مفاوضات اليابان مع أمريكا على حافة الانهيار وطوكيو تصمم على "إلغاء الجمارك"
الثلاثاء، 20 مايو 2025 12:21 م

اليابان وأمريكا
تحليل/ ميرنا البكري
في ظل المفاوضات التجارية التي تحدث الآن بين اليابان والولايات المتحدة ، طوكيو تصمم على مطلبها وهو "إلغاء الجمارك".لكن من جانب آخر، إدارة ترامب مازالت مصرة على فرض رسوم ثقيلة على السيارات والصلب والألومنيوم، وذلك مسبب قلق كبير في طوكيو.

اليابان في مواجهة الرسوم الأمريكية، ومفاوضات بلا نتيجة
اليابان تعتقد إن الرسوم التي فرضتها أمريكا عليها بها ظلم كبير، مما يؤثر على قطاعات مهمة جدًا مثل:
السيارات وقطع الغيار: أمريكا تنوي أن تفرض عليها جمارك قد تصل لـ 25% بداية من يوليو القادم، وهو رقم كبير سيضغط على الصناعة اليابانية بشكل واضح.
الصلب والألومنيوم: عليهم بالفعل رسوم، ومازالت اليابان لن تأخذ أي استثناء حتى الآن، على عكس دول أخرى.
الأمر الذي يزود الغرابة في الموضوع إن اليابان بدأت التفاوض مع أمريكا مبكرًا، قبل دول كثيرة، وحتى الآن لا يوجد اتفاق واضح حول الإعفاء الجمركي.
قطاع السيارات خط أحمر، واليابان لن ترضخ للضغوط
الرسالة من المسؤول الياباني كانت واضحة:" لن نمضي اتفاق بسرعة إذا يضرنا، مما يوضح إن اليابان لن تنوي أن ترضخ بسهولة، رغم الضغوط. والسبب؟ قطاع السيارات لديهم من أهم مصادر الدخل والتوظيف، وأي ضرر به يؤثر على الاقتصاد كله.
اليابان تخطو على الحبل، تفاوض بحذر وتنازلات محسوبة
في يوم 2 أبريل، ترامب قرر يفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم الدول، واليابان كانت من ضمن الذي تأثروا. والمشكلة ليس كذلك فقط، بل هناك تهديد أيضًا بفرض جمارك 25% على السيارات بداية من يوليو، مما ضغط بشكل كبير على اليابانيين، خصوصًا إن صناعة السيارات من أهم مصادر الدخل لديهم.
اليابان، بدلَا ما تدخل في صدام مباشر مع أمريكا، بدأت تفكر في تنازلات "غير مباشرة"، تحاول من خلالها تكسب رضا أمريكا دون أن تظهر أنها تتنازل نسبيًا. فمثلاً، قاموا بتزويد استيرادهم من الذرة وفول الصويا الأمريكي، وبدأوا يتعاونوا أكثر مع أمريكا في مجال بناء السفن، وأيضًا يوجد مراجعة للمعايير اليابانية الخاصة بالسيارات المستوردة، لكي يسهلوا دخول المنتجات الأمريكية للسوق الياباني.
ببساطة، اليابان تحاول تمشي على الحبل، من خلال الموازنة بين التفاوض والضغط، لكي تحافظ على مصلحتها وفي نفس الوقت دون أن تخسر كرامتها الاقتصادية.
أما باقي العالم؟ كانت بريطانيا أول دولة تدخل في اتفاق مع ترامب وتحجز مكانها. الصين وأمريكا قاموا بهدنة تجارية لمدة 90 يوم لكي يهدوا التوتر قليلًا. إنما اليابان؟ مازالت تدور في دائرة المفاوضات، ولا يوجد اتفاق واضح او نهائي حتى الآن.
اقرأ أيضًا: اليابان تحذر من حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترامب التجارية
حرب الرسوم الجمركية، «ترامب» يلوح بالتهديدات بينما يسعى لصفقة مع اليابان

توقعات، إلى أين يتجه العالم؟
1.في حال استمرت الولايات المتحدة في تعنّتها، من المتوقع أن تبدأ الرسوم الجمركية الجديدة في شهر يوليو، وهو ما سيشكل ضغطًا كبيرًا على شركات السيارات اليابانية الكبرى مثل تويوتا ونيسان، وقد يؤثر سلبًا على تنافسيتها في السوق الأمريكية.
2.أما إذا استطاعت اليابان أن تُدير المفاوضات بحنكة وقدّمت مجموعة من التنازلات الذكية وغير المباشرة، فقد تنجح في الحصول على إعفاء جزئي من الرسوم، أو على الأقل تخفيف حدّتها.
3.من المحتمل الوصول إلى اتفاق في نهاية المطاف، ولكن ليس بشكل سريع، لأن اليابان تسعى إلى صفقة متوازنة تُراعي مصالحها الاقتصادية، وليس مجرد هدنة مؤقتة لتهدئة الموقف.
ختامًا، إذا استسلمت اليابان للضغط الأمريكي، ستضحي بصناعتها الأساسية، والتي هي عماد اقتصادها. لكن في نفس الوقت، إذا ظلت متشددة ومتمسكة بكل شيء، الرسوم الجمركية قد تنطبق بالفعل، ووقتها تتأثر الصادرات من السيارات بقوة.
من الواضح إن طوكيو لن بتتحرك بعشوائية، فلديها أوراق كثير، وتحاول أن تدير الموضوع بعقل وهدوء. والمفاوضات القادمة ستكون لحظة حاسمة، وقد تصبح مثال للعالم كله في كيفية أن تحافظ البلد على مصالحها وتفاوض دون أن تخسر أمام قوة اقتصادية كبيرة مثل أمريكا.
Short Url
من الصين إلى أفريقيا، السيارات الكهربائية تغير خريطة الاقتصاد العالمي
20 مايو 2025 03:39 م
صداع اقتصادي مفاجئ، نقص الغاز يعصف بمصانع الأسمدة المصرية ويهدد التصدير
20 مايو 2025 12:18 م
8.9 مليار دولار في 2025، تأجير اليخوت يتحول إلى بيزنس عالمي رابح
19 مايو 2025 03:51 م


أكثر الكلمات انتشاراً