سباق الهيمنة الذكية، أمريكا والصين على مفترق طرق اقتصاد المستقبل
الأحد، 06 يوليو 2025 02:10 م

سباق الهيمنة الذكية fبين أمريكا والصين
تحليل/ ميرنا البكري
في عالم اليوم، حيث بات "الذكي هو الذي يكسب"، تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة لتطوير البرمجيات وتحسين الخدمات إلى ورقة ضغط سياسية واقتصادية وعسكرية بامتياز.
لقد دخلت كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية في سباق محموم لا يتعلق فقط بمن يتطور أسرع في هذا المجال، بل بمن يفرض هيمنته على اقتصاد المستقبل.
الذكاء الاصطناعي: ليس مجرد تقنية.. بل ورقة الهيمنة العالمية الجديدة
ما نشهده حالياً هو إعادة تشكيل شاملة للزعامة التكنولوجية العالمية.
فبينما تمتلك أمريكا التقنية والابتكار المتراكم، تتمتع الصين بالطموح الهائل والقدرة على التوسع السريع في تطبيق هذه التقنيات.
هذا التنافس يشير إلى أن السيطرة على الذكاء الاصطناعي ستكون المفتاح للقيادة العالمية في العقود القادمة.

أمريكا، حينما تصبح البنية التحتية سلاحك الأقوى
خصصت الولايات المتحدة 700 مليار دولار سنوياً للذكاء الاصطناعي، وهذا الرقم يوضح انهم لا يتهاونون في الأمر، كما وقع الرئيس الأمريكي أمرًا تنفيذيًا في 2025 لبناء مراكز بيانات ضخمة مخصوص للذكاء الاصطناعي، لكي يرسخوا سيطرتهم على البنية التحتية.
يعتبر مشروع "سترجيت" مع أوبن إيه آي وسوفت بنك وأوراكل بـ 500 مليار دولار، خطوة استراتيجية لكي تظل أمريكا المتحكمة مفاتيح تشغيل العالم الذكي.
يتضح التفوق أيضًا في الشركات الخاصة، حيث تتقدم شركة إنفيديا بشكل سريع في مجال الشرائح الإلكترونية، وأوبن إيه آي تعمل على GPT-5 بدقة منطقية أعلى من أي وقت.
أما المفاجأة الكبرى، صممت أمريكا نظام تشخيص طبي بالذكاء الاصطناعي (MAI-DxO) دقته 85.5% مقابل 20% للأطباء البشريين.
الصين، حينما يصبح الحلم يبقى واقع والابتكار صناعة محلية
في 2015، قالت الصين أنها ستصبح 1 في الذكاء الاصطناعي قبل 2025، وبالفعل ضخت 500 مليار دولار سنوياً في البحوث والتطوير، وافتتحت أول مستشفى بالكامل تعمل بأطباء وممرضات ذكاء اصطناعي، يعالجوا 3 آلاف مريض في اليوم.
كما استغلت الذكاء الاصطناعي في التعليم، الفضاء، واستكشاف أعماق المحيطات ببرنامج “Deep-Sea AI”، وأُقيمت أول مباراة كرة قدم بين روبوتات بالكامل في بيجين، كما قدمت تطبيقات محلية قوية مثل ديب سيك وكيمي وكوين تنافس نظيراتها الأمريكية وبـ"نُصف الثمن".
أرقام وحقائق تحسم الكفة
تنفق أمريكا حوالي 700 مليار دولار سنويًا على هذا المجال، والصين حوالي 500 مليار.
وعند النظر لبراءات الاختراع، الصين متقدمة بالفعل بـ 1.5 مليون براءة في السنة، أما أمريكا فلديها حوالي 500 ألف فقط، كما تسيطر الشركات الكبيرة على السوق في أمريكا مثل إنفيديا وأوبن إيه آي ومايكروسوفت، وفي الصين لديهم هواوي وإنجن إيه آي وبايدو، أيضًا هناك مشاريع ضخمة للبنية التحتية، حيث تمتلك أمريكا مشروع ستيرجيت الذي يتكلف حوالي 500 مليار دولار، أما الصين فهي مركزة على مستشفيات وفضاء وتعليم بشكل متكامل.
علاقة متشابكة: الذكاء الاصطناعي يربط أمريكا والصين رغم التنافس
على الرغم من التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، تظل الحقيقة أن العلاقة بينهما تتسم بالاعتماد المتبادل.
فكلتا القوتين العظميين بحاجة للأخرى بشكل أو بآخر لضمان استمرارية تطور هذا القطاع الحيوي.
لماذا لا يمكن القطيعة التكنولوجية؟
الولايات المتحدة: تمتلك الريادة في التقنيات المتقدمة وتصميم الشرائح الذكية التي تعد عصب الذكاء الاصطناعي. هذا التفوق يضعها في موقع قوة من حيث الابتكار والبحث والتطوير.
الصين: في المقابل، تتمتع الصين بـسوق ضخم يوفر قاعدة هائلة لتطبيق وتوسيع نطاق تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما تمتلك قوة عاملة ضخمة ومصانع إنتاج الشرائح نفسها، مما يمنحها قدرة تصنيعية لا مثيل لها.
هذا التوازن يجعل من فكرة القطيعة التكنولوجية الكاملة بينهما أمراً مستحيلاً على المدى القصير.
فكل طرف يمتلك ما يحتاجه الآخر لإكمال سلسلته التكنولوجية.
سباق الاستقلال الذاتي
رغم هذا الاعتماد المتبادل، يسعى كل من البلدين جاهدًا لتحقيق الاستقلال التكنولوجي بأدواته الخاصة.
فالولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدراتها التصنيعية لتقليل الاعتماد على المصانع الخارجية، بينما تستثمر الصين بكثافة في تطوير تقنياتها الخاصة في تصميم وإنتاج الشرائح لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية.
ويُلاحظ أن أي تخفيف في القيود الأمريكية المفروضة على الصين في مجال التكنولوجيا يُترجم فورًا إلى تطور سريع وملحوظ في القدرات الصينية، مما يؤكد مدى ترابط السوقين وتأثير السياسات المتبادلة عليهما.
اقرأ أيضًا:
بين ترامب وشي، حرب التكنولوجيا لا تنتهي بين أمريكا والصين
حرب دون صواريخ، أمريكا والصين يشعلان الصراع على الرقائق الإلكترونية (فيديو)

