إعادة توظيف الموظفين الموفر وقتهم في أنشطة أعلى قيمة.

شهدت الشركات في المتوسط ​​زيادة في الإنتاجية بنسبة 15% وتأثيرًا في صافي الربح بنسبة 9% من الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر ثماني وظائف رئيسية.

تظهر البيانات أن متوسط تحسن الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي يبلغ نحو 15%، في حين يصل متوسط الأثر المباشر على صافي الأرباح إلى 9%. 

ورغم أن هذه الأرقام تبدو متوسطة على مستوى المؤسسة ككل، فإن التفاوت بين الوظائف المختلفة يكشف أن بعض المجالات تحقق مكاسب إنتاجية أعلى من غيرها. 

فالوظائف المعرفية مثل تطوير البرمجيات والتسويق ومراكز الاتصال تأتي في مقدمة المستفيدين، حيث يظهر فيها أعلى معدلات التحسن، ما يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أتمتة المهام المتكررة وتسريع العمل الإبداعي والتحليلي.

أما الوظائف الداعمة مثل المالية والقانونية والموارد البشرية، فتسجل مكاسب أقل نسبيًا، لكنها تظل مهمة لأنها تعكس تحولًا إيجابيًا في عمليات كانت تقليديًا تعتمد على وقت طويل وتدخل بشري مكثف. 

وعلى الرغم من اختلاف نسب التحسن بين الوظائف، فإن الرسالة الواضحة هي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح محركًا رئيسيًا لرفع الكفاءة وتقليل التكاليف عبر المؤسسة، مع إمكانات أكبر مستقبلًا كلما زادت قدرته على معالجة مهام أكثر تعقيدًا.

الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال البيع بالتجزئة

مع بروز هذه الفرص الجديدة، يدخل خفض التكاليف في قطاع التجزئة عهدًا جديدًا مدعومًا بالتكنولوجيا، لكن حتى يتمكن التجار من استغلال هذه التطورات الرقمية بصورة كاملة، عليهم أيضًا النجاح في مهمة بشرية بالدرجة الأولى، وهو إعادة هيكلة طريقة عملهم بالكامل، ومعالجة أوجه القصور المتجذرة والعمليات المرهقة ومشكلات إدارة البيانات التي كبلت أداءهم لسنوات طويلة، وربما لعقود.

يبدو أن العديد من فرق الإدارة تعتقد أن الوقت غير مناسب لبدء جولة جديدة من برامج خفض التكاليف، إذ تتكرر عبارة: «لقد نفذنا برنامجًا لخفض التكاليف بالفعل». 

لكن الحقيقة أن معظم شركات التجزئة ما زالت تمتلك فرصًا كبيرة لتحرير موارد مالية عبر تحسين الكفاءة، بغض النظر عما إذا كانت قد طبقت برامج مماثلة مؤخرًا. 

ومع تسارع التطور الرقمي، تتسع هذه الفرص أكثر فأكثر، بفضل مكاسب إنتاجية لم يكن من الممكن تصورها قبل بضعة أرباع فقط.

التقنيات الرقمية تساهم في عمليات متعددة

التقنيات الرقمية تساهم في عمليات متعددة

على مستوى الوظائف الداعمة، تسهم التقنيات الرقمية منذ سنوات في جوانب متعددة مثل معالجة الفواتير والتنبؤات المالية، كما يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي إتمام مهام إضافية مثل صياغة العقود القانونية وترجمة المواد التوظيفية وتخصيص التدريب، أما الجيل التالي، المعروف بالذكاء الاصطناعي الوكيل Agentic AI، فيعد بقدرة أكبر على تنفيذ مهام معقدة ومتعددة الخطوات.

وتبين التجارب المبكرة أن تبني هذه التقنيات يمكن أن يحقق مكاسب واسعة، فإحدى شركات التجزئة طورت مساعدًا ذكياً داخل المتاجر يجيب عن الاستفسارات التشغيلية، ما قلل الوقت الذي كان يهدر في البحث داخل الأدلة وأتاح للعاملين التركيز على خدمة العملاء. 

كما انخفضت الضغوط على مديري الفروع، وتراجعت الحاجة لدعم إضافي من فرق الموارد البشرية ومراكز الاتصال، وانخفض عدد طلبات الصيانة بعد تمكين العاملين من حل مشكلات بسيطة بأنفسهم. 

وتقدر بين آند كومباني أن مكاسب الكفاءة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي قد تصل إلى 20% لدى بعض التجار.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي على قطاع البضائع والتوريد

تتوسع تأثيرات الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى قطاع البضائع والتوريد، فبفضل الأتمتة، انخفض الوقت اللازم لتقييم عروض الموردين بشكل كبير، وكذلك الوقت المطلوب لإعداد ملاحظات مخصصة على العروض الأولية. 

وعند احتساب المكاسب المحتملة من تحسين آليات الترويج، يمكن لهذه الأدوات أن تخفض تكلفة البضائع المباعة وتكاليف إدارة التوريد بنحو 1 إلى 2 نقطة مئوية، عبر تمكين المشترين من التركيز على الموردين الأكثر أهمية وإدارة سلسلة القيمة بدقة أعلى.

ورغم الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنه ليس الأداة الوحيدة لتحقيق وفورات جديدة، فما زالت تقنيات مثل أتمتة العمليات الروبوتية والتعلم الآلي قادرة على تقديم الكثير من المكاسب التي لم تستغل بعد.

5 مبادئ رئيسية لخفض التكاليف

ولتحقيق هذا التحول، على تجار التجزئة تبني 5 مبادئ رئيسية لخفض التكاليف الممكّن بالتكنولوجيا:

  1. التخطيط بطموح كبير يطرح أسئلة جريئة حول إعادة تصميم العمليات بكفاءة أعلى.
  2. اعتماد إعادة تصميم قائمة على مبدأ الصفر لإزالة التعقيد وتقليل الأعمال منخفضة القيمة.
  3. تحسين إدارة البيانات عبر رفع جودتها وحوكمتها.
  4. تعزيز التعاون بين الوظائف لتعظيم كفاءة العمليات الشاملة.
  5. إتقان إدارة التغيير لضمان استدامة طرق العمل الجديدة وتعزيز تبني الأدوات الرقمية.

إن قطاع التجزئة يمتلك تاريخًا قويًا في رفع الإنتاجية مقارنة بقطاعات أخرى، لكنه لا يزال يترك الكثير من الفرص على الطاولة، واليوم ومع الطفرة التكنولوجية الحالية، تتاح للتجار فرصة ليصبحوا أكثر كفاءة من أي وقت مضى.

 

اقرأ أيضًا:

"إعلام التجزئة" يفرض نفسه، تحول جذري في استراتيجيات البيع العالمية

الذكاء الاصطناعي على قائمة الطعام، كيف تُغير "الخوارزميات" ما تأكله؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search