-
دروس التاريخ، لماذا ينقلب السوق دائمًا على الضعفاء والمهمشين؟
-
«بلّغوا عن المخالفات»، التنمية المحلية: لا نعترف بـ«التوك توك» كوسيلة مواصلات
-
وزير الاستثمار: جهود لتسهيل التمويل للشركات الناشئة وندعم قدرات التصنيع المحلية
-
سفير مصر لدى بلجيكا: زيارة السيسي إلى بروكسل تعزز التعاون السياسي والاقتصادي مع أوروبا
«اليابان تفتح الباب للعملات الرقمية»، من اللوائح الصارمة إلى المشاركة البنكية
الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 07:55 م

العملات المشفرة في اليابان
في تحول لافت يعكس تغيرًا في المزاج السياسي والاقتصادي، بدأت اليابان، المعروفة تاريخيًا بحذرها الشديد تجاه العملات المشفرة، تنفتح تدريجيًا على هذه السوق الناشئة، واضعةً أسسًا جديدة قد تعيد تشكيل بنيتها المالية بالكامل.

فبعد سنوات من التشدد التنظيمي، تبدأ كبرى المؤسسات المالية في طوكيو بدراسة دخول مباشر إلى عالم الكريبتو، في وقت تتسابق فيه الدول الكبرى على تثبيت موطئ قدم داخل اقتصاد البلوك تشين.
البنوك تدخل الخط.. الكريبتو يتحول من تهديد إلى فرصة
تدرس هيئة الخدمات المالية اليابانية منح البنوك التجارية الضوء الأخضر للاستثمار المباشر في العملات المشفرة، وهو ما كان محظورًا بشدة خلال العقد الماضي، ويشمل هذا التوجه المقترح السماح للمؤسسات المصرفية بشراء الأصول الرقمية وضمها إلى محافظها الاستثمارية، شريطة أن تمتلك هياكل متقدمة لإدارة المخاطر المرتبطة بها.
كما تدرس الهيئة أيضًا إصدار تراخيص جديدة تتيح للبنوك تشغيل منصات تداول كريبتو، ما يشير إلى تحول عميق في الرؤية الرسمية للأصول الرقمية.
من الدفاع إلى المبادرة.. كيف تغيرت عقلية طوكيو؟
حتى وقت قريب، كانت اليابان تتعامل مع العملات المشفرة باعتبارها تهديدًا للنظام المالي التقليدي، خاصة بعد حادثة اختراق منصة Mt. Gox الشهيرة عام 2014، والتي زلزلت الثقة بهذه السوق.
لكن يبدو أن تغير المعادلة العالمية، واحتضان قوى اقتصادية مثل الولايات المتحدة، لا سيما في عهد الرئيس دونالد ترامب للعملات المشفرة، قد شجع طوكيو على مراجعة موقفها.
الآن، لم تعد الحكومة تفكر في كيفية احتواء المخاطر فقط، بل باتت تتحدث عن فرص الاستثمار، وخفض الضرائب، وتطوير البنية التحتية التنظيمية لاحتضان هذا القطاع بدلًا من صده.

مشاريع كبرى تلوح في الأفق.. المؤسسات المالية تتحرك
لا تقتصر المؤشرات على هذا التحول على تصريحات المسؤولين، بل تتجلى في تحركات كبرى شركات الوساطة مثل "نومورا" و"دايوا" نحو تقديم خدمات الكريبتو لعملائها المؤسسيين.
وفي خطوة رمزية على قوة التوجه الجديد، أعلنت دايوا أنها ستتيح لعملائها استخدام البيتكوين والإيثريوم كضمانات للحصول على قروض بالين، في تحول كان قبل سنوات مجرد فكرة مستبعدة.
وفي المقابل، ورغم هذا الانفتاح، ما تزال الهيئة التنظيمية حذرة في نقطة حساسة، وهي بيع الأصول المشفرة مباشرة للأفراد، إذ تؤكد أن هذا المسار لن يفتح حاليًا، لحماية المستهلكين من التقلبات العالية والمخاطر غير المحسوبة.
اقرأ أيضًا:
بعد صعود تاريخي، انخفاض جماعي يضرب سوق الكريبتو.. خسائر بمليارات الدولارات خلال ساعات
العملات المستقرة.. جسر الربط بين النظام القديم والجديد
التحول الياباني لا يقتصر على البيتكوين والإيثريوم، بل يمتد إلى ملف العملات المستقرة، التي قد تكون الجسر الآمن بين النظامين الماليين التقليدي والرقمي.
ثلاث من أكبر البنوك اليابانية، وهي MUFG وMizuho وSumitomo Mitsui، تعمل على إصدار عملات مستقرة مرتبطة بالين والدولار، للاستخدام المؤسسي، بما في ذلك تسويات الشركات وتحويل الأموال.
وبحسب ما نقلته Japan Times، فإن هذه البنوك تخطط لإجراء تجارب على هذه العملات عبر منصة "Progmat" المتخصصة في التكنولوجيا المالية، مع انضمام "ميتسوبيشي" كأول مستخدم لهذه العملات في معاملاتها التجارية.