توقعات المستقبل، من يربح السباق؟
إذا استمر الوضع على هذا النحو، ستظل أمريكا متفوقة من حيث الجودة والقدرات المتقدمة، خاصةً في مجالات الحوسبة المتطورة والنماذج متعددة الوسائط، لكن الصين تكسب في الانتشار، والتطبيق السريع، والسيطرة الشعبية، وقد تحافظ أمريكا على "الزعامة التقنية"، لكن الصين تقترب من "الهيمنة التشغيلية".
ختامًا، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية كما كان النفط في الماضي، وترغب أمريكا في الاستمرار كـ"المصنع العالمي للعقول الذكية"، بينما تطمح الصين لأن تكون "أكبر سوق وأذكى مشغل". ومن ينجح في امتلاك هذه التقنية ودمجها داخل كل قطاع، سيكون صاحب مفاتيح القوة الاقتصادية والعسكرية في العالم الجديد.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«بلتون» تطلق «روبن»، نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمصر
06 يوليو 2025 06:07 م
بين الجفاف والإهمال، حريق كاليفورنيا يكشف هشاشة إدارة الكوارث الأمريكية
05 يوليو 2025 03:44 م
4 أيام على انتهاء المهلة، الأسواق العالمية تجهز البدائل قبل قرارات ترامب
05 يوليو 2025 02:20 م

أكثر الكلمات انتشاراً