الأحد، 12 أكتوبر 2025

05:18 ص

الصين تُحكم قبضتها على المعادن النادرة، وأمريكا تشعل حرب الرقائق برسوم 100%

السبت، 11 أكتوبر 2025 10:49 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني

ميرنا البكري

ما يحدث الآن بين الصين وأمريكا ليس مجرد "شد وجذب" اقتصادي، بل مواجهة مفتوحة على أكبر صناعة في العالم حاليًا “أشباه الموصلات”، التي تُعد أساس كل شيء من الهواتف حتى الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

أعلنت الصين قيود صارمة على تصدير المعادن النادرة، والمواد التي تدخل في تصنيع الشرائح الإلكترونية، ورد ترامب برسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على الصين، ومعها قيود على تصدير البرمجيات الحيوية.

والنتيجة، يقبل العالم على موجة اضطرابات ضخمة في سلاسل التوريد التكنولوجية، واحتمال الركود في صناعة تُقدر بتريليونات الدولارات.

الولايات المتحدة والصين .. لماذا تحارب أمريكا الصين؟
أمريكا والصين

 الصين تشد الحبل، وتلعب بالنار

لا تعتبر خطوة الصين الأخيرة مجرد عقوبة تجارية، بل ضربة استراتيجية متعمدة، حيث استخدمت بكين لأول مرة ما يُسمى "الولاية القضائية العابرة للحدود"، أي أصبحت تستطيع فرض قوانينها على شركات أجنبية حتى خارج أراضيها في حالة استخدامهم لمواد مصدرها الصين.

مما يعني أن أي شركة تصنع رقائق أو أجهزة تحتوي على ذرة واحدة من المعادن النادرة الصينية، لابد أن تأخذ تصريح من بكين قبل أن تقوم بتصديرها أو إعادة بيعها.

 مغناطيس الأزمة، قلب المعركة

تعتمد أغلب مصانع الرقائق في العالم على مغناطيسات مصنوعة من معادن نادرة مثل النيوديميو والديسبروسيوم، والتي مصدرهم الأساسي الصين.

تعني القيود الجديدة أن أسعار هذه المغانط قد ترتفع لأعلى مستوى خلال أسابيع، مما يؤثر على تكلفة إنتاج الرقائق وأجهزة الليزر والمعدات الدقيقة التي تعتمد عليها شركات مثل ASML الهولندية وApplied Materials الأمريكية.

كما أن أي تأخير في توريد المعادن أو الحصول على تراخيص سيعني شلل مؤقت في خطوط الإنتاج، أي شركات الرقائق التي كانت تعمل بسرعة الضوء، قد تجد نفسها تقف في وسط الازدحام.

 شركات الرقائق الكبرى في ورطة

تعتمد الشركات العملاقة مثل إنتل، سامسونج، وTSMC التايوانية، على آلات "ASML" التي تستخدم معادن نادرة في مكوناتها، فالقلق الآن ليس من نقص المواد فقط، لكن أيضًا من الروتين الجديد الذي ستفرضه الصين على كل منتج به معادنها.

قد يسبب هذا الموضوع تأخيرات تمتد لأسابيع في الشحنات، ويتضح من المؤشرات أن "ASML" بدأت تضغط على حلفائها في أمريكا وهولندا لكي يجدوا مصادر بديلة، لكن هذا ليس سهلًا؛ لأن الصين تحتكر أكثر من 70% من إنتاج المعادن النادرة في العالم.

 الذكاء الاصطناعي على المحك

هذه المعركة ليس عن الرقائق، بل أيضًا عن الذكاء الاصطناعي، فكل شريحة إلكترونية تغذي تطبيقات الـ AI، من روبوتات الصناعة لبرامج الدفاع العسكري، وبالتالي القيود الصينية على تصدير المواد، ومعها القيود الأمريكية على تصدير البرمجيات، تعني أن العالم مقبل على تباطؤ في تطوير الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب لسيناريوهات كثيرة.

