حرب الرسوم الجمركية، «ترامب» يلوح بالتهديدات بينما يسعى لصفقة مع اليابان

التقى كبير المفاوضين التجاريين في طوكيو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، وأهداهُ حصالة ذهبية اللون، في إشارة واضحة للمحادثات والعلاقات بين البلدين.
وإحدى التفاصيل، التي يبدو أنها لم تُلاحظ من قِبل الحاضرين، هي أن الهدية قُدمت في الصين، النقطة المحورية في حرب ترامب التجارية الشاملة التي اجتاحت اليابان وعشرات الدول الأخرى، وزعزعت الأسواق المالية، وأججت مخاوف الركود.
في حين يسعى ترامب إلى استغلال تهديداته بالرسوم الجمركية لإبرام عشرات الصفقات الثنائية في غضون أشهر، كانت هذه الهدية التي سافر إليها الكثيرون بمثابة تذكير غير مقصود بتعقيد سلاسل التوريد العالمية التي يسعى إلى إعادة رسمها.
وُصف التفاوض على صفقة سريعة مع اليابان، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والتي تعتبر الصين منافستها أكبر شريك تجاري لها، بأنه "مثال يُحتذى به" في فرص نجاح ترامب. 
ثمة مؤشرات بالفعل على أن المفاوضات مع طوكيو قد تكون شائكة، لا سيما مع قلق حزبها الحاكم المتعثر من توقيع اتفاق سيء قبل انتخابات محفوفة بالمخاطر.

تنازلات اليابان.. هل تتم؟ 

يحتاج ترامب إلى الحصول على بعض التنازلات من اليابان ليتمكن من إثبات أنه "رئيس صارم"، كما يقول دايسوكي كاواي، المتخصص في الأمن الاقتصادي بجامعة طوكيو، لوكالة رويتز، ويضيف: "يحتاج إلى أن يكون قدوة حسنة في أقرب وقت ممكن".
في حين يتوقع بعض المحللين أن يعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا وترامب عن اتفاق عند لقائهما في قمة مجموعة السبع في كندا في يونيو، يرى آخرون أن التنازل عن موقف الحكومة اليابانية في قضايا أكثر تعقيدًا قبل انتخابات مجلس الشيوخ المتوقعة في يوليو سيكون محفوفًا بالمخاطر.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الائتلاف الحاكم على وشك خسارة أغلبيته في تلك الانتخابات، وهي نتيجة قد تُجبر على إقالة إيشيبا بعد أن لاقى المصير نفسه في انتخابات مجلس النواب الأكثر نفوذًا العام الماضي.

فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 24% على صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة، إلا أنه، كما هو الحال مع معظم رسومه، تم تعليقها حتى أوائل يوليو لإفساح المجال للمفاوضات. ولا يزال معدل الرسوم الجمركية العالمي بنسبة 10% ساريًا، وكذلك رسوم بنسبة 25% على السيارات، التي تُعدّ ركيزة أساسية للاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير.
ومن المقرر أن يتوجه المفاوض التجاري الياباني، ريوسي أكازاوا، إلى واشنطن لإجراء جولة ثانية من المفاوضات الأسبوع المقبل.
ورفض متحدث باسم الممثل التجاري الأمريكي التعليق على المفاوضات. ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة الخارجية اليابانية لطلب التعليق فورًا.

ترامب قد أشار سابقًا إلى رغبته في مناقشة مدفوعات اليابان وكوريا الجنوبية لتغطية تكلفة استضافة القوات الأمريكية في مناقشات التجارة. ومع ذلك، يتناقض المزاج المتوتر في طوكيو إلى حد ما مع التفاؤل الذي أبداه ترامب بعد اجتماعه الأول مع أكازاوا، والذي وصفه بأنه "تقدم كبير". وتعمل الولايات المتحدة واليابان على التوصل إلى اتفاق مؤقت، لكن العديد من القضايا الكبرى يتم تأجيلها، وفقًا لما أوردته رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع.