د. محمود نجلة في حوار لـ«إيجي إن»: اقتصاد مصر قادر على الاستمرار بلا دعم خليجي أو قروض دولية.. والدولة سددت 42 مليار دولار من ديونها
احتياطي مصر من الرمال البيضاء يتجاوز 20 مليار طن، هل نبدأ ثورة صناعية؟
BYD تكشف عن السيارات المخصصة لأوروبا بحلول 2028
بزيادة تبدأ من 20%، مصدر يكشف أسعار الكهرباء الجديدة للقطاعين التجاري والصناعي

من الرقائق إلى الذكاء الاصطناعي، صراع بكين وواشنطن يدخل "مسار إجباري"

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 11:10 ص

صناعة الرقائق الصينية

محمد السيد

لم يعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة مقتصرًا على تصنيع أشباه الموصلات، بل اتجه في السنوات الأخيرة نحو مجالات أكثر عمقًا تتعلق بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فبينما تتمسك واشنطن بصدارتها في صناعة الرقائق، اختارت بكين أن تغير قواعد اللعبة عبر ضخ استثمارات ضخمة في مراكز البيانات وشبكات الجيل الخامس ومشروعات المدن الذكية، وهو ما جعلها لاعبًا مؤثرًا في أسواق الدول النامية الباحثة عن حلول رقمية سريعة.

صناعة الرقائق مكلفة وتحتاج إلى سنوات طويلة

تعلم الصين أن اللحاق بواشنطن في صناعة الرقائق مكلف ويحتاج إلى سنوات طويلة من التطوير، خصوصًا أن صادراتها في هذا المجال تقتصر على المنتجات التقليدية، في حين استوردت العام الماضي ما يقارب 550 مليار دائرة متكاملة بقيمة 385 مليار دولار، كما أن القيود الأمريكية على تصدير التقنيات المتقدمة جعلت الشركات المحلية تفضل رقائق "إنفيديا" على منتجات "هواوي"، لهذا فضلت بكين أن تركّز على ما تمتلكه من ميزة نسبية، وهي القدرة على بناء أنظمة متكاملة وجاذبة من حيث السعر والتمويل.

دخول البنية التحتية الصينية إلى الأسواق الناشئة

هذا التحول أثار قلق الشركات الغربية، إذ ترى أن دخول البنية التحتية الصينية إلى الأسواق الناشئة يعني تبني معاييرها الأمنية والتقنية، الأمر الذي يرسخ تبعية طويلة الأمد لتلك الأنظمة ويجعل الانتقال إلى بدائل أمريكية أو أوروبية لاحقًا أمرًا معقدًا ومكلفًا، ومن هنا يعتبر بعض الخبراء أن هذه الاستراتيجية أخطر من سباق الرقائق نفسه، لأنها تمس قلب المنظومة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي.

تصدير البنية التحتية والتدريب والبيانات

ويرى المهندس سميث هانت أن بكين تتبع نهج "المشي قبل الركض"، أي أنها تمهد الأرضية عبر تصدير البنية التحتية والتدريب والبيانات، ثم تستعد لاحقًا لدخول سباق الرقائق حين يكون الطلب في تلك الأسواق أكثر نضجًا، كما أن الطلب المحلي القوي داخل الصين يقلل من اعتمادها على الصادرات، ما يمنحها مرونة إضافية في إدارة المنافسة مع الولايات المتحدة.

النظام الرقمي العالمي

وبينما تراهن واشنطن على حماية تفوقها في الشرائح الإلكترونية عبر فرض القيود، تراهن بكين على أن من يضع الأسس والمعايير للبنية التحتية هو من سيملك مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا، وبالتالي فإن المواجهة المقبلة قد لا تكون حول من ينتج أفضل رقاقة، بل حول من يسيطر على المنصات التي يقوم عليها النظام الرقمي العالمي.