فقد تتراجع قدرة الشركات الأمريكية على إنتاج نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، وقد تجد الصين نفسها تتأخر إذا لم تستطيع بيع مواد خام، أي باختصار  الذكاء الاصطناعي هو الخاسر الأكبر في حرب ليست منطقية.

 ترامب يقلب الطاولة برسوم 100%

استخدم ترامب الورقة المفضلة لديه “الرسوم الجمركية”، فأعلن زيادة الضرائب على الواردات الصينية حتى 130%، وهدد يوقف اجتماعه مع الرئيس الصيني، أيضَا قيود على تصدير أي "برمجيات حيوية" للصين تعتبر خطوة تضرب في قلب صناعة التصميم الرقائقي.

والهدف خنق الشركات الصينية التي تنافس في مجالات حساسة مثل الرقائق والذكاء الاصطناعي، لكن التوقيت سياسي بامتياز، خاصةً قبل زيارته لآسيا، والذي كان من المفترض أن يقابل فيها "شي جين بينج".

اقرأ أيضًا:-

من الرقائق إلى الذكاء الاصطناعي، صراع بكين وواشنطن يدخل "مسار إجباري"

تصعيد جديد للحرب التجارية.. الصين تفرض رسوماً 84% على السلع الأميركية
 ترامب يقلب الطاولة برسوم 100% على الواردات الصينية

 أوروبا وتايوان على خط النار

هذه  الصدمة ليست بين أمريكا والصين فقط، أوروبا وتايوان أيضًا في المنتصف، ووصفت وزارة الاقتصاد الألمانية  القرارات الصينية بأنها "مدعاة قلق كبير"، خاصةًأن مصانعهم تعتمد على نفس المعادن في إنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات.

أما تايوان، فهي تراقب الوضع بحذر لأنها محور صناعة الرقائق العالمية، وقالت أنها تقيم التأثيرات على سلاسل التوريد، مما يعني أن هذه الأزمة لن تقف عند حدود، لكن قد تتحول إلى أزمة عالمية في المواد الخام التكنولوجية.

أبرز التوقعات، “عصر ما بعد المعادن الصينية”

يعتقد المحللون أن العالم يتجه نحو إعادة رسم خريطة التوريد بالكامل، في المدى القصير ستزداد الأسعار والتأخيرات ستكبر، لكن على المدى الطويل، ستحاول الدول الغربية بناء سلاسل توريد مستقلة عن الصين.

قد تستثمر أمريكا وأوروبا في استخراج المعادن النادرة من إفريقيا وأستراليا، وستبدأ الشركات في إعادة تدوير المعادن من الأجهزة القديمة لتقليل الاعتماد على الصين، وستبحث كلًا من اليابان وكوريا الجنوبية عن بدائل صناعية للمغناطيسات النادرة.

 ببساطة، العالم مقبل على عصر جديد من سباق المعادن الحيوية، كما حدث في الماضي في سباق النفط.

 حرب الرقائق لن تتوقف هنا

ما يحدث الآن ليس مجرد رسوم أو قيود، بل صراع على قيادة المستقبل، وكل طرف يحاول إثبات أنه من يملك مفاتيح التكنولوجيا التي ستحكم الاقتصاد العالمي في الـ 10 سنوات المقبلين.

لكن النتيجة المؤكدة أن العالم مقبل على مرحلة اضطراب حقيقي في سلاسل التوريد، وموجة تضخم تكنولوجي قد تؤثرعلى أسعار الأجهزة والإلكترونيات في كل منزل، أي من كان  يعتقد أن حرب الرقائق انتهت، فاعتقاده خاطىء فهي تبدأ الآن.

اقرأ أيضًا:-

من الرقائق إلى ناقلات الغاز، البحر ساحة الصراع الجديدة بين أمريكا والصين

Stakes Rising In The US-China AI Race | Global Finance Magazine
حرب الرقائق لن تتوقف

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search