ثورة اقتصادية قادمة، الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل قطاع التجزئة من الجذور

السبت، 09 أغسطس 2025 11:45 ص

قطاع التجزئة والذكاء الاصطناعي

في تقرير جديد صادر عن شركة كوجنيزانت Cognizant العالمية لتقنية المعلومات، يتضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح قوة اقتصادية ضاغطة تجبر قطاع التجزئة على إعادة النظر في كل ما يعرفه عن المستهلك.

فبعد عقود من الاعتماد على العامل البشري في المبيعات والمساحات التقليدية على الرفوف، مرورًا بقفزة التجارة الإلكترونية والتسويق عبر محركات البحث، يفرض التحول الجديد نفسه الآن بقوة، "المستهلك المدعوم بالذكاء الاصطناعي".

المستهلكون الجدد.. أكثر تطلبًا وأقل صبرًا

الدراسة التي شملت أكثر من 8,000 مستهلك حول العالم كشفت أن أكثر من 75% منهم يشعرون بالإحباط من تجربة الشراء الحالية.

وما بين إرهاق البحث وشلل القرار وتأخير التوصيل، يجد المستهلكون أنفسهم غارقين في تجربة مشتتة ومعقدة، وهو ما يفتح الباب أمام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول جذرية.

من أبرز نتائج الدراسة أن المستهلكين المدعومين بالذكاء الاصطناعي قد يمثلون 55% من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، ما يعادل نحو 4.4 تريليون دولار، وهذا لا يعني مجرد أتمتة لعمليات الشراء، بل إعادة هيكلة كاملة لتجربة المستهلك.

العولمة الرقمية تقود قطاع التجزئة، سوق عالمي يصل لـ 9 تريليون دولار بحلول 2030

نهاية التسويق التقليدي.. عهد وكلاء الذكاء الاصطناعي

وفقًا للتقرير، فإن كل مستهلك سيكون له وكيل ذكاء اصطناعي خاص به، يعمل كحارس رقمي يختار له الصفقات، ويقلص من فوضى الخيارات، ويتعامل مع تفاصيل التوصيل.

في المستقبل القريب، لن تتحدث العلامات التجارية مباشرة إلى المستهلك، بل إلى وكيله الرقمي أولًا، وسيتوجب على العلامات التجارية إقناع الوكيل قبل أن تصل إلى المستهلك، وأن التسويق سيخضع لقواعد جديدة، أقل عاطفية وأكثر تحليلية وذكية.

هذا التحول يسمى بـ AX (تجربة الذكاء الاصطناعي)، ليحل محل UX التقليدي، نحو تجربة مستمرة، ومخصصة، وتنبؤية تعمل على مدار الساعة.

الأسواق المستفيدة والخاسرة

وفقًا لمؤشر "قابلية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي" الذي طورته كوجنيزانت، فإن المستهلكين ذوي الدخل المرتفع (فوق 80,000 دولار سنويًا) هم الأكثر قابلية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كل مراحل تجربة الشراء من البحث، إلى الشراء، إلى الاستخدام.

أما كبار السن (فوق 55 عامًا) فلا يزالون مترددين، إلا أن هذه الفجوة ستتقلص مع تطور التقنية وسهولة استخدامها.

4.12 تريليون دولار أمريكي، ترتيب الدول الأكثر شراءً عبر الإنترنت خلال 2024

الشركات الصغيرة أمام فرصة تاريخية

ما يثير الانتباه أن الشركات الصغيرة، بحسب التقرير، قد تكون المستفيد الأكبر من هذا التحول، فهي أقل ارتباطًا بالأنظمة التقليدية، وأكثر مرونة في تبني الحلول الذكية، ما يمنحها فرصة لتجاوز الكيانات الكبرى.

ومع تزايد استثمارات عمالقة مثل أمازون وجوجل وولمارت في وكلاء الذكاء الاصطناعي، تفتح أمام الأسواق فرص لا يمكن تعويضها، لكن بشرط أن يتم إعادة تصميم نماذج العمل بالكامل، وليس فقط اعتماد أدوات تقنية سطحية.

تحدي وجودي للقطاع

الرسالة التي يوجهها التقرير واضحة، على تجار التجزئة التحرك الآن، وأمامهم أقل من خمس سنوات وربما أقل لتعديل نماذج أعمالهم، أو مواجهة خطر التلاشي.

المستهلك المستقبلي سيكون خارقًا، ودائم الاتصال، مدعومًا بوكيل ذكي، ويتخذ قراراته بسرعة ودقة، وإذا لم يكن نموذج عملك مستعدًا لهذا النوع من العملاء، فلن تكون لك مكانة في السوق.

الذكاء الاصطناعي لا يعيد فقط رسم معالم تجربة الشراء، بل يعيد توزيع القوى في الاقتصاد الاستهلاكي، والشركات التي ستعيد ابتكار نموذجها سريعًا هي من ستقود المرحلة المقبلة، أما البقية، فمصيرها إلى التهميش.

وفي ظل تلك التغيرات السريعة التي يصعب اللحاق بها، يوجد جملة متعلقة في الأذهان.. التحول بدأ، والساعة تدق.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.