البنية التحتية تتغير.. وفرصة لتقليص التكاليف
في بيئة اقتصادية تعاني من تضخم عالمي وركود محتمل، تبدو العملات المستقرة حلًا منطقيًا للحد من تكاليف تحويل الأموال وتقليص البيروقراطية المصرفية.
وبعكس العملات المشفرة التقليدية، التي تتقلب أسعارها بشكل كبير، توفر العملات المستقرة أداة دفع رقمية مستقرة وفعالة وآمنة نسبيًا، مما يعزز جاذبيتها لدى الشركات الكبرى.
وبالنسبة لليابان، فإن هذا النوع من الأصول الرقمية ينسجم مع توجهها العام نحو تحديث النظام المالي دون المخاطرة بهيكل الاستقرار الكلي.
اقرأ أيضًا:
أمريكا والهروب من الديون، هل يلجأ ترامب للعملات المشفرة والذهب؟
الموقف الدولي يدفع طوكيو للحركة
إن التحول الياباني ليس معزولًا عن السياق الدولي، بل يأتي استجابة لضغوط الابتكار والتنافس الجيو اقتصادي المتسارع، ودخول البنوك اليابانية على خط الكريبتو سيمنح السوق ثقة مضاعفة، نظرًا لما تحمله هذه المؤسسات من مصداقية وحضور عالمي.
كما أن خطوات اليابان تتقاطع مع الاتجاه العالمي نحو إصدار عملات رقمية مستقرة من قبل البنوك المركزية، وهي خطوة باتت تلوح في الأفق في اقتصادات أوروبا وأمريكا والصين.

تحديات أمام الطريق.. البنية التحتية والحذر السياسي
رغم التفاؤل، يحذر البعض من اعتبار هذه التحولات بمثابة قلب للصفحة بالكامل، فطوكيو، لا تزال تعتبر الأصول المشفرة مضاربية بطبيعتها، وتتخذ خطوات محسوبة لتفادي تكرار فضائح الماضي.
لكن في الوقت نفسه تعد خطوة السماح بالاستثمار المؤسسي محاولة لتنويع محافظ البنوك، ووضع العملات المشفرة إلى جانب الذهب ضمن أدوات التحوط الاستثماري.
اقرأ أيضًا:
أغنى 5 مليارديرات في سوق العملات المشفرة (إنفوجراف)
من التجربة إلى القوننة.. عصر جديد للعملات المشفرة
الملفت في المشهد الياباني أن هذه الموجة الجديدة من الانخراط في العملات المشفرة تتم عبر قنوات مؤسسية لا شعبوية، وهو ما يعزز فرص التنظيم السليم والبناء طويل الأمد.
ومع وصول القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى ما يقارب 3.8 تريليون دولار عالميًا، لم يعد ممكنًا تجاهلها، ويبدو أن اليابان اختارت أن تتحرك الآن، ببطء وربما بثقل بيروقراطي، لكنها تتحرك، لتضمن لنفسها موضعًا داخل هذا العالم المالي الجديد قبل أن يرسم بالكامل من قبل الآخرين.

اليابان تتأقلم لا لتقود، بل لتضمن البقاء
إن ما يحدث في اليابان ليس انقلابًا جذريًا، بقدر ما هو تكيف استراتيجي مع نظام مالي عالمي يعاد تشكيله، وطوكيو، التي لطالما راهنت على الانضباط والتنظيم، تدرك اليوم أن الحذر وحده لم يعد كافيًا.
الدخول إلى عالم الكريبتو، ولو بحذر، بات ضرورة لا خيارًا، ومن المرجح أن نشهد في السنوات المقبلة قوننة أكبر، وتحولاً تدريجيًا يجعل من اليابان لاعبًا رقميًا في واحدة من أسرع الأسواق نموًا، وإن لم تكن رائدة، فعلى الأقل حاضرة ومؤثرة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟
21 أكتوبر 2025 03:00 م
تداعيات الإغلاق الأمريكي على سوق الإسكان، قروض متوقفة ومخاطر تمتد إلى البنوك
20 أكتوبر 2025 03:53 م
لماذا أصبح الذكاء الاصطناعي شرطًا للبقاء في سوق صناعة المنتجات الاستهلاكية؟
20 أكتوبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً