الثلاثاء، 01 يوليو 2025

04:36 م

بين ترامب وشي، حرب التكنولوجيا لا تنتهي بين أمريكا والصين

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 11:48 ص

الصراع التكنولوجي بين الصين وأمريكا

الصراع التكنولوجي بين الصين وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالتركيز على الذكاء الاصطناعي والمستقبل الرقمي، المعركة بين أمريكا والصين ليس على الأسلحة النووية، لكن على أشباه الموصلات والرقائق والمغناطيسات النادرة.

تحاول الصين أن تُظهر بأن القيود الأمريكية لن تؤثر فيها، وأنها تتوسع حتى لو اعاد ترامب سياسة "أمريكا أولاً" بأقوى مما كانت، لكن هل فعلاً الصين تستطيع الاستمرار دون الرقائق الأمريكية؟ وهل بدأت الشركات التكنولوجية تجد بدائل محلية حقيقية؟

سنوضح في هذا التحليل خريطة المواجهة التكنولوجية والاقتصادية، مع توضيح محاولات الصين للرد دون إعلان حرب.

أمريكا والصين حرب باردة بذخيرة اقتصادية
صراع الهيمنة على أشباه الموصلات

بين الطموح والواقع، الفجوة التكنولوجية في صناعة الرقائق

تقول الصين: “أنا مكتفية ذاتيًا وغير محتاجة لرقائقكم”، والرسالة الأساسية التي تحاول الصين أن توصلها في الجولة الصحفية الأخيرة كانت واضحة: “نحن نصنع، نبتكر، ونصمد دون أشباه موصلات أمريكية.”

أمثلة حقيقية من الميدان، شركة ماجيك لاب (شركة تكنولوجية صينية)، صنعت روبوتات بشرية بـ90% من المكونات محلية، كما يستخدمون شرائح إلكترونية من الصين أو دول غير أمريكية، وذلك ليس مجرد استعراض قوة، لكن رسالة موجهة للمستثمرين العالميين، وهي أن الاقتصاد الصيني، رغم كل القيود، يستطيع خلق بدائل والاستمرار بمفرده.

لكن الحقيقة، أن هذه الشركات لم تصل لمستوى إنتاج الرقائق المتقدمة المطلوبة لنماذج الذكاء الاصطناعي العملاق أو القيادة الذاتية.

 

ترامب يهدد، والصين ترد بمغناطيسات الأرض النادرة

يعبر ترامب عن ملامح التشدد بقرارات مثل منع تصدير أدوات تصميم الرقائق للصين،وردت بكين  بسلاح خفي، وهو مغناطيسات الأرض النادرة، والتي تدخل في صناعات حيوية من الطائرات لـ توربينات الرياح.

رغم التوتر، الصين وأمريكا وقعوا وثيقة (صفقة جنيف) وتهدف إلى تنظيم تصدير المواد النادرة، لكنا مازالت الصين  محتفظة بأداة ضغط قوية في يدها.

وتوجه الصين رسالة واضحة، إذا منعتم عنا الرقائق، سنمنع عنكم المواد الخام الأساسية التي تقوم عليها صناعاتكم.

 

ديب سيك، قصة نجاح صيني في منتصف الحصار

أخذت شركة الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” الأضواء الفترة الأخيرة عندما أعلنت عن نموذج منافس لـ "تشات جي بي تي"، رغم حرمانها من رقائق “إنفيديا”، مما يعني أن الصين بالفعل تستطيع أن تبتكر حتى في ظل القيود لكن على حساب استهلاك طاقة أكثر، وتكلفة أعلى، وكفاءة أقل نسبياً مقارنة بالذي يستخدموا أحدث الرقائق.

 

استراتيجية الصين، مناعة داخلية وتكديس رقائق

يركز رواد الأعمال الصينيين على تطوير الاعتماد على النفس، وهناك حلول بديلة كـ تكديس الرقائق بدلًا  من الاعتماد على تصنيع رقائق بنفس قوة “إنفيديا”، كما تراهن الصين على قاعدة المواهب الضخمة وسلاسل االتوريد المحلية.

والاستراتيجية الصينية الآن تُبنى على فكرة، إذا لم نربح حرب التكنولوجيا بأدوات الغرب، فنخلق أدواتنا، حتى لو كانت أبطأ، مما يشبه فكرة السباق الطويل النفس، وليس القفزة السريعة.

 

تأثير القيود الأمريكية على الابتكار والتمويل في الشركات الصينية

رغم أن القيود الأمريكية جعلت الصين تخفض اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية، لكن بدأت الشركات الصينية  تشعر  بتأثيرات سلبية مثل صعوبة التمويل من مستثمرين أمريكين، وتراجع حجم الابتكارات في بعض القطاعات التي كانت تعتمد على براءات اختراع غربية.

 

هل الصين بالفعل تستطيع الاستغناء عن أمريكا؟

تفتقر الرقائق المتقدمة مثل الخاصة بـ “إنفيديا” بديل فعلي بنفس الكفاءة، وتحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة لـ طاقة حسابية ضخمة، غير متاحة بنفس السهولة في الصين.

لكن الصين تقلل الفجوة كل يوم، ويخلق سوقها الداخلي الضخم طلب يحفّز الصناعة حتى لو انقطعت عنها الأسواق الغربية.

اقرأ أيضًا: 

اتهامات استخباراتية وتهرب ضريبي، «DeepSeek» يدخل على طريق معارك أمريكا والصين

هدنة مؤقتة؟، اتفاق تجاري جديد بين أمريكا والصين ينهي جولة من التوترات

ترامب وشي يتفقان على استئناف المفاوضات التجارية بين بلديهما
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي

 

 النتائج والتوقعات

1. من المتوقع أن يشهد العالم تسارع في الابتكار المحلي الصيني، خاصةً في القطاعات التي لا تحتاج رقائق متقدمة.

2. تستمر حرب تكنولوجية ناعمة، وخاصةً إذا استمرت سياسات ترامب.

3. الاستثمار الأجنبي في الصين يظل حذر، لكنه لا يختفي.

4. سيقاوم الاقتصاد الصيني التباطؤ بالاعتماد على النفس وتوجيه الاستثمارات لقطاعات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

5. تستمر واشنطن في ممارسة ضغط تكنولوجي، لكن  لا يكون فعال دائمًا.

ختامًا، لا تدخل الصين حرب مفتوحة، لكن تلعب على كسب الوقت، وتعزيز المناعة، وخلق بدائل، والمعركة الحقيقية ليس بين ترمب وشي، لكن بين نموذجين اقتصاديين، إحداهما قائم على السيطرة على التكنولوجيا، والآخر يحاول كسر هذه الهيمنة حتى لو بأدوات أضعف لكن بعزيمة أكبر، القادم ليس بسيطًا، لكن من المؤكد أنه سيكون مثير اقتصاديًا، وسياسيًا، وتكنولوجيًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search