الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

06:26 م

بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 03:00 م

صنع سيارة نووية

صنع سيارة نووية

في زمن تتسارع فيه الابتكارات التقنية، وتزداد فيه الضغوط البيئية للحد من انبعاثات الكربون، تبرز الطاقة النووية كمرشح مثالي “نظريًا” لقيادة مستقبل الوقود النظيف، ولكن رغم مرور أكثر من سبعة عقود على أولى محاولات صنع سيارة نووية، ما زال الحلم حبيس الورق والنماذج الخيالية.. لماذا؟

سيارات نووية، البداية كانت طموحة أكثر من اللازم

منتصف القرن العشرين كان زمن تفاؤل غير محدود، الطاقة النووية بدت حينها كحل سحري؛ نظيفة، وشبه مجانية، ومليئة بالوعود، ووسط هذا الحماس، دخلت كبرى شركات السيارات على الخط.

نماذج مثل فورد نوكليون وسيمكا فولجير وأربيل سيمتريك قدمت تصورات مذهلة لسيارات بمحركات نووية قادرة على العمل لسنوات دون الحاجة للتزود بالوقود، بعضها تخيل مفاعلات نووية صغيرة، وبعضها الآخر ذهب أبعد، متوقعًا أن تعمل السيارة بالصوت أو تفكر بنفسها.

لكن تلك النماذج بقيت حبيسة معارض السيارات، ولم تخرج إلى خطوط الإنتاج، ومع مرور الوقت، خفت الحماس الذري، ليحل محله إدراك أكثر واقعية لمخاطر وتعقيدات هذا المصدر للطاقة.

اقرأ أيضًا:

الاتحاد الأوروبي ينفق 42.4 مليار يورو على واردات السيارات الكهربائية

ماذا حدث؟ الواقع أقسى من الخيال

رغم جاذبية الفكرة، اصطدمت مشاريع السيارات النووية بجدران سميكة من التحديات:

السلامة أولًا: أي حادث سير قد يتحول إلى كارثة نووية مصغرة، حماية الركاب والمارة من الإشعاع تتطلب دروعًا ثقيلة باهظة، لا يمكن دمجها عمليًا في تصميم سيارة خاصة.

الأمن القومي: وجود مواد مشعة في سيارات مدنية يمثل خطرًا أمنيًا بالغًا، وإمكانية استخدامها في تصنيع قنابل قذرة جعلت الحكومات متوجسة من الترخيص لأي مشروع جاد في هذا الاتجاه.

الوزن والتكلفة: مفاعل نووي صغير يعني وزنًا ضخمًا وهندسة معقدة، ما يرفع التكلفة ويقوض ميزة الكفاءة الاقتصادية، خصوصًا في سوق يتحرك نحو السيارات الخفيفة والمرنة.

نفايات نووية: حتى لو تم التغلب على التحديات التقنية، تبقى مشكلة معالجة النفايات المشعة، والتي تطرح مخاوف بيئية حقيقية على المدى الطويل.

سيارة نووية

هل يمكن إحياء الفكرة اليوم؟

من الناحية التقنية، شهد العالم تطورًا كبيرًا في تصميم المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs)، وهي مفاعلات أكثر أمانًا وكفاءة من نظيراتها التقليدية، لكنها حتى الآن، موجهة نحو دعم الشبكات الكهربائية في المناطق النائية أو تعزيز استقرار مصادر الطاقة المتجددة.

في قطاع النقل، لا تزال السيارات الكهربائية هي الخيار الأقرب للتطبيق، رغم مشكلات مثل قلق المدى والبنية التحتية الناقصة لمحطات الشحن. وهنا تبرز الطاقة النووية كحل غير مباشر، لا عبر السيارات نفسها، بل عبر تغذية شبكات الكهرباء النظيفة، وبمعنى آخر، المفاعلات النووية يمكن أن تكون جزءًا من البنية التحتية التي تدعم السيارات الكهربائية، لا محركاتها.

اقرأ أيضًا:

رسوم ترامب تهدد «صناعة السيارات» الأمريكية بخسائر مليارية، ما السبب؟

اقتصاديًا، كلفة الحلم لا تبرر المجازفة

من منظور اقتصادي بحت، يتطلب الاستثمار في تطوير سيارة نووية؛ مليارات الدولارات في البحث والتطوير، إلى جانب موافقات تنظيمية معقدة، وبنية تحتية متخصصة، والأهم من ذلك، تقبل اجتماعي وسياسي غائب تمامًا.

بالمقابل، يستمر الهيدروجين والكهرباء في كسب زخم السوق، مدعومين بسياسات حكومية ومبادرات صناعية متسارعة، وأي محاولة لإحياء مشروع سيارة نووية اليوم ستواجه صعوبة في جذب التمويل، فضلاً عن التأييد الشعبي.

سيارة نووية

بين الواقع والحلم النووي

السيارة النووية، كما تصورتها خمسينيات القرن الماضي، لم تكن سوى حلم كبير سابق لعصره، وربما خارج حدود المنطق العملي، وهذا لا يعني أن الطاقة النووية لا مكان لها في مستقبل النقل، بل إن دورها قد يكون محوريًا ولكن خلف الكواليس.

إن تحولت المفاعلات الصغيرة إلى مصدر نظيف للكهرباء، فقد تدفع ثورة النقل المستدام إلى الأمام، أما مفاعل داخل سيارة؟ فهذا يبقى، حتى إشعار آخر، جزءًا من روايات الخيال العلمي.. لا خطط المصانع.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search