الجمعة، 19 سبتمبر 2025

02:38 ص

أمريكا والهروب من الديون، هل يلجأ ترامب للعملات المشفرة والذهب؟

الخميس، 18 سبتمبر 2025 11:33 م

سد الديون عن طريق العملات المشفرة

سد الديون عن طريق العملات المشفرة

وسط مشهد اقتصادي عالمي متحول، تطفو على السطح تساؤلات متزايدة حول مستقبل الدولار الأمريكي، ودور الولايات المتحدة في قيادة النظام المالي العالمي، لا سيما في ظل بلوغ الدين الوطني الأمريكي مستويات قياسية تجاوزت 35 تريليون دولار. 

الدولار الأمريكي

وفي خضم هذا الجدل، تتوالى مزاعم روسية تفيد بأن واشنطن قد تلجأ إلى أدوات بديلة، مثل الذهب والعملات المشفرة، لإعادة هيكلة نظامها المالي والتخفيف من عبء الديون.

مزاعم روسية.. خطة أمريكية خفية

تخطط الولايات المتحدة لإعادة صياغة قواعد سوقي الذهب والعملات المشفرة، وتهدف هذه الخطوة إلى تقديمهما كبدائل للنظام المالي التقليدي، في محاولة لتخفيض الدين الوطني ومعالجة تراجع الثقة بالدولار.

إلى جانب وجود احتمال استخدام العملات المستقرة Stablecoins كأداة لإعادة تدوير الديون الأمريكية، أو حتى التلاعب بالقيمة الدفترية لاحتياطيات الذهب الأمريكية، والتي تقدر رسميًا بـ8,800 طن.

اقرأ أيضًا:

ترامب يريد تمديد سقف الدين الأمريكي، ويشدد: "لا أريد أي تخلف عن السداد"

الصورة من الداخل.. معطيات مغايرة

إن هذه المزاعم لا تعكس الواقع الفعلي للسياسات المالية الأمريكية، بل تسير في مسار مغاير تمامًا لهذه النظريات، وأن التنظيمات الجارية كقانوني STABLE وGENIUS تهدف إلى تعزيز هيمنة الدولار عبر ربط العملات الرقمية بالدولار الأمريكي، وليس العكس.

هذه القوانين تجبر مصدري العملات المستقرة على شراء سندات الخزانة الأمريكية كغطاء نقدي، ما يرفع الطلب على الدولار ويعزز مكانته كعملة احتياط عالمية.

وتبدو فكرة استخدام العملات المشفرة كأداة لتخفيض الدين بعيدة تمامًا عن التطبيق الفعلي، وتناقض الاتجاهات التشريعية الحالية.

الذهب الأمريكي

الذهب.. قيمة دفترية قديمة وسيناريوهات غير معلنة

تمتلك أكبر احتياطي رسمي من الذهب في العالم، مسجلًا في دفاترها بسعر رمزي قدره 42 دولارًا للأونصة، بينما يتجاوز سعره الفعلي 3,600 دولار. 

هذا التفاوت الهائل يفتح الباب أمام نظريات اقتصادية تتحدث عن إمكانية إعادة تقييم الذهب رسميًا، ما قد يحدث قفزة محاسبية ضخمة في ميزانية الحكومة.

إن استخدام الذهب لسد فجوة الديون أمر غير عملي، وأن إعادة تقييم الذهب تتطلب تعديلات تشريعية معقدة، وليست سياسة معتمدة حتى الآن.

 

العملات المشفرة.. بين الرقابة الفيدرالية والمضاربة السوقية

أما بشأن العملات المشفرة، فتخضع هي الأخرى لرقابة مشددة داخل الولايات المتحدة، وإن كانت قد كونت احتياطات من بعض الأصول الرقمية مثل البيتكوين، فإن استخدامها لإعادة هيكلة الدين العام أمر غير ممكن عمليًا بسبب محدودية العرض والتقلبات السعرية الشديدة.

وفي هذا السياق، لا تحتاج الولايات المتحدة إلى التلاعب بالأسواق المشفرة، لأنها تمتلك الأدوات التقليدية كطباعة الدولار والتحكم في الفائدة، والتي تمنحها قدرة مرنة على إدارة الدين دون اللجوء لخطط بديلة محفوفة بالمخاطر.

اقرأ أيضًا:

بسبب الدين الأمريكي، ترامب يؤجل إنشاء صندوق الثروة السيادي

دوافع السياسة الأمريكية.. تعزيز وليس تقويض الدولار

ما يتضح من التحليل هو أن السياسة الاقتصادية الأمريكية لا تسعى إلى استبدال الدولار، بل إلى تحديث أدواته وتوسيع نطاق استخدامه العالمي، عبر دمجه في بنى جديدة مثل العملات المستقرة والتكنولوجيا المالية.

ويشير تقرير صادر عن مكتب الميزانية في الكونجرس إلى أن نسبة الدين الأمريكي إلى الناتج المحلي تبلغ حوالي 100%، مع توقعات ببلوغ 118% خلال العقد القادم. 

لكن هذا لا يعد سابقة تاريخية، فقد شهدت الولايات المتحدة مستويات مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية، واستطاعت إدارتها بنجاح دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في بنية النظام المالي.

سد الديون عن طريق العملات المشفرة

البعد الجيوسياسي.. تنافس عالمي على النظام المالي

في نهاية المطاف، تبدو التصريحات الروسية جزءًا من صراع أوسع على النفوذ الاقتصادي العالمي، فمع تصاعد تحركات تكتلات مثل البريكس ومنظمة شنجهاي لإنشاء أنظمة مالية بديلة، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة، لا فقط كقوة اقتصادية، بل كصانعة لقواعد اللعبة في القرن الحادي والعشرين.

إن الاتهامات الروسية تحمل بعدًا دعائيًا، مشيرًا إلى أن قوة أمريكا تأتي من جمعها بين الاقتصاد الأكبر عالميًا والهيمنة العسكرية، وهو ما يجعل الحفاظ على الدولار أولوية استراتيجية وليس عبئًا تسعى للتخلص منه.

لا توجد دلائل ملموسة على أن الولايات المتحدة تستخدم الذهب أو العملات المشفرة كوسائل مباشرة لمحو ديونها، بل على العكس، تظهر السياسات الأمريكية رغبة واضحة في ترسيخ هيمنة الدولار، عبر تشريعات جديدة تخضع الابتكارات المالية للرقابة الرسمية. 

أما الحديث عن التلاعب بأسواق الذهب والعملات الرقمية، فيبقى أقرب إلى التحليل الجيوسياسي منه إلى الواقع الاقتصادي، في عالم يشهد إعادة رسم موازين القوى المالية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم

Short Url

search